الأربعاء، 30 مارس 2016

بيت للسيدة نبوية موسى

"لذا شاء أمر اللّه أن تنصر العلا   **      وأن يبتلي منّا الظلومُ بأظلمِ"

نبوية موسى

بين الجمهوريين والديمقراطيين

أحد الكرام كان ينتقد المرشح الأمريكي النازي، والذي تتسع ليبراليتهم لأفكاره نظريا وعمليا، مما يدل على كون ليبراليتهم بأعرافها مذهبا مؤدلجا، لا ينفك عن صليبيته وشيطانه، فهي ليست آلية صماء بل رأس حربة،

وذكرته بأن الجانب الآخر كالمرشحين الديمقراطيين لا يقل قذارة عمليا، وإن ادعى العلمنة التامة لكنه يقترب من الدين وقتما يلزمه لمحاربة الإسلام، وذكرته بما قلناه يوما أن أوباما -رغم علمانية الراية العامة والحزبية  ورغم أكذوبة الثقافة الديمقراطية المحلية- وقف يوما ما منكرا الشائعات التي قالت أنه مسلم، قبل الانتخاب، وأكد على ملته وبين فرعها ومذهبها وذكر اسم الكنيسة التي يرتادها، ليطمئن الناخب.. مثلكم اﻷعلى يا من تتبرعون بالتنصل والمداهنة ليقبلوكم ويرضوا عنكم..

فهؤلاء أعتى عتاة اللادينية المدنية لديهم شرط الدين عمليا ونظريا في الخلفية،  لكنه كود منطوق مفهوم غير مكتوب...معروف عرفا مشروط ضمنا حتى لو كان فولكلوريا ..ولديهم اﻷساس الديني والتوجيه الطائفي المنحاز المبطن والتوجيه المرجعي الكتابي  الذي يحدد القوانين والمواقف من القضايا الأخلاقية كالاجهاض والشذوذ وو...وهذا النفس العقدي جزء من الزخم الذي يهيء للمشاريع التاريخية  الجو المتوفر إعلاميا  والذي هو موجه للناخب في الدعاية بين الفريقين بشكل جلي، وهو مصنوع بمليارات تمتلكها نخبة محددة،
وإﻻ ما احتاج المرشح الأوفر حظا   منذ سنوات -أوباما- لنفي اﻷمر عن نفسه،  وما استغله أتباع تشيني وسارة بالين وقتها ...
لهذا فمهما تغيرت الوسائل  فالإنسان هو اﻹنسان، والصراع هو الصراع، والعناوين قد تتحور دون المضامين، لكي يخدعوا بها السذج، وليمارسوا اﻷستاذية الوهمية فيما يسمى القيم اﻷساسية واﻷعراف، رغم تعامي حضارتهم بقيمها وبماكينتها الإعلامية والسياسية الأممية ومحاكمها وأذرعها عن كل صور الوحشية والأهوال التي نراها-فضلا عن دعمها والتواطؤ معها وإمهالها- إلا التي تمس غير المسلم أو تمس الرجل الأبيض ومصالح الرجل الأبيض. 

الثلاثاء، 29 مارس 2016

المهم رضا الله سبحانه عنك


المهم رضا الله سبحانه عنك.. خففوا الوطء، ساعة الحساب والمصير لن ينشغل بكم أحد، ولن تنشغلوا بأحد. .رغما عنكم..لهول اﻷمر...وسيزول بهرج الدنيا

===========================================
"لينفع العلم قبل الموت عالمه **** قد سأل قوم بها الرجعى فما رجعوا"
ابن المبارك رحمه الله..

"ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون" تعوذ بالله من كل ريب ودخن كنت تشك فيه وابتلعته ومن تناسيك لكل نور لاح ثم تجاهلته...

"ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون"

تعوذ بالله من كل ريب ودخن كنت تشك فيه وابتلعته ومن تناسيك لكل نور لاح ثم تجاهلته...

آلية التفكير والفهم

أمسك المعلم بعصاه:
 دماغك فارغ... لا بأس، لكن دماغك مثقوب! ..هنا أقول: لا ..هناك بأس.
تضيع ما ترزق به رزقا حسنا وتغفل عنه، ولا تهتم بأن تملأ عقلك بما ينفع أصلا،
وتغرق في المجريات والأنفس الزائلات..

يعطيك كتابك الدواء، ويقول لك هذا سبيل شفائك،
ويقول طبيبك فهمت؟ سلني، ناقشني.. فتقول فهمت،
ثم تكرر شكواك، وأنت لم تصرف دواءك ولم تتجرعه أساسا..
 لم تحاول أن تفهم حقا، وتعيد شكواك كما هي!
ألم تدرك أن الدواء هنا ترياق يغير المفاهيم والأحاسيس وأدوات الاستيعاب ويعيدها لحالتها
الأصلية الفذة النقية...

لو فهمت مرضك وسببه وفهمت دواءك وعقلته لما شكوت من هذا العرض،
ولتغيرت طريقتك في النجوى والشكاية.
ولأثرت فيك معرفة الهم الحقيقي، ولتبدل إذا مفهومك للمشكلة  التي
 تشكو منها، ولنوع التعامل معها..لابد أن تترك الاستخفاف بكل شيء وأن تفتح قلبك،
وأن تقدر قيمة الكلمة وأمانة المعنى، وألا تمر على القول وأنت معرض، ظنا منك أن هناك
حلا عصريا سحريا فوريا بوصفة تصل بالطلب لكل وخزة تظن أنها نهاية الكون...
"بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة"

الاثنين، 28 مارس 2016

ابتهال من الدرر المنسية

"بحياة وجهك خير مسئول به…
وبنور وجهك يا عظيم الشان…

وبحق نعمتك التي أوليتها…
من غير ما عوض ولا أثمان…

وبحق رحمتك التي وسعت جميع ال...
خلق محسنهم كذاك الجاني..

وبحق أسماء لك الحسنى معانيها…
نعوت المدح للرحمن…

وبحق حمدك وهو حمد واسع ال..
أكوان بل أضعاف ذي الأكوان…

وبأنك الله الاله الحق معبود…
الورى متقدس عن ثان…

بل كل معبود سواك فباطل..
من دون عرشك للثرى التحتاني..

وبك المعاذ ولا ملاذ سواك أنت…
غياث كل ملدد لهفان…

من ذاك للمضطر يسمعه سواك…
يجيب دعوته مع العصيان…

انّا توجهنا اليك لحاجة ترضيك…
طالبها أحق معان…

فاجعل قضاها بعض أنعمك التي…
سبغت علينا منك كل زمان.. "....

"الآباء وطرد الأبناء من المنزل وهجرهم ولعنتهم ومقاطعتهم :


"الآباء وطرد الأبناء من المنزل وهجرهم ولعنتهم ومقاطعتهم :
سيدنا يعقوب عليه السلام لم يكتف فقط بالصبر بعد أن اعتبر بنيه شركاء للمرة الثانية في ضياع أخيهم الثاني ..فلم يسبهم ولم يطردهم ولم يدع عليهم ربه سبحانه ، بل سأل الله _جل وعلا_ أن يأتي بهم جميعاً يعني الثلاثة، حتى الذي بقي هناك وهو يعده شريكاً لإخوته فيما فعلوا مع يوسف عليه السلام وذكرهم جميعا بالله تعالى..
وهذا درس حيث يتصور الأب أو الأم أن طرد الابن وشتمه ومفارقته وما شابه هو العلاج الأقوى دائما، وأحيانا الأول والأوحد..
وهذا خطأ، بل هو أحيانا قصور وعجز وعدم صبر.
وإذا كان الدفع بالتي هي أحسن موصى به في مقامات كثيرة مع الخصم اللدود فكيف بابنك!
فتنبه لذلك، دون إفراط أو تفريط ودون تحجر أو تسيب وتضييع ... ويستثنى منه الضرر الذي يجبر على التفريق مؤقتا كمن ابتلي بمتحرش ومدمن متوحش عافانا الله تعالى

الأحد، 27 مارس 2016

طبيعي لما تكون مقرف وغارق في وهم استقامة بعيدا عن الاستقامة أن  تكون مشاكلك مقززة،  وطبيعي لما تمد حبال الهوي تهوي بشدة..
يمكننا بعيدا عن المزايدات أن نفرق بين الزلة العابرة وبين مشهد العكوف وتبرير الانحراف بدغوى التيسير والواقعية الوسطية ووو...
..طبيعي أنك لما تكون بلا تقوى وبلا وعي حقيقي وبلا مشروع مترابط أن يحدث لك ما  ما تستحيي منه العجماوات...هناك من يريد إلغاء التقريع والتوبيخ والزجر والتثريب بدعوى عدم المثالية...هؤلاء هم الإيدز المعنوي الذي يفقدك قدرا من مناعتك للأمراض بدعوى أن كلنا مدمنون  فلم لا نتعرض لحقنة الايدز... كلا يا بني هناك من هم أصغر منك خارج هذا الوباء  

من فقه الدعوة..أصول الدعوة

هناك سياق ومؤهلات للتعليم والمناظرة، بل وللنصيحة والدعوة حسب المقام والدار والغاية من الحوار …

لم يكن اختيار مبعوثي النبي صلى الله عليه وسلم للناس عشوائيا ولا مبنيا على الحب والثقة العامة فقط..

ولا ينقص من قيمتك أن تكون بحاجة لتخصص معين، أو أن يكون دورك مع غير هذا الجمع أنفع لاعتبارات لا تمس ذاتك

كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتقي ويختار من يرسلهم  كمعاذ ومصعب رضي الله عنهما، وراجع مميزاتهما في كتب معرفة الصحابة،

أحيانا يكون الأمر بسيطا والمطلوب مثلا إقامة حجة أو بلاغا وفقط وأحيانا يكون المطلوب مناظرة وتعليما وبناء وتأسيسا في ظروف صعبة كما فعل الصحابة بالحبشة والمدينة وباليمن وغيرها كمن بعثوا للقبائل…

في بعض الحالات يلزم اختيار الرسول المبعوث ممن له صفات جبلية وخلقية ومجتمعية ومؤهلات معينة في الصحبة والتحصيل وسمعة معينة  وتربية تعطيه زخما وحشمة وهيبة وألفة وحظا من فنون البيان ومن الأناة ..وليس مجرد صدق اللهجة والكم المعرفي فقط… أحيانا يلزم للأذان حسن الصوت ..

ومن ذلك الباب احتياجنا إلى التخصص والاحترافية، خاصة مع تعقد الواقع ومنازلاته،

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجاوب مع معطيات الواقع فيما لا حرمة فيه، وكان ينزل من يعتبرهم الآخرون - بمقاييسهم هم-  أكفاءهم للصراع، ويستدعي الشاعر والخطيب للسجال تلبية لعرف القوم ودراية بفنون التأثير وميادينه، والسيرة مدرسة…

مثلا
محاورة أهل الكتاب ومن في حكمهم، فالدعوة لأمثال هؤلاء الذين سيناظرونك بكم من الكتابات والمقولات وفنون رد الشبهات أمور تحتاج تخصصا ودراية وكفاءة للتصدر وسمتا وبيانا،  فهي أمانة ومسؤولية وليست لكل أحد، وإلا تسببت في مزيد فتنة لهم،

فارق بين أن تحدث عاميا جاهلا جهلا بسيطا غير مركب، وليس مماريا، بل طالبا للحق متقبلا لنبذ التقليد الأعمى ..وبين أن تحدث متخصصا في الجدل ومعتادا على الجدل العقيم أو سفيها أو من هو عالم في قومه أو في مذهبه أو خريج مدرسة مجتمعية تحتاج علاجا علميا وعقليا ونفسيا، فليس القصد أن تفحمه وتنصرف،  ولا الغرض هو مجرد  كسب نقاش ومحاججة بالنقاط وتمضي،

ومثله حين  تجادل من ينتمي لطائفة معينة أو ملة بغت بالتلبيس وخلط البراهين والخطب والتعمق في تفنيد قضيتك . . لتصل لدعوته، فعليك بتحصيل الواجب وأدوات المعرفة ورصيد أهل الذكر والخبرة، وبمعرفة مدى تناسبك مع هذه الوقفة ولغة القوم ومألوفاتهم،  ليبقى أثر رسالتك تمثيلا مشرفا ولا تسيء للعناوين الجليلة...وهذا لا يقلل من ذاتك المصونة وقيمتك الجليلة ونيتك النبيلة...

الجمعة، 25 مارس 2016

اللهم اعف عنا واقبلنا ..اللهم حسن الخاتمة ..اللهم آمين ...

"لا يغُرَّنْكَ مَسَاءٌ ساكنٌ ... قد يُوَافِي بالمنيَّات السَّحَرْ.."

من عيون الشعر

"إذا نام غر في دجى الليل فاسهرِ**
وقم للمعالي والعوالي وشمرِ"

"وصف لي منزلا حُملوا إليه * وما لمحوا الطريق ولا المطيا

وكيف أتى الغنىّ له فقيرا * وكيف ثوى الفقير به غنيا"

الصلاة على النبي يوم الجمعة....صلى الله عليه وسلم

الصلاة على النبي يوم الجمعة....صلى الله عليه وسلم

"سَلامِيَ عَن هَذا المَقامِ مُقَصِّرٌ ** عَلَيكَ سَلامُ الله وَالبَرَكاتُ"
قال صلى الله عليه وسلم:
"من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه قبض، وفيه النفخة وفيه الصعقة. فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي.
رواه الأئمة: أحمد وأبي داود والنسائي وابن خزيمة"
قال الشارح في عون المعبود :
وَإِنَّمَا خَصَّ يَوْم الْجُمُعَة لأَنَّ يَوْمَ الْجُمُعَة سَيِّدُ الأَيَّام وَالْمُصْطَفَى سَيِّدُ الأَنَام , فَلِلصَّلاةِ عَلَيْهِ فِيهِ مَزِيَّةٌ لَيْسَتْ لِغَيْرِهِ .

بيتان

ياشباب الهم فى الوادى العجيب ...... أشرق الصبح فهزوا الجيوب مصر ترجو منكم جنيهــــاً فتيـــا ً.... ذو قيمة أمام الدولار قويــــاً -منقول

الخميس، 24 مارس 2016

"لَعَمْرُكَ، ما بالأرض ضيقٌ على امرئٍَ  **سرَى راغباً أو راهباً، وهو يعقلُ!"

من قصيدة لامية العرب، للشنفرى

التربية المستمرة حقيقة، مثل التعليم المستمر في معايير الجودة، وتجاهلها لا يلغيها، بل يحدث فجوة بقدرها

والتربية ليست -عادة- فترة للقعود، ليؤجل السعي دونها، بل هي  منه ومعه وفيه..

والسائر والسالك والفارس والراجل والمحصور وابن السبيل والكبير والصغير  كلهم بحاجة للتعليم والتربية باستمرار، كحاجتهم للطعام والشراب، دون انقطاع للطعام والشراب بلا شك..

وهذه القصيدة نضع عيونا منها كلما تيسر، وهي التي نذكر الكرام دوما بأن أجدادهم العظماء والنبلاء والصالحين حثوا على تعليمها للصبيان، بعد تعليمهم أساسيات الكتاب والسنة، أي بالتوازي مع بقية التعلم، وكجزء منهجي ربما افتقدناه في الصغر...

ليس هذا  فقط لأن هذه الملحمة أو هذه المعلقة غير المتوجة تفيد الناس في فهم كلمات الكتاب والسنة ومعرفة قدرهما، بصفتها قصيدة متينة ومدرسة لغوية، كلا... فهذا القدر من البيان تشترك فيه هذه القصيدة مع بقية نفائس ديوان العرب المهمل، والتي حث العلماء والحكماء على تعلمها فعلا، لفهم القرآن، كما ورد ذلك عن أكابر علماء الصحابة- رضوان الله عليهم- فمن دونهم من الأئمة...

بل لأن هذه التحفة الأدبية لها أهمية خاصة...
كل هذا  نظرا لقيمتها المعنوية العالية، في مضمونها، وليس في شكلها وبلاغتها فقط ككثير من شعر ما قبل الإسلام، فسبب اهتمامهم بها هو توازي معانيها مع ما يراد تحقيقه في عالم النفس والكمال الإنساني، وهو أن يكون المعدن البشري نفيسا وخيرا وسامقا، ومن ثم يكون ذا صلابة وقيمة عالية حين يسبك في إطار أمته، وحين يوكل إليه شأن ما أو غرس فسيلة ما، كما كان الصحابة- رضوان الله عليهم - حين أخذوا من خير ما عرفوه ونبذوا القبائح...

فقد تعلمهم هذه المعاني كيف ينبغي أن يفكروا وأن يشعروا! وأن يصبروا...وألا يكونوا مدجنين ولا هباء منثورا....

وقد تهذب الاعتبارات والقدوة نفوسهم، وترتقي بهم عقلا بالاستقلالية الذهنية والشخصية، المفقودة في طاحون التقليد الأعمى والتقمص والهرولة ...، والتي لا تنفي الآداب والتؤدة  والمروءة،  كما هو واضح في طيات القصيدة، وبهذا وغيره تسمو بمكارم الأخلاق، التي أتت لتثبتها وتتمها رسالة الإسلام الخاتمة، ولتعيد تقريرها..

وهذه القيم هي التي ينبغي تكرارها بكل السبل والأساليب، للدراسة والترويح، وينبغي المداومة على الاستقاء منها ومن أمثالها، كما كان الحداة مع القوافل يفعلون، بدل الإسفاف والابتذال والخواء....

فالأخلاق بمفهومها الواسع إنما هي الأنوار التي لا تستقيم الخلائق على صبر طريق العقيدة أو حتى على فهمه أو مناقشته! دونها، ولا تقدر على فهم الواقع وإدراكه ومعايشته دونها..

فالعقل قد لا يدرك الأمور مستقلا عن الممارسة ولا مستقلا عن القوة النفسية ونوع الشخصية... وقد لا يفاضل العقل بين الخيارات منعزلا كذلك...

فالإنسان وحدة واحدة وليس أجزاء ولا مراحل نمطية..وقد فقدنا كثيرا في عملية المسخ الممنهجة والمستمرة...ولعل أي وسيط يبسط لمن تلاه، وهذه أموربسيطة الكلفة عظيمة الأثر، وتتوازى ولا تتقاطع مع أي مشاريع جليلة وآنية منعا للمزايدات..

"ولكنَّ نفْساً حُرَّةً لا تُقيمُ بي = على الذمِّ إلاَّ ريْثَمَا أتَحَوَّلُ"

#اللغة تربي

من قصيدة لامية العرب، للشنفرى

"لَعَمْرُكَ، ما بالأرض ضيقٌ على امرئٍَ  **سرَى راغباً أو راهباً، وهو يعقلُ!"

من قصيدة لامية العرب، للشنفرى

التربية المستمرة حقيقة، مثل التعليم المستمر في معايير الجودة، وتجاهلها لا يلغيها، بل يحدث فجوة بقدرها

والتربية ليست -عادة- فترة للقعود، ليؤجل السعي دونها، بل هي  منه ومعه وفيه.. 

 والسائر والسالك والفارس والراجل والمحصور وابن السبيل والكبير والصغير  كلهم بحاجة للتعليم والتربية باستمرار، كحاجتهم للطعام والشراب، دون انقطاع للطعام والشراب بلا شك..

 وهذه القصيدة نضع عيونا منها كلما تيسر، وهي التي نذكر الكرام دوما بأن أجدادهم العظماء والنبلاء والصالحين حثوا على تعليمها للصبيان، بعد تعليمهم أساسيات الكتاب والسنة، أي بالتوازي مع بقية التعلم، وكجزء منهجي ربما افتقدناه في الصغر...

 ليس هذا  فقط لأن هذه الملحمة أو هذه المعلقة غير المتوجة تفيد الناس في فهم كلمات الكتاب والسنة ومعرفة قدرهما، بصفتها قصيدة متينة ومدرسة لغوية، كلا... فهذا القدر من البيان تشترك فيه هذه القصيدة مع بقية نفائس ديوان العرب المهمل، والتي حث العلماء والحكماء على تعلمها فعلا، لفهم القرآن، كما ورد ذلك عن أكابر علماء الصحابة- رضوان الله عليهم- فمن دونهم من الأئمة...

 بل لأن هذه التحفة الأدبية لها أهمية خاصة...
كل هذا  نظرا لقيمتها المعنوية العالية، في مضمونها، وليس في شكلها وبلاغتها فقط ككثير من شعر ما قبل الإسلام، فسبب اهتمامهم بها هو توازي معانيها مع ما يراد تحقيقه في عالم النفس والكمال الإنساني، وهو أن يكون المعدن البشري نفيسا وخيرا وسامقا، ومن ثم يكون ذا صلابة وقيمة عالية حين يسبك في إطار أمته، وحين يوكل إليه شأن ما أو غرس فسيلة ما، كما كان الصحابة- رضوان الله عليهم - حين أخذوا من خير ما عرفوه ونبذوا القبائح...

 فقد تعلمهم هذه المعاني كيف ينبغي أن يفكروا وأن يشعروا! وأن يصبروا...وألا يكونوا مدجنين ولا هباء منثورا....

 وقد تهذب الاعتبارات والقدوة نفوسهم، وترتقي بهم عقلا بالاستقلالية الذهنية والشخصية، المفقودة في طاحون التقليد الأعمى والتقمص والهرولة ...، والتي لا تنفي الآداب والتؤدة  والمروءة،  كما هو واضح في طيات القصيدة، وبهذا وغيره تسمو بمكارم الأخلاق، التي أتت لتثبتها وتتمها رسالة الإسلام الخاتمة، ولتعيد تقريرها.. 

 وهذه القيم هي التي ينبغي تكرارها بكل السبل والأساليب، للدراسة والترويح، وينبغي المداومة على الاستقاء منها ومن أمثالها، كما كان الحداة مع القوافل يفعلون، بدل الإسفاف والابتذال والخواء....

 فالأخلاق بمفهومها الواسع إنما هي الأنوار التي لا تستقيم الخلائق على صبر طريق العقيدة أو حتى على فهمه أو مناقشته! دونها، ولا تقدر على فهم الواقع وإدراكه ومعايشته دونها.. 

 فالعقل قد لا يدرك الأمور مستقلا عن الممارسة ولا مستقلا عن القوة النفسية ونوع الشخصية... وقد لا يفاضل العقل بين الخيارات منعزلا كذلك...

 فالإنسان وحدة واحدة وليس أجزاء ولا مراحل نمطية..وقد فقدنا كثيرا في عملية المسخ الممنهجة والمستمرة...ولعل أي وسيط يبسط لمن تلاه، وهذه أموربسيطة الكلفة عظيمة الأثر، وتتوازى ولا تتقاطع مع أي مشاريع جليلة وآنية منعا للمزايدات..

"ولكنَّ نفْساً حُرَّةً لا تُقيمُ بي = على الذمِّ إلاَّ ريْثَمَا أتَحَوَّلُ"

#اللغة تربي

الأربعاء، 23 مارس 2016

الإمام معروف الكرخي: حكمة

"الإمام معروف الكرخي:
اذكر القطن إذا وضع على عينيـكَ.
( السير )"

يولد المرء على الفطرة فتمسخه حاضنته الاجتماعية والثقافية

يولد المرء مسلما متوازنا على الفطرة، فيأتي أبواه ويسلمانه إلى القطاع الخاص أو الحكومة ببيئة تعليمية ثقافية إعلامية مخططة بحد السيف، أو يأتي له الشيوخ الضالون المضلون المجدبون  أو أي كاتب مفكر متفلسف أو مزروع أو مستأجر… يأتي أحدهم أو كلهم.. فيمجسونه أو يمسخونه، ويجدعون عقله، ويشوهون قلبه ونفسه وأدواته للفهم… فيرى بأعصاب مبرمجة ومعلومات مبتسرة عن الدين والدنيا والتاريخ والقيم ومعلومات مشوهة عما يرى فضلاً عما لم يحضره أصلا ويقطع فيه كأهله أو كأنه من أعدائهم…

مع : لا حول ولا قوة إلا بالله… . الحوقلة

الوابل الصيب لابن القيم رحمه الله  ج1/ص106

  عن "لا حول ولا قوة الا بالله" :

و هذه الكلمة لها تأثير عجيب في معاناة الاشغال الصعبة وتحمل المشاق والدخول على الملوك ومن يخاف وركوب الاهوال، ولها ايضا تأثير في دفع الفقر ..

تفسير البغوي رحمه الله :
تفسير البغوي ج4/ص357
وأكثر المفسرين قالوا : نزلت في عوف بن مالك الأشجعي، أسر المشركون ابنا له يسمى مالكا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:   يا رسول الله أسر العدو ابني، وشكا إليه أيضا الفاقة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:   اتق الله واصبر ، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله،  ففعل الرجل ذلك فبينما هو في بيته إذ أتاه ابنه وقد غفل عنه العدو فأصاب إبلا وجاء بها إلى أبيه وهي أربعة آلاف شاة فنزلت ))

الكنى والأسماء ج3/ص1189
فلما كرب محمد بن القاسم قال يا عمران بن النعمان وهو أمير أهل حمص ناد أمراء الأجناد يستنهضوا بما استطاعوا فلما أعيت عليه الأمور نادى لا حول ولا قوة إلا بالله مراراً فكف الله ملك الفيلة فنزعت إلى الماء وضجرت من الحر فما استطاع أصحابها حبسها وحملت الخيل عند ذلك والناس فكان الفتح بإذن الله ))

مجموع الفتاوى ج10/ص686
قال الشبلى بين يدى الجنيد لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال الجنيد قولك ذا ضيق صدر وضيق الصدر لترك الرضا بالقضاء فإن هذا من أحسن الكلام،  وكان الجنيد رضى الله عنه سيد الطائفة ومن احسنهم تعليما وتأديبا وتقويما وذلك أن هذه الكلمة كلمة إستعانة لا كلمة إسترجاع وكثير من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة الإسترجاع ويقولها جزعا لا صبرا فالجنيد
أنكر على الشبلى حاله في سبب قوله لها إذ كانت حالا ينافى الرضا ولو قالها على الوجه المشروع لم ينكر عليه ))

الفواكه الدواني ج1/ص297
وإذا استقبله مكروه يقول لا حول ولا قوة إلا بالله وإذا أصابته مصيبة قال إنا لله وإنا إليه راجعون ))

تاريخ الإسلام للإمام الذهبي  ج18/ص111
وهو يحكي محنة وصبر الإمام أحمد بن حنبل : 

(( فأخذه فلما ضرب سوطا قال بسم الله فلما ضرب الثاني قال لا حول ولا قوة إلا بالله ))

الثلاثاء، 22 مارس 2016

" وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم"…
رواه أحمد والترمذي

وتذكرني حصائد الألسن بحصائد ما تخطه الأيدي وترقنه الأصابع على شبكة الإنترنت، فكلاهما جليل الأثر والعاقبة، على بساطته وهوانه على صاحبه...مجرد تعليق وتحليل، ويحك…

" وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم"…

"إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ.." صور مكبرة

"إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ.."
https://scontent-mxp1-1.xx.fbcdn.net/…/12006157_89894715685…
( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون )
( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين ( 26 ) )
"إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ.."
( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون )

الاثنين، 21 مارس 2016

القرية الظالم أهلها



لأن العالم كله قرية صغيرة ظالمة إلا ما شذ وندر، وهذه هي العولمة بمفهوم الهيمنة، فظالمنا المحلي وكيل وموزع معتمد للظلم العالمي، ولهذا السبب فالكفر بالطواغيت ليس شأنا محليا ولا إقليميا، بل رسالة أممية عابرة للقارات وللعوالم لإنارة الكون وتطهيره من الرجس والدنس كله، وكل مقاربات ومحاولات الإنكفاء الداخلي بدعوى الاضطرار تحمل جنين الفشل لذات السبب فتجاهلنا للحقيقة لا يلغيها...
ولعل هذا سبب لأن دعاء المؤمنين في الآية الكريمة ليس فقط بأن يخرجهم الله تعالى من القرية الظالم أهلها، بل كذلك دعوه سبحانه بأن يجعل لهم من لدنه سبحانه وتعالى وليا ويجعل لهم نصيرا...وهذا هو الفارق بين مجرد بلد ودويلة تجيرنا وتؤوينا، وبين دار للإسلام بحق، لا تحاسبك على بسبورك ولا تقايضك على شيء من دينك لتمنحك جنسيتها .. وهذه قيمة وجود كيان قوي يمثل النموذج الرباني الصحيح، وهو بيان لنعمة وفضل تمثله يوما ما في دنيانا..

الأحد، 20 مارس 2016

كلمة "هذه سياسة -خلينا واقعيين -مضطرين " ليست مفتاحا سحريا يرخص في المداهنة والعهر، في المواقف العابرة ومسارات العكوف والاستمرار، فهناك ضوابط للإكراه وللرخص، ولا هذه الكلمة محللة للكفر والشرك والنفاق والخيانات والعهر ولترك التضحية، والأمور العملية التي يمكن ارتباطها تطبيقيا بالعجز محددة إلا عند من غشيت قلوبهم غيمة سوداء، والتفريق بينها وبين الأمور والكلمات والمواقف المرتبطة بالمفاهيم الدينية الأصلية ! والتي لا يمكن تبديلها وتمييعها! ولا التدليس فيها! تفريق واضح في الفطر والكتب والسنن... وعناوين الصراع لا يصح فيها الخطاب المزدوج والخداع الساذج… لأنها ملة وليست سياسة.. ولا هو صراع قانوني وحريات… بل مشاريع إحلال....وهذه المسائل التي لا خيار فيها للعاجز سوى الصبر أو شق الأرض طولا وعرضا أو الصمود أو التصدي! أو الكف عن التحدث بمنظور إسلامي وتضليل نفسه وقومه، فالخسارة فادحة في كل الحالات...! ومع فقدان لواء الهوية وراية الملة تصبح خسرانا مبينا...والعقيدة تؤثر في صحة العمل وفساده شرعا، كما تؤثر في رؤية وتوقعات وآمال وأحلام وتوسمات من يبصر بها... حسب فهمه لها.
"إن الشعوب إذا أرادوا نهضة * بذرائع العلم الصحيح تذرّعوا..

وانظر بعين في الأمور جلية * لا تُثبت الأشياء عين تدمع"

الجمعة، 18 مارس 2016

الحسن بن الهيثم

من أعظم العلماء الموسوعيين وإن اشتهر بعلم البصريات أكثر


اسمه: الحسن بن الحسن بن الهيثم أبو علي البصري . 

لقب ببطليموس الثاني . 

 ولد نحو عام 354هـ وتوفي في عام 430هـ . 

( الموافق عام 965 وعام 1029م ) بالقاهرة . 

وقال عنه ابن القفطي: ( إنه صاحب التصانيف والتآليف في الهندسة وكان عالما بهذا الشأن متقنا له متفننا فيه، قيما بغوامضه ومعانيه، ومشاركا في علوم الأوائل، أخذ عنه الناس واستفادوا ) . 

وقال عنه مصطفى نظيف بك: ( إن ابن الهيثم رائد علم الضوء في القرن الحادي عشر للميلاد كما أن نيوتن رائد علم الميكانيكا ) . 

وقال فيه سارطون: إن ابن الهيثم أعظم عالم ظهر عند العرب في علم الطبيعة، بل أعظم علماء الطبيعة في القرون الوسطى، ومن علماء البصريات القلائل في العالم كله . 

وقال عنه الأستاذ جون دبزوندبرناك – رئيس قسم الفيزياء بكلية بيركبك بجامعة لندن: ( ويعتبر كتاب المناظر لابن الهيثم هو أول دراسة علمية جادة في موضوع الضوء، وابن الهيثم وغيره من علماء العرب، هم أول من فهم موضوع انعكاس الضوء بالمفهوم الجديد، وبمرور الضوء خلال الأجسام المشفة، الأمر الذي كان له الفضل في إرساء قواعد علم البصريات ) . 


مما قاله عنه أعيان المؤرخين:


 كان له خط جميل في غاية الصحة كتب به الكثير من علوم الرياضة.

كان ينسخ في مدة سنة ثلاثة كتب في ضمن اشتغاله وهي "إقليدس
والمتوسطات والمجسطي" ويستكملها في مدة السنة، فإذا شرع في
نسخها جاءه من يعطيه فيها مائة وخمسين ديناراً مصرية... وصار ذلك
كالرسم الذي لا يحتاج فيه إلى مواكسة ولا معاودة قول،  فيجعلها مؤونته
لسنته، ولم يزل على ذلك إلى أن مات بالقاهرة في حدود سنة ثلاثين
وأربعمائة أو بعدها بقليل واللَّه أعلم.



"وله في الطب كتابان:

 أحدهما في "تقويم الصناعة الطبية"
 ضمنه خلاصة ثلاثين كتابا قرأها لجالينوس،

والآخر "مقالة في الرد على أبي الفرج عبد الله بن الطيب"
لإبطال رأيه الذي يخالف فيه رأي جالينوس... 
وله أيضا رسالة في تشريح العين وكيفية الإبصار."

 وكل طبيب يعلم أن هناك من سميت باسمهم جزئيات دقيقة جدا من الجسم لريادتهم أو لأنهم من اكتشفها وعرف بها، ويعلم أن مسار التشريح ومسار كل علم إنما هو مسار تراكمي...



ومما قاله عنه المؤرخون المعاصرون كذلك:

"ولكن ابن الهيثم الذي كان يعرف تركيب العين ووظائف القرنية
والعدسة، كان يعلم أن كل عين لها قوة إبصار خاصة بها تتوقف على
العدسة.. فقرر أن يصنع بدلاً من قرص الزجاج قرصين، واحد لكل عين
حسب قوة ابصارها، وبذلك توصل ابن الهيثم إلى صناعة أول نظارة
طبية للقراءة في التاريخ.. تعتمد على قياس النظر لكل عين على حدة..
وكانت هذه النظارة تثبت أمام العين أثناء القراءة.

ودور النظارة في تطور الحضارة الإنسانية كبير، فقد ساعدت ضعاف
البصر على أن يعيشوا حياة طبيعية.. وأن يقرأوا وينتجوا، وهذه نعمة
عظيمة. ولم يتكسب ابن الهيثم من تلك الإبتكارات!

وكم كان ابن الهيثم عفيفا واعيا وهو يقول:

"فإن ثمرة هذه العلوم هو علم الحق والعمل بالعدل في جميع الأمور
الدنيوية والعدل هو محض الخير الذي يفعله يفوز... أين العالم الأرضي
من نعيم الآخرة السماوي!! ويعتاض الفائز عن صعوبة ما يلقاه مدة
البقاء المنقطع في دار الدنيا بدوام الحياة منعماً في الدار الأخرى وإلى
اللّه تعالى أرغب في توفيقي لأتقرب إليه".


كان تاريخ كتابة ابن الهيثم لهذه الكلمة في ذي الحجة سنة سبع عشرة
وأربعمائة...




وقد عده كثيرون رائداً للمنهج التجريبي الذي يعزى لفرنسيس بيكون،
مع أن ابن الهيثم سبقه بخمسة قرون.


وقد ألف ابن الهيثم في البصريات ما يقرب من أربعة وعشرين
موضوعا ما بين كتاب ورسالة ومقالة، ما بقي منها ضمته مكتبات
إستانبول ولندن وغيرهما.

وقد سلم من الضياع كتابه العظيم "المناظر" الذي احتوى على نظريات
مبتكرة في علم الضوء، وظل المرجع الرئيسي لهذا العلم حتى القرن
السابع عشر الميلادي بعد ترجمته إلى اللاتينية.


والحسن بن الهيثم هو أول من أثبت خطأ نظرية إقليدس وغيره في أن
شعاع الضوء ينبعث من العين ويقع على المبصر. وقرر عكس هذه
النظرية في أن شعاع الضوء يخرج من الشيء المبصر ويقع على
العين، واستدل بالتجربة والمشاهدة على أن امتداد شعاع الضوء يكون
على خط مستقيم.

وعرف ابن الهيثم الأجسام الشفافة، وهي التي ينفذ منها الضوء ويدرك
البصر ما وراءها كالهواء والماء، وبين أن الضوء إذا نفذ من وسط
شفاف إلى آخر شفاف انعطف عن استقامته.

وبحث في انكسار الأشعة الضوئية عند نفاذها في الهواء المحيط بالكرة
الأرضية، وبين أن كثافة الهواء في الطبقات السفلى أكبر منها في
الطبقات العليا، وأن الهواء لا يمتد من غير نهاية، وإنما ينتهي عند
ارتفاع معين! يعني الفضاء الجوي.


فإذا مر شعاع من الضوء خلال هذه الطبقات الهوائية المختلفة الكثافة
فإنه ينكسر رويدا رويدا وينحني تدريجيا نحو سطح الأرض، ويترتب
على ذلك أن النجم أو الكوكب الذي ترقبه العين يظهر في موضع أقرب
من موضعه الحقيقي. وأشار إلى الخطأ الذي ينشأ عن ذلك في الرصد
وإلى وجوب تصحيحه.


وشرح الحسن بن الهيثم كيفية حدوث الرؤية، وبين في ذلك تركيب
العين وانتقال التأثير الحاصل بوساطة العصب البصري.


ويوجد في مكتبات العالم في القاهرة ولندن وباريس وإستانبول أكثر من
واحد وعشرين مخطوطا لابن الهيثم في هذا التخصص.
وفي الحساب والجبر والمقابلة ألّف ما لا يقل عن عشرة كتب، لا يوجد
منها سوى مخطوطات قليلة في مكتبة عاطف بتركيا منها: حساب
المعاملات، واستخراج مسألة عددية.


وفي الفلك أبدع ابن الهيثم كعالم من الطراز الأول، وأسهم فيه بفاعلية
حتى أُطلق عليه "بطليموس الثاني". ولم يصلنا من تراث ابن الهيثم في
الفلكيات إلا نحو سبع عشرة مقالة من أربعة وعشرين تأليفًا، تحدث
فيها عن أبعاد الأجرام السماوية وأحجامها وكيفية رؤيتها وغير ذلك.


وله في الطب كتابان: أحدهما في "تقويم الصناعة الطبية" ضمنه خلاصة
ثلاثين كتابا قرأها لجالينوس، والآخر "مقالة في الرد على أبي الفرج
عبد الله بن الطيب" لإبطال رأيه الذي يخالف فيه رأي جالينوس. وله
أيضا رسالة في تشريح العين وكيفية الإبصار.

رجل ترك شرحا بارزا علم الدنيا في التشريح كما في غيره، وهو مقدم جزء غير مسبوق فيه، وغيره من الناس ربما لم يكن لهم سوى مثل هذا الجزء، وصاروا به معلمين للدنيا، وسميت بأسمائهم أشياء من تلافيف البدن كما هو معلوم للدارسين..فكيف نبخسه حقه في هذا العلم..

ومما قال

وإن أطال اللَّه لي في مدة الحياة وفسح في العمر صنفت وشرحت
ولخصت من هذه العلوم أشياء كثيرة تتردد في نفسي ويبعثني ويحثني
على إخراجها فكري، واللَّه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريده وبيده مقاليد
كل شيء وهو المبدئ المعيد وهذا ما وجب أن أذكره في معنى ما
صنعته واختصرته من علوم الأوائل قصدت به مذاكرة الحكماء الأفاضل
والعقلاء الأماثل من الناس....

 كالذي يقول:
رب ميت قد صار بالعلم حياً *** ومبقّى قد مات جهلاً وغيا

فاقتنوا العلم كي تنالوا خلوداً *** لا تعدوا البقاء في الجهل شيا"


صورة تشريحية للعين لأبي علي الحسن بن الهيثم القرن العاشر الميلادي


وأي طبيب يعلم معنى شرح تشريح visual pathway في هذا الزمان والقول بأنه
ناقل الرسالة للمبصرات وكيف تكون هذه الريادة في تشريح العين وفسيولوجيا الإبصار،

وقد كتب في مخطوطته حول شكوكه فيما يتعلق ببطليموس :
   

البحث عن الحقيقة في حد ذاتها أمر صعب، والطريق إلى ذلك وعر. فالحقائق يكتنفها الغموض. الله لم يعصم العلماء من الخطأ، ولم يحمالعلم من القصور والنقص. لو كان هذا هو الحال، لما اختلف العلماء على أي من مسائل العلم.. 
   

في مخطوطة الحركة المتعرجة ، كتب ابن الهيثم :
   

مما قاله الشيخ الجليل، فمن الواضح أنه يعتقد في كل ما يقول بطليموس، دون الاعتماد على إثبات أو دليل، ولكن عن طريق التقليد الخالص. وهو ما لا يجوز إلا في إتباع سنن الأنبياء عليهم السلام، لا مع المختصين بالرياضيات.
   

وصف ابن الهيثم منهجه، فقال:
   

سعيت دومًا نحو المعرفة والحقيقة، وآمنت بأني لكي أتقرب إلى الله، ليس هناك طريقة أفضل من ذلك من البحث عن المعرفة والحقيقة.
المصدر الأساسي  كتاب روائع تاريخ الطب والأطباء المسلمين.... 

تغلو الحياة بها إلى أن تنتهي ** عند التراب رخيصة كتراب..."

 تغلو الحياة بها إلى أن تنتهي ** عند التراب رخيصة كتراب..."

"كيف يصفو لامرئٍ ما عاش مِنْ عيشٍ وبِيلِ .. بين غمزٍ مِنْ ختولٍ ومداجاةِ ثقيل"

"كيف يصفو لامرئٍ ما عاش مِنْ عيشٍ وبِيلِ .. بين غمزٍ مِنْ ختولٍ ومداجاةِ ثقيل"

القصد بيان أن العزلةِ عن الناس وقلة الخلطة خير، -إلا فيما ينفع وفي صحبة الصالحين بحق

وإلا !! ستمضي عمرك بين سخيف تتكلف له، أو مكار ينتقص منك ويؤذيك بلسانه وحركاته وتصرفاته، أو بخيل قتور يقرفك و و..

"مَنْ أراد العزَّ والراحةَ مِن همِّ طويلِ ،، ليكُنْ فرداً من الناسِ ويرضى بالقليلِ
كيف يصفو لامرئٍ ماعاش مِنْ عيشٍ وبِيلِ ،، بين غمزٍ مِنْ ختولٍ ومداجاةِ ثقيل ِ

ومداراةِ حسودٍ ومعاناةِ بخيلِ .. آهِ منْ معرفةِ الناسِ على كلِّ سبيـــلِ"
والمُداجاةُ معناها: المداراةُ والمجاملة.

يقال: داجَيْتُهُ، إذا داريتَه؛ كأنَّك ساترتَه العداوة:

"كُلٌّ يُداجى على البغضاء صاحبه .. ولن أُعالِنَهُمْ إلاّ بما علَنوا"

داجى الرجلَ: ساتَرَه بالعَداوة وأَخْفاها عنه
فكأَنه أَتاه في الظُّلمة، وداجاه أَيضاً: عاشَرَه وجامَله...


ختول : يعني مخادع
خاتَله: خَدَعه عن غَفْلة؛

قال رويس:

"دَهَاني بِسِتٍّ، كُلُّهنَّ حَبِيبةٌ .. إِليَّ، وكان الموتُ ذا خَتَلانِ"

أَبو منصور: يقال للصائد إذا استتر بشيء ليَرْمِيَ الصيد" دَرَى وخَتَل الصيد."

والمُخاتَلة: مَشْيُ الصيّاد قليلاً قليلاً في خُفْية لئلا يسمع الصيدُ حِسَّه، ثم جُعل مثلاً لكل شيء وُرِّي
بغيره وسُتِر على صاحبه
وخَتَل الذِّئبُ الصَّيدَ: تَخَفَّى له؛ وكلُّ خادع خاتلٌ وخَتُول



‫#‏اللغة‬ تربي

"كاسية في الدنيا عارية في الآخرة : المعاني

"كاسية في الدنيا عارية في الآخرة : المعاني

"كاسية في الدنيا بالثياب لوجود الغنى،
عارية في الآخرة من الثواب لعدم العمل في الدنيا .

- كاسية بالثياب لكنها شفافة لا تستر عورتها، فتعاقب في الآخرة بالعري جزاء على ذلك .
كاسية من نعم الله عارية من الشكر الذي تظهر ثمرته في الآخرة بالثواب ."

وغيرها من الوجوه ذكرها الحافظ ابن حجر العسقلاني -رحمه الله تعالى -في شرح البخاري ..

الخميس، 17 مارس 2016

"كنت جاهلا فعلمتني، وبلطف مشيئتك دبرتني، يا رحمن يا رحيم، يا قادر يا قاهر، يا من يتودد إلى عباده بالجود والكرم، أسألك عفوك ومعافاتك وموجبات رحمتك"