من نصيحة بعثتها لأخي ونفسي في خضم التحليلات والانفعالات...
القرآن الكريم زادك قبل الماء والدواء وعدتك الأولى ونموذجك التحليلي الأول...
لا يعلم الغيب إلا علام الغيوب سبحانه وتعالى..
فلا تنس أن تتواضع وتفوض بعد أن تتوقع وتؤول وتتوسم... وهذا لا يعني أن تتوقف عن دراسة واستشراف البشارات والأحداث؛ بل أن تهذب رؤيتك وحروفك. ثم أكمل بشارتك ونذارتك ونصحك واستمر..
ولا تخلط بين الوصية بألا تتمني لقيا عدوك وأنك إذا لقيته فعليك بالصبر وأكثر من ذكر الله.. وبين إيثار السلامة وغير ذات الشوكة..
لا تخلط بين تفضيل العافية وبين الوصول لتقديس وعبادة العافية والاستخذاء وتصنع الحكمة والتدجين...
ولا تتصور أننا لم نلق عدونا بل نحن أسارى وتحت لهيبه منذ ألف عام...
مجمل شروح الحديث يبين أن النهي عن الاستخفاف بتمنى اللقاء إنما هو تذكير لك بتجديد النية، وبالصبر والسكينة والتأني، وبالتبري من الحول والقوة والإعجاب، ومن الوثوق بالنتيجة المرحلية، والتي هي غيب في طي الحكمة واللوح المحفوظ، ولها عوامل غيبية في عالم القلوب ...
فلا تخلط بين كبح الأماني المتجاوزة وبين وجود الحافز والغيرة:
"ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم".
"ويشف صدور قوم مؤمنين..."
وتذكر قول ورقة بن نوفل:
"ليتني أكون فيها جذعا" .... "لأنصرن الله نصرا يعلمه" .
وورقة رضي الله عنه مشهود له بالجنة والفضل والحكمة...
وقول أنس بن النضر رضي الله عنه: "ليرين الله ما أصنع"...
وأنس مشهود له في موقف ثان بأنه "لو أقسم على الله لأبره!"
وبأنه فيه وأمثاله نزلت آيات عظيمة مفعمة بالبشرى....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق