أبو حامد الغزالي:
"لدي نفس أحب أنعتها لتعرفوا نعتها وأسماها
فاسمع صفاتي لها لعلك أن تفهم ذا اللب سر معناها
تسعى إلى اللهو وهو غايتها يا ويلها ما أضر مسعاها
لكنها جهلها بخالقها أغفلها رشدها وألهاها
يا ويح نفسي والويح حق لها أن صدها ربها وأرداها
تغرها لذة الحياة وما تدري إلى ما يكون عقباها
قد ضقت ذرعاً بها وأحبسها لم أك أعصي الإله لولاها
إن أنا حاولت طاعة فترت وأظهرت وحشة وأكراها
صرت مع النفس في محاربةٍ تأمرني بالهوى وأنهاها
نحن كقرنين في معاركة أدرع الصبر عند لقياها
وهي بجند الهوى مبارزتي وأي صبر يطيق هيجاها
إن جبنت بالقتال شجعها أو ضعفت في اللقاء قواها
أحبها وهي لي معادية كأنني لست من أحباها
عدوة لا أطيق أبغضها يا ليتني أستطيع أنساها
سابحة في بحار فتنتها جاثية في سدول ظلماها
أحسبها أن أبت موافقتي خاسرة دينها ودنياها
يا رب عجل لها بتوبتها واغسل بماء التقى خطاياها"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق