الخميس، 30 أبريل 2015

خلاصة حوار مؤلم:  صنم الجماعة كصنم الوطن، البلد ..عند من يقدسونه كوثن، لا يمكن المساس به إلا بحفظ كيانه!  فالكفر أسهل من غير ذلك ، فمنعا للفوضى والتقسيم فلتبع وتنصر وتفلس ونغتصب ونشرب السرطان ونتسول مشروعية ومالا وتزداد ثروة وبطش المفترين وتظل محتلة ومظلومة ومعبدة ويقنن الزنا ويشرع العهر فيها….

منعا للفوضى والتقسيم فلتبع وتنصر وتفلس ونغتصب ونشرب السرطان ونتسول من الأمريكان وتزداد ثروة اللصوص وتظل محتلة ومظلومة ومعبدة ويقنن الزنا .

http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%86%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B6_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85
http://www.alirshaad.com/wajibat.htm
http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9
http://www.twhed.com/vb/t3742/

الناقض هث الذي ينقض الإسلام ويخالفه في أصله ومعناه الأساسي!
كالشرك الأكبر والكفر البواح المخرج من الملة  ،

وليس المقصود هو العصيان الذي ينقص الدين ولا يزيله تماما !  ولا الخلل الذي يخدش كماله كالشرك الأصغر وغيره من الكبائر والذنوب والتقصير،

ونحن في عصر الضلالات والمكفرات وتم اختصار واختزال الإسلام في الصلاة في كثير من الأحيان،

وباب الردة في كتب الفقه مفتوح علينا ، وكل المذاهب الهدامة تغلغلت بل وقننت وتفشت وانتشرت ومورست على نطاق واسع،  وصار كثيرون يؤمنون بها ويمارسونها وهذا هو الضلال، أن تحسب أنك تحسن صنعا …

وأسس الإسلام كما لا يخفى عليكم ليست العبادات والأخلاقيات فقط،

فقبلها أساس لا وجود للدين بدونه، وهو معرفة معالم هذا الإسلام أصلا ! والتبرو من الجاهليات والظلمات ، وهذا قليل طبعا،  ومنها التحاكم لهذه الشريعة الغراء ومفارقة من اجتنبه،  وموالاة ونصرة الحق وأهله، والالتزام بأخذ ما توجبه  هذه الملة وثوابت العقيدة،

ولعل هذه الروابط بها مدخل للمراد بيانه

http://ar.m.wikisource.org/wiki/%D9%86%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B6_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85

… .

http://www.alirshaad.com/wajibat.htm
… .

وهنا
...
http://ar.m.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9
....

وهنا بشيء من العمق ومزيد من الجمال
http://www.twhed.com/vb/t3742/

نعم،  وعلى مستوى الكبار والفرسان كذلك..فمن هذب نفسه وارتفع بها في خوفها وأمنها عن تصورات الرعاع وموازينهم،  وعن قشعريرة اللئام وحساباتهم لم تخذله عادة.

والمرتعد من شيء يموت منه قبل وقوعه وعند وقوعه…
ولو قوى قلبه لهان الخطب،

والمترقب الهلوع القلق الجبان المتشائم وسيء الظن بمولاه يجلب لنفسه الغم والهوس والأرق والسواد بخيالاته وبتصرفاته، وبتعامله مع التوقعات،
ويختار الحمق والخطأ دوما في القول والفعل والخاطر! … وقد يحدث له الأسوأ نتيجة هذا المسلك … والمتنبي كان يقولها زمان سيف الدولة الحمداني وهو من هو!   وللجميع..

"وما  الخوف  إلا   ما   تخوفه   الفتى   **   ولا  الأمن  إلا   ما   رآه   الفتى   أمنا"
أبو الطيب معلما

زيرو تولرانس! … هو يا تقتله في قريته يا تغتصبه يا تعلمنه يا تنصره

http://time.com/3841327/france-investigates-accusations-soldiers-raped-children-central-african-republic/

زيرو تولرانس! … هو يا تقتله في قريته يا تغتصبه يا تعلمنه يا تنصره

الأربعاء، 29 أبريل 2015

نراجع نواقض التوحيد قبل  نواقض الوضوء،
ونعيد فهم حقيقة وحد هذا اللواء الأبيض الذي ينبغي رفعه، ووقف مساحة التنازل المعنوي!  التي تمددت لتغرق الهضاب.. فأقل شيء ألا تبدل الاسم والوصف الإسلامي وتلصق اسم الدين على لافتة مزيفة، فوق أي وضع جاهلي تتسلل منه، من أيام أكذوبة اشتراكية الإسلام منذ نصف قرن، وصولا لما نحن فيه..

لا تنزعج من معاناتك المعنوية ومن غربتك إذا نزلت سفينتك في جزيرة مجنونستان،  
فوسط المجانين لابد أن توصف بالجنون- منهم - لأنك مختلف،  عاقل بين مجانين،  وإﻻ! فقد شربت من نهر الجنون مثلهم، لتصير عندهم عاقلا وطبيعيا.. أي مجنونا بين مجانين..
هذا لو كنت متيقنا من موضع رأسك ومن ازدياد علمك واستمرار تعلمك، ومن حرصك حقا على توازن حلمك وسداد رأيك،  ومن كونك تبحث وتحاول بسعة معرفة وسعة أفق قدر المستطاع، وبشمولية وتجرد!  وإخلاص وإنصاف! ،  ومن كون قلبك يسعى في الاتجاه الصحيح.. وليس نحو مقررات سابقة تريدها أن تصح، لتستريح في بذل! معين أو في جنى تخلد إليه، أو في موضع تحبه وبؤرة تتبوأ مجلسها.

تلوث المفاهيم والأفكار متفش في الغايات والوسائل،
ومن ثم تراه في التوقعات وفي المعالجات الذهنية والعملية...وترى سمومه في ألفاظ استعملت في غير محلها، وفيما ألبس زيا عقليا أو شرعيا زائفا مختلطا..  وطبعا:  الأجيال الأكبر التي سحقت إلا قليلا ربما تسعى أصلا لطمس الجزء الجيد من هذه المفاهيم وتعاديه فمبدأ السعي والرسالة والقضية مقلق لهم.

القلوب: 

"… حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْن:

ِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا!- أملس صلد لم يعلق به باطل-  فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْض

ُ وَالْآخَر:
ُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا - أي مغبرا مكدرا -

كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا- أي مقلوبا ومنكوسا فلم يحتفظ بقطرة خير ولا حكمة -

لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ "

صحيح البخارى..والجمل الاعتراضية للتوضيح... 

"انتصارك على النفس يقودك إلى انتصار تال، وانهزامك أمام رغبات أو مخاوف نفسك يقودك نحو انهزام ثان ... فلا تتهاون معها فتشب على حب الرضاع:  وإن تفطمه ينفطم! "

بدون حديث عن الشرع لأنكم تشرعون ما تفعلون بعد فعله، ولا تفعلون ما هو مشروع أبدا،

ما فائدة الانتخابات في بلد قد اسود من الفقر ويحتاج لمصاريف تمثيلها، ويعلم الجميع فيه حتى الحمير والعناكب والديدان أنها مزورة،
ويعلم الغرب أن بطلها ينافس نفسه، وأن الورق ورقه، وهذه الأسماء حبر كذوب، وطراطيرها كالتيوس المستعارة، كالقرون المحللة للبلد المطلقة،  ويعلمون أن عليه فزاعات قضايا دولية، وأن لويس أوكامبوا كاد أن يجري خلفه... هل هي طقس عبثي  للدجل داخليا ولستر العورات الغربية، لتتعامل كأنها ترتدي ثيابا وكأنها لا تشارك لصوصا في إزهاق الأرواح والنهب للمقدرات والمسخ للهوية...وهل من يظهرون بيننا لتلميع مؤسسات أمريكية وأوروبية باركت هذا الذي هو عهر ودعارة في عرفهم، واعترفت به، مع بعض الشوائب حسب تعبيرها الفاجر، هل ههم أقل خيانة وتزويرا ونذالة ممن حجز الأغلبية لنفسه ولفريقه .

"تورثت من أيام يوم حليمة* *
إلى اليوم قد جربن كل التجارب"...
مع الاعتذار للشاعر الكبير، فنحن نعيش عيبا حقيقيا.

الثلاثاء، 28 أبريل 2015

أشعر بالخجل لأن بعض الفضلاء يرددون نفس الكلام الخرافي التافه والمضحك بمرارة الذي يلقيه الإعلام يوميا أو كل ساعتين بمعدل متناغم..  القصص العجيبة العبيطة والتصريحات المستفزة المجنونة  والمشاكل البلهاء غير المنطقية  ويظنون أنهم يستغلونه ويسخرون منه.. هل درس أحد أو بحث بشكل علمي عن فلسفة وتجارب "مخاطبة الناس كأنهم أطفال في سن العاشرة" وعن "الزحام المفتعل" وعن الأثر الناتج مجتمعيا وذاتيا عن تكرار وعن معالجة هذه القصص "بفرض كونها معالجة صحيحة وتسخيفها وتسفيهها " وعن الأسلوب الصحيح المفترض...أرجو ممن لديهم سعة أن يضعوا نقاطا وتوصيات للناس العاديين ولوسائل الإعلام التي تدعي الشرف وتتصف بالانتهازية فتقع فيما ألقي إليها لتخوض فيه كما أريد منها… هم ذوي أفق ضيق وثقافة ضحلة لكنهم ليسوا وحدهم يضعون السياسات محليا وعالميا وليسوا متخلفين عقليا كنموذج  وليسوا بهذه البلاهة بل هذا برنامج ربما فوق مستواهم لكنهم عرفوه ويجيدونه بمساعدتكم وتجاوبكم.  وقد علموا عليكم مرات خلال نصف قرن..

هل هناك أمة محرم عليها التوجه لدينها ومحرم عليها التطور خارج التبعية ومحرم عليها الهرب ومحرم عليها الغرق وملزمة هي بإجراءات لجعله بعيدا عن شواطئ السادة أو يموتوا في معتقلاتهم.. ويوصفون بالجرذان والصراصير في الإعلام

الشعب الأسمر الفقير يريد إسقاط العنصرية والرأسمالية

متكاسل في البحث عن الحق، ونشيط في مصالح الدنيا ودراساتها ومكاسبها،
..مقلد فيما يحب!  ويتعصب في تقليده ويدعي أنه حاز الحق وخير الخيرين،
فيجمع بهذا بين الجهل والحمق..
فهو يتشدد لما لا يستطيع إثباته أصلا،  بل يحيلك على من يتبعه.. بالسمعة والعدد وسط بيئته، فلماذا تعيب على أي ضال نشأ حسبما وجد..  سمع الناس يقولون شيئا فقاله..

الاثنين، 27 أبريل 2015

كل منا يتحمل وكل سيسأل

و ليس من خرق السفينة هو المجرم الأوحد



أخرج البخاري من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي أنه قال

(( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها،

فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا،

فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً))


"إن المواعظ لا تغنى أسير هوى...  مقفل القلب فى حيد عن السنن.

مستكبرا يبطر الحق الصريح إذا... يلقى إليه لفرط الجهل والشنن.

يكفى اللبيب كتاب الله موعظة ...كما أتى فى حديث السيد الحسن.

محمد خير خلق الله قدوتنا…مطهر الجيب عن عيب وعن درن."
صلى الله عليه وسلم

الأحد، 26 أبريل 2015

جواز مرور الفاجر في شرايين الإعلام المكتوب شبه الخاص- ولا نقول شبه الرسمي- هو سب أحد الفضلاء النبلاء وسط مقالته أو كتابه، وهو ذكره لعلم بارز مؤثر بسوء وشر وتنقص،  للحط من قدره،
ومن ثم يكسر رمزا يكرهه القياصرة والأكاسرة والدون فيشتري ودهم ورضاهم..
فتراه يحشر ذكر من يكرهه العلمانيون بسبب أو بدون سبب في كتابته، ويطعن فيه خلسة أو صراحة بخسة، بشيء لم يفعله أو فعله وتاب أو على غير الوجه والسياق الحقيقي ....
أو تراه يقوم بتسفيه قيمة عظيمة بتسميتها بغير اسمها وتقليل شأنها .. أو بوصفها بغير جوهرها لاختزالها وجعلها ظاهرة يدرسها هو من عليائه السفلية .. وكأنها فقط مجموعة سلبيات محاولات تطبيقها ..وهذا الهمز واللمز كاف لسادته ليجوزوه .. وأحيانا تقول:  المتملق متملق..  قبل وبعد هذه الحقبة، حيث اختفت جرعة الشجاعة...والناس معادن.. ما لم يفقه العيي ويتوب الغوي.  

في الغرب كانت البدايات شاقة جدا مثل كل البدايات، كانوا يحفرون في جدار من القيم المكبلة للعقول والقلوب ، وفي ذات الوقت يتعرضون لمحن مثل معاقبة التاج البريطاني مثلا ومطاردته، ومؤسسوا بعض دولهم كأمريكا كانوا مستخفين مهددين بالمشانق لعقود، ولكنهم صبروا وتحملوا، والدعوات الجذرية تغير القناعات، ومن ثم تتسع فضاءات هذه الدعوات رأسيا وأفقيا،  ثم تمتحن، ويكون لها الخيار أن تبيع وتتنازل وتتقاسم الكعكة أو تلعب دور القط المنزلي المعارض أو أن تستغل قوتها ومقدراتها لتصبر وتصل وتسلم لواءها جيلا بعد جيل، والأمثلة في السير والتاريخ والتراجم تمنع تكرار الأخطاء، ومن لا يقرأ التاريخ- ربما- محكوم عليه إعادة خطاياه،  والوسائل تتنوع من بيئة لأخرى ومن عام لآخر، وهناك من نجح جزئيا لكنه لم يكن مثالا مشرفا متوازنا فسقط بريقه، والثبات أول ما يختبر به هؤلاء الذين يدعون أنهم يفعلون الصواب في الوقت الذي يعتبره الجميع خطأ أو بلاهة، ويعلمون أن قدراتهم اللغوية والمالية والصحية والعقلية ما هي إلا مسؤوليات وواجبات سيحاسبون عليها ويسألون عن إهدارها.. أمام الله تبارك وتعالى أو أمام ضمائرهم والتاريخ عند من لا يؤمنون من هؤلاء.

.منقول

هذه الصورة بتاريخ 28 يناير!!  2014… للذكرى المزدوجة،
بمناسبة بدء حملة تمرد2 حاليا ….  توقيعات  2015..يمكنكم عمل صحة توقيع على نفس الاستمارات من عند بتاع الطعمية، وهذه الذكرى قبل المحاولة البائسة لدخول الحلزونة في "ليفل" جديد ، لكيلا نكرر أسلوب المعالجة، ولا أقول لكيلا نكرر الخطيئة، لنتذكر أبطال الظل الذين أسعدونا وأتحفونا، والجنود المجهولين الذين تعبوا من أجل راحتنا، وبعد أن كنا في علمانية تدعي احترام الدين وتعزله وتحرف المضامين ، دخلنا في دعوة علنية للتبديل  والكفر بالمرسلين وصار أسهل شيء سب الشريعة الغراء والطعن في السنة الشريفة ،  واعتمدت اقتصاديات التسول،  وعلقت الخطايا على شماعة خالدة للفاشلين اخترعها رمسيس، وصار مشروبنا الرسمي هو الكذب ومدح الفوائد الصحية لسف الرمل وشرب البول وأكل الطين وصرنا مسخرة العالم حقا في كل مجال..

السبت، 25 أبريل 2015

ومن أعاجيب الزمان التي ... طمت على السامع والقائل:
رغبة مركوب إلى راكب ... وذلة المسؤول للسائل ، وطول مأسور إلى آسر ... وصولة المقتول للقاتل،  ما إن سمعنا في الورى قبلها ... خضوع مأمول إلى آمل، 
هل ها هنا وجه تراه سوى ... تواضع المفعول للفاعل..

ابن حزم ..
ولا حاجة للقول بأنه -بعيدا عن سياقه- أفضل من أي توصيف للمازوخية في علم النفس السياسي

الجمعة، 24 أبريل 2015

قال الراوي :
كم مرة سأردد الموال يا ولدي : نحن مستعمرون فكريا،  سواء باسم العلمنة والوطنية أو بشيوخ إعمار التيه والاستقرار فيه، بغض النظر عن النية..  فحل العقال واجب قبل الرحلة وليس معها ولا أثناءها، وإلا فسنعود للوتد!  لأننا مربوطون به ذهنيا وماديا،  وبه نسمح للآفات باحتلالنا دماغيا وماديا، ونستبقي مداخلها ونوافذها وثغراتها، ونستبقي كذلك ضيق أفقنا ، ولهذا تجدنا نعود ونعادي من ينقذنا، نعود للوراء ولو انتصرنا! نظريا!  ولو تسلمنا المقاليد سنعود ونلهث وسنختلف ونتخلف.. ما لم نعالج الاختلاط في مرجعيتنا علميا وعقليا ونفسيا وإداريا… أو سنذوب وننسحق دينيا وثقافيا داخل منظومتهم المعرفية الحاكمة .. ونظل كما نحن.. ، مجرد  ذرة في فلك الإمبريالية، تدور معها دوران الأدنى مع الأعلى، ويحرم علينا ما حل لهم،  فلا كسر للطوق، ولا تقدم حتى وهو في أعناقنا، إلا بقدر تخلينا عن ثوابتنا أكثر فأكثر،   والمستعمر يا بني لا يريدك أن تسبح بحمده ! بل تكفيه منك حزمة مفاهيم تؤدي إلى الشلل والتشرنق والتذبذب والاستهلاك في الطريق الخطأ والتيه والهزيمة النفسية والشح والشطط..

بلطجي هل سيعين نوابه محسنين..

ليست الأزمة في تقاعس مؤسسات دينية بجزيرة الشيطان!   بل المشكلة أصلا في المؤسسات ومن المؤسسات ثم في في بدائلها التي تتمسح بثوبها بشكل أو بآخر، وتزايد على المفاهيم، والمشكلة حائرة عليها في النهاية... فمجرد اللافتة والاسم وحتى البسملة قبل الأكل أمور مرفوضة عندهم، لكنهم يؤجلون البوح بذلك.

فصول في الغيرة والنهي عن الدياثة السياسية والكتابية والاجتماعية، محليا وعالميا :

هناك ارتباط بين كل أنواع الغيرة، العامة والخاصة..

قال القاضي عياض:

الغيرة: 
"هِيَ مُشْتَقَّة مِنْ تَغَيُّر الْقَلْب وَهَيَجَان الْغَضَب بِسَبَبِ الْمُشَارَكَة فِيمَا بِهِ الِاخْتِصَاص،

وَأَشَدّ مَا يَكُون ذَلِكَ بَيْن الزَّوْجَيْنِ، هَذَا فِي حَقّ الْآدَمِيّ!"…  انتهى كلامه.

قال النووي:
 
"وَالْغَيْرَة صِفَة كَمَالِ!"

وقيل: لا كرم فيمن لا يغار..

وقال الشاعر:

إن الكريمة ربا أزرى بها..

لين الحجاب وضعف من لا يحزم..

وكذاك حوضك إن أضعت فإنه..

يوطأ ويشرب ماؤه ويهدم..


قال ابن القيم رحمه الله:

إذا ترحلت الغيرة من القلب فقد ترحل الدين كله..!"

قال ابن القيم كذلك مبينا الارتباط  : 

" ... وَلِهَذَا كَانَ الدَّيُّوثُ أَخْبَثَ خَلْقِ اللَّهِ،

وَالْجَنَّةُ حَرَامٌ عَلَيْهِ،

وَكَذَلِكَ مُحَلِّلُ الظُّلْمِ وَالْبَغْيِ لِغَيْرِهِ وَمُزَيِّنُهُ لَهُ،

فَانْظُرْ مَا الَّذِي حَمَلَتْ عَلَيْهِ قِلَّةُ الْغَيْرَةِ.

وَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ أَصْلَ الدِّينِ الْغَيْرَةُ، وَمَنْ لَا غَيْرَةَ لَهُ لَا دِينَ لَهُ،

فَالْغَيْرَةُ تَحْمِي الْقَلْبَ فَتَحْمِي لَهُ الْجَوَارِحَ ، فَتَدْفَعُ السُّوءَ وَالْفَوَاحِشَ ،

وَعَدَمُ الْغَيْرَةِ تُمِيتُ الْقَلْبَ ، فَتَمُوتُ لَهُ الْجَوَارِحُ ؛ فَلَا يَبْقَى عِنْدَهَا دَفْعٌ الْبَتَّةَ.

وَمَثَلُ الْغَيْرَةِ فِي الْقَلْبِ مَثَلُ الْقُوَّةِ الَّتِي تَدْفَعُ الْمَرَضَ وَتُقَاوِمُهُ ، فَإِذَا ذَهَبَتِ الْقُوَّةُ ، وَجَدَ الدَّاءُ الْمَحِلَّ قَابِلًا ، وَلَمْ يَجِدْ دَافِعًا ، فَتَمَكَّنَ، فَكَانَ الْهَلَاكُ ، -يتحدث عن المناعة رحمه الله-

وَمِثْلُهَا مِثْلُ صَيَاصِيِّ الْجَامُوسِ الَّتِي تَدْفَعُ بِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ، فَإِذَا تَكَسَّرَتْ طَمِعَ فِيهَا عَدُوُّهُ "
انتهى من "الجواب الكافي" (ص: 68) . 

وهو هنا يشير لارتباط حرارة القلب ببعضها، ولاتصال أنواع الغيرة ببعضها،

لاتصال الغيرة والحمية والحماسة القلبية بالانتماء الشديد لما يؤمن المرء به، ولما يحرص عليه عموما، هذا إذا كانت النفس سوية والعقل غير مشوه، ولا يوجد انفصام ولا مرض بالقلب أو آفة تتلفه، 

كل هذا لاتصال الغيرة بالولاء للدين والرغبة في حفظه وصيانته، وكراهية المساس به بسوء…

لاتصالها في ظل الفطرة السليمة بالحفاظ على القيم عموما، وعلى المبادئ ومعالم الصواب ومعاني الحق كافة، 

لاتصال الغيرة السوية بوجود المشاعر المفعمة الحقيقية الجياشة، لا العابرة ولا اللزجة ولا الهستيرية..

  لاتصالها بأخذ الحق بقوة ودوام ذكره! ، وبالاستمساك الجازم، وعدم الترهل ولا فقدان المسؤولية.. ، بعدم الاستخفاف وعدم الاستهانة عامة في أخذ الأمور… 

لاتصال حياة القلب وغيرته بالحرص والتماسك والجدية والحزم عموما،

فمن لم يغضب غيرة لدينه ولنبيه صلى الله عليه وسلم أن يسب، فقد يتنازل عن عرضه وعرض غيره بسهولة داخل نفس المنظومة الفكرية!  ما لم يكن لديه بواعث بيئية أخرى…

وتراه أصيب بالبرود المقيت في كل قضية، ولا يتمعر وجهه لفضائية أو لأرضية... بدعوى : الكثرة!   وحقيقتها : البلادة، بسبب الألفة، والألفة تحدث بعد المقاربة والتميع...
فلا غربة ولا غضب ولا براءة ولا نفور ولا قرف من البذاءات والجاهليات المتراكبة والظلمات ،
بل عنده تفهم للباطل ومنطقة نسبية إبليسية، تساوي بين ما هو نسبي حقا وما هو ثابت خالد أبدا،

ولو عاش مع القرآن ولو في عزلة شعورية، وفي عكوف وتحلية وتخلية آناء الليل وأطراف النهار لما كان هذا حاله.. ،

مثل هذا لن تجده بعد ساخطا غاضبا من أمور شخصية إلا لحظ نفسه..

ومن مورثات البلادة: 
الوصول للجرأة والاستحلال والغرور والإباحة والإصرار

قال ابن القيم كذلك :

" كُلَّمَا اشْتَدَّتْ مُلَابَسَتُهُ لِلذُّنُوبِ أَخْرَجَتْ مِنْ قَلْبِهِ الْغَيْرَةَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَعُمُومِ النَّاسِ،

وَقَدْ تَضْعُفُ فِي الْقَلْبِ جِدًّا حَتَّى لَا يَسْتَقْبِحَ بَعْدَ ذَلِكَ الْقَبِيحَ لَا مِنْ نَفْسِهِ وَلَا مِنْ غَيْرِهِ ، وَإِذَا وَصَلَ إِلَى هَذَا الْحَدِّ فَقَدْ دَخَلَ فِي بَابِ الْهَلَاكِ " انتهى . 

قال ابن قدامة في المغني: 
"روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أتعجبون من غيرة سعد؟؟ لأنا أغير منه، والله أغير مني..

وهذه هي الغيرة المحمودة، الواجبة، المتسقة مع الغيرة لانتهاك المحارم عموما ، للدين كله…

غيرة الفرسان!  النبلاء.

وعن علي رضي الله عنه قال: بلغني أن نساءكم ليزاحمن العلوج في الأسواق، أما تغارون؟ إنه لا خير في من لا يغار.

وقال محمد بن علي بن الحسين:
كان إبراهيم عليه السلام غيوراً، وما من امرئ لا يغار إلا منكوس القلب. " انتهى.

إذا: 
"فأفضل أنواع الغيرة وأحسنها الغيرة على محارم الله : حيث يغضب المرء ويثور إذا انتُهِكت المحارم واقتُرِفت الآثام وتُعدِّيت الحدود...

وعن المعنى العام للغيرة العامة! ... المفقود والمفقودة "والنادر لا حكم له.." : 

قال ابن حزم رحمه الله :

" الغيرة خلق فاضل متركب من النجدة والعدل ؛ لأن من عدل كره أن يتعدى إلى حرمة غيره ، وأن يتعدى غيره إلى حرمته ، ومن كانت النجدة طبعا له حدثت فيه عزة ، ومن العزة تحدث الأنفة من الاهتضام "
انتهى من "مداواة النفوس" (ص 55)...

ونحن نرفل في ظل الاهتضام المحلي والأجنبي... حيث تطحننا رحاه بلا رحمة، ونحن المتهمون!  بل المدانون،
وحرام علينا الغضب والغيرة!  أو تأسيس دولة عدل ببلادنا أو السعي للهجرة.. لعندهم يعني!!!  وليس لدار إسلام فقط.. ، بل الغرق حري بنا في عرفهم! فهم لا يريدون انقاذنا ... والأولى منعنا من ركوب قوارب الموت، لكيلا نموت بالبحر فنلوثه ونحرجهم أمام قلة شريفة لا يرضيها حالهم.

نعود للغيرة: 

" الغيرة صفة محمودة، ولا خير في من لا يغار!

بل إن قلبه منكوس"

ما حدث من حرج وفضيحة للجنرال بترايوس في إرهاصات محاكمته الممتدة لعامين، وأزمته الأطول وعزله، ويكأنه عقوبة ربانية لما فعل بالعراق ... بطشة محت محاولته لتمجيد ذاته بكتاب "مدرسة ديفيد"،  واشتهرت قصة الخيانة المزدوجة التي تورط فيها، أكثر من شهرة الكتاب،  خيانة الجهاز الذي ادعى تفوقه وتضحيته فيه ، والبلد كله بالتسريب للكتب السوداء فائقة الحساسية،   والخيانة الاجتماعية بالزنا والعهر،  ثم الكذب أمام التحقيقات..  واضطر للاعتذار الموثق تاريخيا لغلق القضية بحكم مخفف، وللإقرار بتلويث شرفه ميدانيا واجتماعيا طبقا لمعاييرهم .. وهذا الهوان والخذلان على وجهه لعله جزء من عاقبة ما فعل بالعراق.. والله أعلم..