قال خذ عني وصية مودع ونصيحة مجرب ...اعتصم بركن الحق؛ كتاب الله تعالى، هو سلواك ونجواك وهجيراك، تتدبره وتتلوه.
وتواضع في فهمك وفي تقديرك لنفسك... واهتم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.. هذا العلم المظلوم..
لقد آمنت بالنبي صلى الله عليه وسلم عن حب وتقدير واحترام ومعرفة واطلاع في بداية عمري، ثم تعمقت وتوسعت فآمنت به مرة أخرى! مرة أكبر وأجمل.. ثم آمنت به مرة أخرى! أقرب وأغرب..
وعلمت أنه لا منتهي لليقين إلا عند مقام الصديقين وأنى هذا إلا بنور الله ومدده لمن يشاء من الصابرين…
لقد عشت محاولا أن أقتدي في شعوري وتفكيري وخطراتي بالأسوة الحسنة، فآمنت أكثر أن هذا الكتاب وحي عظيم معجز، وأن هذا النبي سراج منير! صلى الله عليه وسلم…
قال وماذا بعد؟ قال لا يوجد بعد! لكنك لن تقف عند حد.. فضل الله أوسع من خطرات قلبك، ولا يوجد منتهى! لا تشبعن من خير، ستبقى بين الكاف والنون، تمضي بك الأقدار بكن فتكون، بعجرك وبجرك وبشريتك الطامحة المؤمنة العاملة! بشريتك خالصة من سفل الطين وعبث الشياطين قدر صلاتها الدائمة
" ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات"..
"إلا الذين ءامنوا.. "
"إلا المصلين…"…
حاشاه سبحانه أن يخذلك
كن ربانيا يكونك كذلك!
"ومَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخرة نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِى الشاكرين"…
"مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نـزدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ"… "كونوا ربانيين"
ستعيش ميسرا لما خلقت له، وستمر بما كتب لك،
مطالبا بما كتب عليك!
ولو كنت في بيتك سالما وجاء أجلك من حيث لا تحتسب ومن حيث تتحاشي وتجتنب فلن يتأخر ولن يتزحزح ولن يتغير.. ستبرز إلى مضجعك لتسلم الروح لبارئها..
وأما وأنت هنا، ستأخذ ما أنت فيه من علم معك ولن تتركه لما بعد..
ستتضخم الاختبارات وتتكرر المعارج…
أوصيك بالسيرة لتري ذلك الابتلاء ولتتفهم مساحة العفو والترخص بالمباح والتمتع بالطيبات دون إفراط أو تفريط، ولترى مقام الصبر والرضا والشكر، وتدرك الرفعة والواقعية والزهد الحقيقي والمجاهدة العالية مع التبسم والصلابة واللطف والحزم…
حقا لم أر مثل النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نموذجا شبيها
وجدت شبيها بالصحابة لا مثيلا! شبيها مصغرا.. أما هو -صلى الله عليه وسلم -بجماله وشموله وتوازنه فلا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق