"عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى"
انظر أثر علمه لمن أخذ به، وانظر خذلان من حاد عنه، فتارة هم هباء منثور، وتارة هم كالأنعام حادت عن السبيل ...
"علمه شديد القوى "
وفيه طمأنينة لحسن البلاغ وتمامه، فمن يبلغك وهو ضعيف قد تشك في فهمه أو في حفظه أو في قدرته على تحمل مسؤولية الأمانة، لكن هذا المعلم الأمين جبريل في شدة القوة العملية والعلمية: "ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى العرش مَكِينٍ" ثم هو في قمة الصحة والحسن! "ذو مرة.. " .. فليس قويا فقط، فقد يكون القوي ذا عاهة أو يتوجس منه في هذا المقام، لكن هذا في أحسن تقويم يثبت للقوة الجمال! فيتجسد كصورة حقيقية لخير رسول كريم، صورة تشع بمعنى ما.. يلتمس التأييد لقوة الحق، بما لا منافس له مطلقا، ويلتمس منه الفأل والخير، ويستشعر معه جلال الخلاق الذي أوجده وأرسله...
وفيه فائدة أخرى : مدح المعلم هنا مدح للمتعلم، وبيان فضيلة له ومزية بهذا الاختصاص بمثل ذاك المعلم...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق