الأربعاء، 25 يناير 2017

الزلازل عبرة

قال الجد لحفيده اللاهي المستخف: الحوادث يا بني مقام سكون ووجع ووجل.. لعلماء الدنيا! والآخرة، باستثناء القاسية قلوبهم، وليست مقام غفلة أو طرافة، خاصة من قوم- وأنا منهم - لم يتزودوا بشيء ...لا ادخروا من التقوى ولا أخذوا بالأسباب الدنيوية.. لا بنية تحتية تحتمل الأزمات، ولا بنية جوانية ضد افتتان الشدائد وتضليلها... لا خبيئة قربى أو قوة اتباع يستجلبان ويستمطران الرحمات، سواء عشت مصابا، أو فجعت بمصيبة حبيب قريب مما تناثر من البلاء، أو بت ليلتك في عداد الأموات، أفلا نكبر على الذاتية ونتضرع ونفيق ونبتهل ابتهال الغريق..

الثلاثاء، 24 يناير 2017

الصبر ....ولو لم يكن في الصبر إلا معية الإله!

"ولو لم يكن في الصبر إلا معية الإله!
لكان الصبر أعلى وأرشد..
ألا إن فيه البشر والعون والرضا
من الله، جل الله ذو الجود الأوحد..
وفيه جمال المرء والعز، والغنى
عن الناس، هذا القصد يا نعم مقصد
وكم جاء في القرآن أيضاً وسنةٍ
ثناءٌ عظيمٌ للصبور فرددوا
فما نال من قد نال في الدين والدنا
من الخير إلا باصطبار يؤكدُ"

الأحد، 22 يناير 2017

إذا اختبرنا وامتحنا وابتلينا بمصيبة:

إذا اختبرنا وامتحنا وابتلينا بمصيبة:
إنا لله وإنا إليه راجعون
امتثالا وخضوعا للمالك المتصرف المهيمن
ثم إيمانا بالحكمة
ثم إيمانا بالعاقبة

قال الإمام ابن قدامة رحمه الله:
"وينبغي للمصاب أن يستعين بالله تعالى، ويتعزى بعزائه
ويمتثل أمره في الاستعانة بالصبر والصلاة،
 ويتنجز ما وعد الله به الصابرين،
 حيث يقول سبحانه:
 {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}..."


"وليحذر أن يتكلم بشيء يحبط أجره، ويسخط ربه، مما يشبه التظلم والاستغاثة،
 فإن الله عدل لا يجور، وله ما أخذ وله ما أعطى،
وهو الفعال لما يريد، فلا يدعو على نفسه،
 فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال،
 لما مات أبو سلمة : { لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير ; فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون } .

ويحتسب ثواب الله تعالى ويحمده"

الثلاثاء، 10 يناير 2017

مختارات من إحدى وصايا الجاحظ، لنفسي أولا .. :

مختارات من إحدى وصايا الجاحظ، لنفسي أولا .. :

* وهب الله لك حب الاستماع، وأشعر قلبك حسن التبين

وجعل أحسن الأمور فى عينك، وأحلاها في صدرك، وأبقاها أثرا عليك في دينك ودنياك، علما تقيده،
وضالا ترشده، وبابا من الخير تفتحه


وأعاذك من التكلف، وعصمك من التلون



ونزهك عن الفضول، وعرفك سوء عاقبة المراء.


فاجعل محاسبة نفسك صناعة تعتقدها، وتفقد حالاتك عقدة ترجع إليها،
حتى تخرج أفعالك مقسومة محصلة، وألفاظك موزونة معدلة، ومعانيها مصفاة مهذبة،
ومخارج أمورك مقبولة محببة.

فمتى كنت كذاك كانت رقتك على الجاهل الغبي بقدر غلظتك على المعاند الذكي،
وتحب الجماعة بقدر بغضك للفرقة

وترغب في الاستخارة والاستشارة بقدر زهدك في الاستبداد واللجاجة

وتبدأ من العلم بما لا يسع جهله، قبل التطوع بما يسع جهله.
ولا تلتمس الفروع إلا بعد إحكام الأصول


ولا تنظر في الطرف والغرائب، وتؤثر رواية الملح والنوادر، وكل ما خف على قلوب الفراغ،
وراق أسماع الأغمار، إلا بعد إقامة العمود، والبصر بما يثلم من ذلك العمود


ناس من أهل الكلام نظروا في الجزء والطفرة والمداخلة .. قبل أن ينظروا في التوحيد والعدل!
والآجال والأرزاق!.

وسئل بعض العلماء عن بعض أهل البلدان فقال: «أبحث الناس عن صغير، وأتركهم لكبير!» .


وسئل عن بعض الفقهاء فقال: أعلم الناس بما لم يكن، وأجهلهم بما كان.


وأنا أحذرك اللجاج والتتايع، وأرغب إلى الله لك في السلامة من التلون والتزيد،
ومن الاستطراف والتكلف؛ فإن اللجاج لا يكون إلا من خلل القوة، وإلا من
نقصان قد دخل على التمكين..واللجوج في معنى المغلوب


وليس الاعتراض من صفة اللجاج، وقد يكون الاعتراض محمودا ومذموما ولا يكون اللجاج إلا مذموما.


والتلون: أن يكون سرعة رجوعه عن الصواب كسرعة رجوعه عن الخطاء واللجاج،
وأن يكون ثبات عزمه على إمضاء الخطأ كثبوت عزمه على إمضاء الصواب النافع.

... وبالله التوفيق.

الاثنين، 9 يناير 2017

يا بني .. النصيحة كاملة

يا بني:
*نعم.. إن الحق حق وواجب، لكن ينبغي ألا يعرض بفظاظة، وألا يستوفى بالتعسف، مهما عظم.
*الأسلوب في الأمور البسيطة وغير المصيرية قد يكون أهم من المضمون!
المضمون يمكن التنازل عنه مجاملة وسماحة،
وقد يستحب ترك بعض المستحب لتأليف القلوب وترويض النفوس، أو للإفادة منها على علاتها
وليس تسامحك هنا هو الإفلاس ولا الخراب، بل عدم ترفعك وعدم تغافلك كلاهما من ضيق الأفق
*التقديرات تتفاوت، والنظر للمحسوسات يتباين ويختلف، رغم أن المشهد واحد
بل إن علاج نفس المرض المتفق عليه قد نختلف فيه حسب مدارسنا وطبقا لتوسمنا للتبعات المتوقعة، وهذه مسألة توفيق رباني، ثم هي متعلقة بالعقل والمعرفة وبالصبغة النفسية
فلتتقبل اختلافنا في الفروع والإدراك وضبط الواقع والفهم للمآل
قد لا يرى بعضنا نفس الرأي في علاج مرض ما ، سواء من حيث المبدأ أحيانا! لبعض المصابين، أو من حيث الطريقة...من أول الزكام للسرطان مرورا بالجذام..
* المروءة والشرف والاحترام يا بني من مكارم الأخلاق التي يحفظك بها ربك
لا يعني الحفظ ألا تبتلى بالمحن، وألا يختبر قلبك بالسنين والمغريات، بل الأرجى أن يحفظ ربك بها عقلك وقلبك وثباتك وصبرك ويقيض لك ألطافا ومننا ومخارج أحيانا وحسن خاتمة دائما، وأن يهديك سبحانه لعيوبك ويبصرك مراشدك، لتهتدي لما هو أقرب وأصوب وأقوم، وتمتلك شجاعة وصبر التعلم وإرادة التغير...
*احترام المراتب وإنزال الناس منازلهم! هذا التواضع يرفعك أنت، ويسكنك منازل الأدب الرفيع، التي تستر صاحبها وتدفئه في البرد القارس، وتبارك له في العزلة الظاهرية فتثمر.
*الاستقامة قدر المستطاع تستجلب السكينة وصلاح البال، وهي نفحات مولاك الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة، وهو أعلم بما تفيض فيه، ومن ثم فهنيئا لك الأمن وأنت مهتد...فيستريح ضميرك مهما كانت العواقب الدنيوية... اقرأ اليوم سورة الأنعام، وتدبرها متبتلا تائبا.

الفرق بين لحم الحمير و لحم البقر و الجاموس

"ملخص كلام طبيب بيطري فاضل:

 للتمييز:

لحم الحمير: مائل للزرقة
 دهنه: لونه نحاسي
رائحته: غير طيبة
...لو قطعته بسكين ساخن لتختبره وهو نيء
 ستشم الريحة غير الطيبة

بعد السلق: لحم الحمير هو والحساء
قوامهما يميل نحو الصابون وكأن زيتا على سطح الشوربة
بشكل أكتر وغير مألوف..

عند الأكل :
لحم الحمير طعمه مسكر، "لأن الحمار مخلوق للعمل الشاق
أكثر من البقر والجاموس فعضلاته أكثر شدة وقسوة وأليافه مليئة بالطاقة المخزنة،
 وهي سكر عديد جليكوجين (Glycogen) وهو بوليمر متعدد الوحدات ، يشكل
 الجلوكوز وحدة البناء الأساسية فيه"

وتلاحظ أن الألياف فيه أكثر.

يا بني 4

يا بني 3

يا بني 2

يا بني

الأحد، 8 يناير 2017

"سرى الركب يا أسماء والطرف نحوكم * تلفت لا يدري وقد بعد الركب.. سقى الله يا أسماء أرضا نزلتها * ولا زال مجتازاً بها الشمأل الرطب"

"سرى الركب يا أسماء والطرف نحوكم * تلفت لا يدري وقد بعد الركب..

سقى الله يا أسماء أرضا نزلتها * ولا زال مجتازاً بها الشمأل الرطب"

الجمعة، 6 يناير 2017

الحضارة الغربية و بناتها

رأيت نوعين من الحضارة،  الأولى حضارة مادية بلا روح...وبلا قيم، وبدون أي عدالة مفهومة في مواقفها الكلية،  امبراطوريات تقنية تسير عوجاء وتخطو عرجاء بلا أخلاق، أمم تنهب بنهم وتستنزف الأرض وتحصر الفقراء، مدنية وأنت داخل زخرفها المتقدم تشعر بالعدمية والخواء، وترى نفسك تلهث! نحو مستويات الرخاء، وتحفى! نحو أنماط الرفاهية، والتي يفترض ألا تكون أرقا لتحصيلها والحفاظ عليها، ثقافتهم المنحرفة عن الفطرة والمنكرة لها يمكن أن نسميها قشرة الحضارة التي لم تكتشف الإنسان بنور الله تعالى، والتي لا تتقزز من الانحلال والانحطاط ولا تعيره بالا،  وقد اكتفت بتهاويم نفسية تتعامى عن حالها في الأرض وعن الحقيقة،  ورأيت بعد ذلك حضارات أو حضيرات! هن أبناءها من الزنى ومساعديها ووكلائها من البلاد المشوهة التي قلدتها في قشرة القشرة!  بحضارة الأضواء والأضواء فقط... دون مضمون.. دون إدارة حقيقية أو ماكينات محلية أو مؤسسات  أو بنية بشرية موهلة للاستقلال..

حضارة زجاجية تروعك مشاهدها بين الهول الفاجع والتهويل الهستيري لأتفه الأمور..بين النقص والفظائع والتناقضات المادية والإنسانية،  وبين المبالغة والاستغراق في الرفاه والتأنق في الكمال الأعور  ... بين الهول والتهويل...  وأسلحتها موجهة للخلف، لأبنائها وأبناء عمومتها فقط.

في يوم الجمعة نذكركم يا أصحاب الكهف