حين تغرق سفينتك وتتعلق بلوح من الخشب
وتجتهد في الدعاء ..
"دعاء الغريق المضطر"
..تشعر أنك أحوج ما تكون إليه ..
ومن ستنادي سواه!
من سيسمعك غيره...
يقول ابن قدامة ما معناه:
عليك أن تعلم أنك وأنت مرتاح بين أهلك وفي بيتك لست بأحسن حالا من هذا الغارق المتعلق بالخشبة "من ناحية احتياجك إلى ربك وعدم استغنائك عنه ووجوب ابتهالك مثله"
وكان كلام ابن قدامة يبهرني..
وبعد سنوات مر بي نفس كلامه الطيب بنصه ولفظه:
".. واعلم أنّ مَن هوَ في البَحرِ على اللوحِ، ليسَ بأحوَجَ إلى اللهِ وإلى لُطفه ممن هوَ في بيتِه
بينَ أهلِه ومالِه ... فإذا حققتَ هذا في قَلبِك فاعتمد على الله اعتمادَ الغريقِ الذي لا يَعلَمُ له سببُ نجاةٍ غيرَ الله ..."
ولما تأملت كلام سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم عن تثبيت القلوب وتصريفها، ورأيت ما يمر بي وبالخلق من أهوال وأحوال عالمية، وما تفعله بنا ذنوبنا ونفوسنا من رعونة حينا
وتقاعس أحيانا:
علمت أن الكلام كان ينبغى أن يطبق على الدين قبل الدنيا..
وإن كان يشمل الدين والدنيا معا،
وقد كنت لجهلي أحمله على الاحتياج العام للنجاة فيهما، ثم قلت لنفسي لما رأيتها توشك أن تطير لولا رحمة ربي:
بل أنت أحوج للثبات واليقين في كل مفترق طرق ومع كل طلعة زفير ..من هذا الغريق... لكيلا تزل قدمك
فاغتنم فرصة سجودك وفرصة لسجودك! ولا تستهن:
«يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "
«اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق