((قال لي تصور أننا لسنا من المخلفين، وأننا في حفرة أو على جبل الرماة نتهجد... مثلا، فنختم المصحف في ثغرنا كل ثلاث، فنقرأ آيات عن وجوب اتباع المنهاج وعن الصبر، ووسطها نجد آيات عن الجمال في الكون، وأنه علينا أن نتعبد بالتفكر فيه! وليس فقط أن نصل به إلى الهدى...))
((نعم، فقد نزل هذا على أهل مكة وهم قوم غير حالمين في رخاء، بل مبتلون ومطلوب منهم مشروع مستقل، وتكوين دولة من الأساس، وعقد لرابطة أمة عبر الحدود والأجناس والتعبد بنظام تحكيم مستقل وبرسالة تغيير للواقع وليس لذواتهم فقط.))
((... يعني يوسع علينا ويخفف عنا أننا نتلو آيات عن النضرة والينع والزينة والبهجة والألوان الجميلة، هذا وسط تلك الظروف الضاغطة... تدعونا لنتأمل أنها كلها منا ومعنا ومثلنا... جمادات متحركة وساكنة وكائنات برونقها وبمنطقها تنطق وتمجد وتقدس وتسبح بأمر مكونها وموجدها ومنشئها.))
((.. نجد في خندقنا زهرة عشبية وسط الشقوق قد أحياها مولانا فنبتت وتفتحت بعكس التوقعات... فنقول: هذا الذكر الحكيم به تلك الآيات عن التفكر المستمر والنظر الواعي اليقظ للكائنات ولمجريات الأحداث سواء بسواء... هي صفةِ لأولي الألباب الذين آمنوا ... ربما تحفظ توازنهم النفسي وحرصهم وثباتهم، وتذكرهم بأصول وفروع قاموا لها، وبنبع يستقون منه ومآل ينتظرونه....))
((لديهم إذا مشاعر واعية وأحاسيس دافقة وذوق عال يتزودون به ولا يفارقهم هذا المنظار للكون حتى أثناء الصعوبات ..))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق