الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

حكم الاحتفال برأس السنة

رسالة خاصة أعممها للفائدة:

ليست المشكلة يا صاحبي في إقناعهم "بالدليل" على الاحتفالات برأس السنة،  بل في فهمك أنت "للدلالة"...

إذا فهمت "الدلالة" ستعلم أن أزمتهم ليست في "الدليل.."

وستعلم أن وصف وتكييف المسألة ليس فقط في حكم احتفال مسلم بمناسبة يراها هو لادينية أو يراها نصرانية…
مناسبة  امتنع عنها بعض طوائف يهود ونصارى وكل من له دين ما…

..هم بحاجة لفهم الفارق بين الإسلام والجاهلية...

لفهم أن المسلم يحترم الدليل ويهمه أساسا تصحيح حاله وعمله، نظريا وفي مواقفه وأفعاله وأقواله،

وليس المسلم معرضا ولا موليا ولا غير مبال ولا مستحل بجدل يستر عورته… كل هذا يناقض العلم ومفهوم الاستسلام والقبول والصدق واليقين ومفهوم الانقياد والمحبة لله ولدينه وكتابه ونبيه وحزبه سبحانه..

المسلم لديه عقيدة يعرفها أولا ثم يؤمن بها ويخالف ضدها ويبرأ من الجاهلية التي يعرفها ويكفر بها وبرموزها وطواغيتها،  وينطلق من إسلامه.. ويعرف ما ينقضه ويبتعد عنه بمسافة كافية وإلا أوشك أن يقع فيه..  ويعرف ما له مساحة دنيوية فيه.. ولا تختلط لديه الأمور بين الحق والضلال.. وإلا كان هذا المسخ الأخير ..

امتلأت فضائيات عربية ومجلات دورية ومحطات أرضية بالمنجمين الذين يسمونهم جاهلية وزورا بالفلكيين مع المذيعات الساقطات والمخنثين،  ليرجموا بالغيب كفرا، بتنبؤاتهم حول العام الشمسي الجديد، مظهرين وثنيتهم وأعراض نحلتهم بشكل جدي أو هزلي فولكلوري ولعب بالدين..

..وازدان أعلى برج عربي -زعموا- كأيقونة غربية الهوية ورأسمالية الصبغة،

كشجرة علمانية متشحة بالصلبان! 

ومطعمة برقائق الذهب في احتفالية هم فيها البقرة الضاحكة الحلوب،

ألعاب نارية  وإلحاد وسرف وسفه وترف على مرمى الراجمات في أراضيهم ومياههم،  وقرب مشهد الجوعي في كل ديارهم بلا استثناء، ولا ينالهم منهم سوى تموين طائرات أعدائهم لقصفهم…

أهم مباني  بعض العواصم وأذرعها الإعلامية بات كحانات شيطنة ملية وسكر وخمر وعهر،

كل هذا ليس محض لهو ومجون، بل هو أعمق، فهو متجذر في تبريرات الجاهل والمثقف والإعلام والتعليم…

كله يعبر عن لكم دينكم ولي دين…لكن بالعكس.. هو مع أبي لهب وأبي جهل وعلى دين فلسفة مادية،  بنظرة خاصة للحياة وللدين،  نوع خليط عجيب من الدهرية المنكرة للدين  ومن ديانة الأنسنة..  مسحة عولمة وقلب بروتستانت،

  كل القنوات التلفزيونية التي يسمونها عربية وتعمل بتصاريح لو خالفتها وسبت كلب أي كلب تغلق أبوابها ومكاتبها ويمنع بثها ....

وقد يصح أنه توفي أحدهم في هذه الليلة تاركا خلفه كل هذا...
وذاهبا إلى لقاء العلي العظيم ..

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

                                                                                 عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة و بين يديها نوى أو حصى تسبح به,                                                                              
فقال : ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل ؟                                          
فقال : سبحان الله عدد ما خلق في السماء, و سبحان الله عدد ما خلق في الأرض,
وسبحان الله عدد ما بين ذلك, وسبحان الله عدد ما هو خالق , و الله أكبر مثل ذلك, والحمد لله مثل ذلك, ولا إله إلا الله مثل ذلك, و لا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك .                                                                                                
في  الوابل الصيب لابن القيم  رحمه الله -ونحن في باب فضل هو الدعاء غير المخصص بوقت-  وكذلك صححه الإمام الضياء المقدسي رحمه الله في المختارة،  وصححه غيرهما من الأعلام كالحاكم والذهبي رحمهما الله،  وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:هذا حديث حسن .. ولله الحمد رب العالمين

ذكر الله تعالى.. اختيار أفضل الذكر و حضور القلب

عن الصحابي الجليل أبي أمامة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يحرك شفتيه ، فقال :
ماذا تقول يا أبا أمامة ؟
قال : أذكر ربي .
قال:
" أفلا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار؟
تقول: الحمد لله عدد ما خلق، والحمد لله ملء ما خلق، والحمد لله عدد ما في السماوات وما في الأرض، والحمد لله عدد ما أحصى كتابه، والحمد لله ملء ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله ملء كل شيء، وتسبح الله مثلهن "
ثم قال: «تعلمهن عقبك من بعدك»

رواه الإمام أحمد، والهيثمي مصححا إسناده، وكذا الإمام الذهبي، وحسنه ابن حجر رحمهم الله تعالى.
وبوب الحافظ ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه عندما أخرج الحديث (1/370) بقوله :
" باب فضل التحميد والتسبيح والتكبير بوصف العدد الكثير من خلق الله أو غير خلقه " انتهى.





رضي الله عنك- وكذلك:                                                                                   عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة و بين يديها نوى أو حصى تسبح به,                                                                               
فقال : ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل ؟                                           
فقال : سبحان الله عدد ما خلق في السماء, و سبحان الله عدد ما خلق في الأرض,
وسبحان الله عدد ما بين ذلك, وسبحان الله عدد ما هو خالق , و الله أكبر مثل ذلك, والحمد لله مثل ذلك, ولا إله إلا الله مثل ذلك, و لا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك .                                                                                                 
في  الوابل الصيب لابن القيم  رحمه الله -ونحن في باب فضل هو الدعاء غير المخصص بوقت-  وكذلك صححه الإمام الضياء المقدسي رحمه الله في المختارة،  وصححه غيرهما من الأعلام كالحاكم والذهبي رحمهما الله،  وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:هذا حديث حسن .. ولله الحمد رب العالمين


وقال ابن القيم رحمه الله- مختصرا- :
"فإن ما يقوم بقلب الذاكر حين يقول : ( سبحان الله وبحمده عدد خلقه ) من معرفته وتنزيهه وتعظيمه ، من هذا القدر المذكور من العدد ، أعظم مما يقوم بقلب القائل سبحان الله فقط . وهذا يسمى الذكر المضاعف ، وهو أعظم ثناءً من الذكر المفرد ، فلهذا كان أفضل منه .
وهذا إنما يظهر في معرفة هذا الذكر وفهمه :
فإن قول المسبح سبحان الله وبحمده عدد خلقه يتضمن إنشاء وإخبارا عما يستحقه الرب من التسبيح عدد كل مخلوق كان أو هو كائن إلى ما لا نهاية له ، فتضمن الإخبار عن تنزيهه الرب وتعظيمه والثناء عليه هذا العدد العظيم الذي لا يبلغه العادون ولا يحصيه المحصون ، وتضمن إنشاء العبد لتسبيح هذا شأنه ، لا أن ما أتى به العبد من التسبيح هذا قدره وعدده ، بل أخبر أن ما يستحقه الرب سبحانه وتعالى من التسبيح هو تسبيح يبلغ هذا العدد الذي لو كان في العدد ما يزيد لذكره ، فإن تجدد المخلوقات لا ينتهي عددا ولا يحصيه الحاصر...

والمقصود أن في هذا التسبيح من صفات الكمال ونعوت الجلال ما يوجب أن يكون أفضل من غيره ، وأنه لو وزن غيره به لوزنه وزاد عليه ، وهذا بعض ما في هذه الكلمات من المعرفة بالله والثناء عليه بالتنزيه والتعظيم ، مع اقترانه بالحمد المتضمن لثلاثة أصول : أحدها : إثبات صفات الكمال له سبحانه والثناء عليه .
الثاني : محبته والرضا به .
الثالث : فإذا انضاف هذا الحمد إلى التسبيح والتنزيه على أكمل الوجوه ، وأعظمها قدرا ، وأكثرها عددا ، وأجزلها وَصفا ، واستحضر العبد ذلك عند التسبيح ، وقام بقلبه معناه ، كان له من المزية والفضل ما ليس لغيره ، وبالله التوفيق " .

الاثنين، 29 ديسمبر 2014

استفدت هذه المعاني من حوار قديم متلفز لدكتور  عبد الوهاب المسيري،  والتعبير فقط بأسلوبي، لأن الحوار كان متفرقا وقدر منه كان بالعامية،  بدون أي تغيير في المضمون:

" الإنسان ليس كائنا ماديا بحتا، فلا يفسر كمادة ولا يستوعب كفيزياء، 
ولهذا لا يتسق ولا ينجح إدخاله في منظومات مادية ومذاهب فكرية حياتية مادية إلحادية، 

وكل خلقة الإنسان وحياته تتحدى القوانين المادية الحتمية وتستعصي عليها ويستعصي هو عليها ويتحطم كإنسان ..،

ولا يمكن تفسير الإنسان إلا من خلال: 

لا إله إلا الله "..

" وجود الإنسان وذاته وروحه ونفسه وقلبه عبارة عن ثغرة في تفسيرهم المادي للعالم الطبيعي، هو مشكاة مخلوق ذو حس وروح وفؤاد وشعور، هو مربوب مفطور مخير مبتلى.. علامة تشير إلى الخالق القيوم، إلى الله سبحانه وتعالى  ."

"العلمانية والماركسية تؤديان إلى تقويض الإنسان وإلى نفيه.. تحولانه في النهاية إلى قرد أو يرقة أو حشرة"..

 قال أبو حامد الغزالي في ذلك المعنى النفيس :
(الصبي أمانةٌ عند أبيه، وقلبُه جوهرةٌ نفيسةٌ ساذجةٌ خاليةٌ عن كل نقشٍ وصورة، وهو قابل لكل نقش ومائل إلى كلِّ ما يمالُ به إليه، فإن عُوِّدَ الخير وعُلِّم نشأ عليه وشاركَ في ثوابه أبواه، وإن عُوِّدَ الشر وأُهمل شَقِي وهَلك وكان الوزر في رقبة القيم به والولي عليه) ........................... ويقال إن زويمر المنصر قال في رسالة أشبه بالبروتوكولات بمؤتمر تنصيري ووصلت لأيدي الباحثين لاحقا "إن أهم الأساليب إلى تدمير أخلاق المسلم وشخصيته يمكن أن يتم بنشر التعليم العلماني". ويقول أيضا: "ما دام المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية فلابد أن ننشيء لهم المدارس العلمانية ونسهل التحاقهم بها!!، وهذه المدارس التي تساعدنا على القضاء على الروح الإسلامية عند الطلاب" .......................... ونحن نعيش هذا الحصاد.........

الأحد، 28 ديسمبر 2014


 "إذا اشتدت بهم البلوى فزعوا إلى الوقوف فى محلّ النجوى"
وقيل أنهم قبل تمني الروح والراحة يعنيهم قبول المناجاة والأوبة والتوبة، ويعنيهم أولا حصول المعية الخاصة والمحبة والاجتباء وقبول الدعاء ..

 "إذا اشتدت بهم البلوى فزعوا إلى الوقوف فى محلّ النجوى"
وقيل أنهم قبل تمني الروح والراحة يعنيهم قبول المناجاة والأوبة والتوبة، ويعنيهم أولا حصول المعية الخاصة والمحبة والاجتباء وقبول الدعاء ..
"والصبر:
هو الصفة التي لا يستطيع المسلم حمل عقيدته والقيام بتكاليفها إلا بها.. وهي تحتاج إلى الصبر في كل خطوة من خطواتها،
الصبر على شهوات النفس، وعلى مشاق الدعوة، وعلى أذى الناس. وعلى التواء النفوس وضعفها وانحرافها وتلونها. وعلى الابتلاء والامتحان والفتنة. وعلى السراء والضراء"
 منقول..

أبو الطيب المتنبي:

وليس يصح في الأذهان شيء = إذا احتاج النهار إلى دليل

( ديوانه صـ 220 )

وبالمثل نقول: وليس يصح في الأذهان شيء.. إذا احتاج الظلام إلى دليل..

فمن طالبك بدليل على الظلام الدامس البارد الذي نحن فيه ...!
ومن وصفك بأنك يائس أو مبالغ لأنك تقول له نحن بالليل البهيم المؤلم،
أو نحن في سواد حالك مظلم....! ولأنك تقول له نحن بحاجة إلى تغيير جذري شامل وكامل،

نحن بحاجة إلى بناء جديد وعقد جديد وعهد جديد تماما، فهم جديد للدين الذي ظلمناه وشوهناه أمام العالم وفي أذهان أبنائنا، فهم لا يواكب بالتنازلات والمداهنة عقديا،  ولا يتجمد فقهيا،
تجديد أمر الدين -وليس الدين- فهم صاف  غض،
كما أنزل الدين خالصا،  بدون تراكمات ورواسب وتبديل وتحريف وكلاء الشيطان في القرنين الماضيين خاصة.. ،

بناء كبناء الأمم بعد كبواتها الكبرى وانتكاساتها المحورية الفاصلة، ولسنا بحاجة إلى  استعادة مسيرة الدولة العليلة الضالة منذ قرنين، 

لسنا بحاجة إلى مجرد تطهير وتطوير وهيكلة وإصلاح وهبات داخل المنظومة العالمية والدينية التقليدية التي هي صنيعة الاستعمار وبقاياه بشكل مباشر أو غير مباشر في فهمها وأدائها..

نعم نحن نتوسم أننا نقترب من طلوع الفجر إن شاء الله، وقد لاحت إرهاصاته، لكن هذا التفاؤل لأننا بالليل أصلا!  ولكوننا في التيه أساسا ..

أما أن يجادل أحد في الجاهليات الكبرى التي نحن فيها...!

من العلماء للعامة فالزهاد إلى الملاحدة كلهم يعرفون ويقرون بالانحطاط الجاهلي الذي نحن إزاءه يا أخي، نعم قد تختلف حول موقفك أنت منها..أما أنك لا تراها..!

دينيا ودنيويا، علميا وعمليا، ماديا وروحيا وأخلاقيا...وحتى العالم كله يصنفنا في العالم السفلي..أخلاقا وتقنية ونظما وكل شيء..

البديهيات لاتحتاج إلى دليل،  كطلوع الشمس وسواد الليل ووضوح الواضحات..

من ينكر المحسوسات والضروريات ويشك في النهار وهو فيه

فيقول لك : و ما الدليل ؟
فما حكمك على عقله ؟

البديهيات والمسلمات قضايا يسلم بها العقل مباشرة وبدون برهان لشدة وضوحها، وهي مقدمة لاستنتاج ما بعدها منطقيا، فهي أولية نستند إليها للبرهنة على قضايا أخرى، ويتفق المبصرون عقلا عبر الأزمان على أنها صحيحة، ولا تحتاج لإثبات وإلا فهو لغو وعبث.

إذا احتاج الظلام إلى دليل ولم تعرف أننا في انتكاسة دينية وحضارية قاتمة وحالكة السواد، ممنهجة مقصودة ومتعمدة،
وأن هناك خرابا مؤسسيا ومأسسة للخراب، وللتخريب الديني والدنيوي بشكل مرحلي متتابع،
وأن كل الجوانب -خاصة أهم الجوانب- فاسدة تماما، ومن يناط بهم تعديلها ورعايتها وحمايتها وصيانتها أو الرقابة هم الأكثر احتياجا للتغيير الكلي إما لشرودهم أو لعجزهم عن أخذ مواقف مشرفة غير فولكلورية ، فليس يصح في الأذهان شيء عندئذ،

الهوى أو الخلل العقلي أو الحقد والتعصب لا يريدونك أن ترى نور النهار ، فما قيمة الأدلة حين تكون الأفهام معطلة.

شتان بين نقاش والتزام بآداب الحوار، وبين عدوان وبغي بالكلمات..
أو شخص يحاكمك في حوارك إلى منطق اللامنطق...


فكيف سيفهم الشرع أو يزن الأخلاق والحسن والقبيح وهو يماري بسفه وجدل ممتد لا ينتهي ..

إذا لم نؤصل بيننا أصلا من العقل أو أدب الحديث وقواسم اللغة للتفاهم فالخوض في الجدال خلط ولغط وغلط..

"وليس يصح في الأذهان شيء... إذا احتاج النهار إلى دليل.."

كانوا يقولون إذا كنت لم تر الشمس وهي طالعة ساطعة وقت الضحى، وإذا احتجت إلى دليل على أننا بالنهار ونحن فيه أصلا!  فلا يوجد ح\ أدنى من العقل ، لا في في حوارنا ولا في حياتنا،
 بل هي سفسطة وفذلكة وهوى وجهل..

والجهل إذا شئت يرىك كل شيء حسنا أو مقبولا..
ويريك الحق قاتما بائسا يائسا لأنه ضد ما تعلم وتألف وضد ما تهوى من لعاعة الدنيا وبعض الكتاب الذي تؤمن به دون بعض ..


"ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين"


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) .صحيح مسلم رحمه الله تعالى.

في شرح صحيح مسلم عن القاضي عياض أنه قال في معنى الحديث :

"أَنَّ الإِسْلام بَدَأَ فِي آحَاد مِنْ النَّاس وَقِلَّة ، ثُمَّ اِنْتَشَرَ وَظَهَرَ ، ثُمَّ سَيَلْحَقُهُ النَّقْص
وَالإِخْلال ، حَتَّى لا يَبْقَى إِلا فِي آحَاد وَقِلَّة أَيْضًا كَمَا بَدَأَ " اهـ .



وقال صلى الله عليه وسلم :
"...ولا تقوم الساعة حتى يلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد الأوثان..."

رواه الترمذي وأبو داود وابن حبان وكذا في المستدرك بسند صحيح،

وأصل الرواية بدون الزيادة -وهي صحيحة- في صحيح مسلم

ويؤسفنا أن نرى طوائف صارت كالدواب أو أضل من الأنعام،
وهي تسجد بذاتها ورقابها ونفوسها وقلوبها وعقولها وعمرها ودينها  للأصنام الحية والميتة،
للأوثان الترابية والمعدنية وغيرها..
وللأصنام المعنوية الرمزية ومذاهب الغي وأنداد الهوى كذلك ،

ونسأله العافية وأن يقبضنا غير مفتونين ولا مضلين،
وأن يهديهم سواء السبيل..

وقد أعذر سبحانه إلى ابن آدم بالآيات والحجج الكونية والعقلية والرسالية ، وهداه النجدين،
 وأمهله عمره،
 وترك باب التوبة مفتوحا لآخر أجله،
 ووعد بالمغفرة وبمضاعفة الحسنة ومحو السيئة
ولا يهلك على الله إلا هالك .. "وما ربك بظلام للعبيد"..

السبت، 27 ديسمبر 2014

يولد على الفطرة فيتركانه للبلاي ستيشن والتلفزيون والكارتون والطعام والألعاب،

وينشغلان عنه ويعبان من الحياة ويطاردانها وتطاردهما..

ثم يكبر، 
فيتعرض معهما للإعلام والتعليم المدرسي وغيره،
وللثقافة الموجهة بكل الوسائل من الرسائل القصيرة للطويلة للهو الدنيا الذي يغرقهما…

ويتعرض للخطاب الديني الموحد المبرمج بالمساجد كلها ، وكلها رسائل ودروس وهطب موزعة بعناية وإشراف لتقديم خطاب ديني معدل ماسونيا شيطانيا،  ومناهج دينية مراجعة بمجلس الكنائس العالمي والكونجرس لبث تغييرات في أصل الملة ..

مناهج مكتوبة ومملاة صليبيا لتمحو أركان التوحيد ونواقضه وطواغيت الشرك ومفهوم أصل الدين وتبث صورة مقلوبة محرفة مبتورة  وتؤصل لعبادة الدنيا والغرق فيها وعبادة البشر الحاكمين والعلماء والأحبار والرهبان كأرباب من دون الله تعالى وكله  بدعوى الاعتدال الجديد والوسطية والوطنية والآخر


"نومٌ عميقٌ لا تليه صحوةٌ    *     إلا على التّصفيق للقوّاد.. "

"أبناء أوطاني ارعووا كيلا  …

يقال هووا فلم يجدوا لهم من هاد..

الجهل ساد وليس يخفى أنّه …

   عيبٌ يدُكُّ شوامخ الأطواد..

وحذار من سعي الوشاة فإنّهم  ...

   يقفون للأحرار بالمرصاد"

فَلَيْسَ لِأَحَدِ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ كَائِنًا مَنْ كَانَ أَنْ يُبْطِلَ قَوْلًا ، أَوْ يُحَرِّمَ فِعْلًا ، إلَّا بِسُلْطَانِ الْحُجَّةِ ، وَإِلَّا كَانَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ فِيهِ : ] إنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إنْ فِي صُدُورِهِمْ إلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ [ ، وَقَالَ فِيهِ : ] الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ [ .... ( مجموع الفتاوى : 3 / 245 ) .

الحاجة والضرورة والفرق بينهما..ومسألة قدر الضرورة..

لطالب العلم..

مدخل إلى موضوع الضرورة والاضطرار للمحرم:

مسألة الحاجة والإكراه ليست مسألة نظرية مطلقا- ونعوذ بالله من جهل الجهال ورعونتهم ولمزهم- بل نحتاج إليها يوميا، ككيانات وأفرادا، 


 وتتغير حياة كثيرين بسبب سوء الفهم،  
ويقل نتاجهم للعمل للدين، ويقل أثرهم في الدعوة، 
ويشتد نمط حياتهم ويستهلك طاقتهم في المفضول بسبب العي ..، 


ومن هدي إلى العقيدة الصحيحة وفهم الفقه والواقع علم حاجتنا إلى هذه المسألة، وتعرضنا لها دوما،  وقد تقوقع كثيرون بسببها،  وتجمدت كيانات كذلك على تصرفات معينة.. 


هذا في مقابل تميع كيانات أخرى وتضييعها وتفريطها وتضييعها لكل المعالم عقيدة ونهجا .  



**هذه أول مجموعة نقول من جلسة تدارس حول الحاجة والضروة،  والفارق بينهما، وكيفية تقييم وتقدير قدر الضرورة:

قال العز بن عبد السلام:

"المضطر هو الذي يخشى هلاكه، والمحتاج الذي لا يخشى هلاكه"

ونقل عنه كذلك:

"فإن المراتب في ذلك كله مختلفة ولا ضابط لمتوسطاتها إلا بالتقريب"



قال أبو عبد الله الزركشي رحمه الله :

فالضرورة :
 بلوغه حدّاً إن لم يتناول الممنوع هلك ، أو قارب ؛ كالمضطر للأكل واللبس ، بحيث لو بقي جائعاً أو عرياناً لمات ، أو تلف منه عضو ، وهذا يبيح تناول المحرم .

والحاجة : 
كالجائع الذي لو لم يجد ما يأكل لم يهلك ، غير أنه يكون في جهد ومشقة ، وهذا لا يبيح المحرَّم"
 انتهى .

"المنثور في القواعد" ( 2 / 319 ) ...

 ويلاحظ أن كلامه فيه استثناء ما إذا نزلت الحاجة منزلة الضروة وهذا له ضوابط نذكر كلام أهل العلم فيها لاحقا إن شاء الله..
و منها عموما قوله هو  :

"الحاجة العامة تنزل منزلة الضرورة الخاصة في حق آحاد الناس" 

وذكرها  إمام الحرمين الجويني في البرهان وفي النهاية..

وكذا الإبياري وهو يشرح هذه المسألة ..وقال رحمه الله تعالى في موضع آخر: 
"واذا عم الحرام قطرا بحيث لا يوجد فيه حلال إلا نادرا فانه يجوز استعمال ما يحتاج اليه ولا يقتصر على الضرورة قال الامام ولا يتبسط فيه كما يتبسط فى الحلال بل يقتصر على قدر الحاجة"

وهذا يشبه "عموم البلوى" فبعد الجميع عن شيء ما لحرمته بنجاسة أو بتعذر الحصول على المباح عنه مطعوما أو ملبوسا أو مكتسبا أو غير ذلك ، يختلف عن بعد فرد وسط مجموع، فلو ألزمت كل شخص ساعة عموم البلوى  بألا يأخذ إلا عند الهلاك وألا يأخذ إلا بقدر الحاجة لسد الرمق لصار الجميع في عناء مفض لنكبة عامة، وفي اضطرار لما هو أشد وأشق، وأكثر فسادا في حق كل فرد وفي حق المجموع..


وقال إمام الحرمين في غياث الأمم:

"بل الحاجة في حق الناس كافة تنزل منزلة الضرورة في حق الواحد المضطر، فان الواحد المضطر لو صابر ضرورته ولم يتعاط الميتة لهلك، 

 ولو صابر الناس حاجاتهم وتعدوها إلى الضرورة لهلك الناس قاطبة، ففي تعدي الكافة الحاجة من خوف الهلاك ما في تعدى الضرورة في حق الآحاد فافهموا ترشدوا"

قال  الشاطبي رحمه الله  :

 " الحاجيات ومعناها أنها مفتقر إليها من حيث التوسعة ورفع الضيق المؤدي في الغالب إلى الحرج والمشقة اللاحقة لفوت المطلوب ، فإذا لم تراع دخل على المكلفين - على الجملة - الحرج والمشقة ، ولكنه لا يبلغ مبلغ الفساد المتوقع في المصالح العامة " .

وهنا يستأنس بالقواعد العامة:
" إذا  ضاق الأمر اتسع "  «إِذَا زَالَ المَانِعُ زَالَ المَمْنُوعُ» أو قاعدةِ: «مَا جَازَ لِعُذْرٍ بَطَلَ بِزَوَالِهِ». «الضَّرَرَ لاَ يُزَالُ بِمِثْلِهِ»،  و«لاَ يَكُونُ الاِضْطِرَارُ مُبْطِلاً لِحَقِّ الغَيْرِ»  أي يلزمه تعويضُ 



قال الغزالي :

"الحاجة العامة في حق كافة الخلق تنزل منزلة الضرورة في حق الشخص الواحد...


وعبر عنها العز بن عبد السلام بقوله:

"المصلحة العامة كالضرورة الخاصة."

 وقال الجويني :

"قد يظن ظان أن حكم الأنام إذا عمهم الحرام حكم المضطر في تعاطي الميتة، وليس الأمر كذلك،

 فإن الناس لو ارتقبوا فيما يطعمون أن ينتهوا إلى حال الضرورة، وفي الانتهاء إليها سقوط القوى وانتكاث المرر وانتقاض البنية، سيما إذا تكرر اعتياد المصير إلى هذه الغاية...وقصاراه هلاك الناس أجمعين، ومنهم ذو النجدة والبأس، وحفظة الثغور من جنود المسلمين، وإذا وهوا ووهنوا وضعفوا واستكانوا استجرأ الكفار وتخللوا ديار الإسلام انقطع السلك وتبتر النظام."


 "إذا عم التحريم، ولم يجد أهل الأصقاع والبقاع متحولا عن ديارهم إلى مواضع مباحة، ولم يستمكنوا من إحياء موات، وإنشاء مساكن سوى ما هم ساكنوها....وإن تعذر ذلك عليهم وهم جم غفير وعدد كبير ولو اقتصروا على سد الرمق، وانتظروا أوقات الضرورات، لانقطعوا عن مطالبهم،فليأخذوا أقدار حاجاتهم."


 "الحاجة في حق الناس كافة تنزل منزلة الضرورة في حق الواحد المضطر"
الإمام القرافي في الفروق: "اعلم أن الذريعة كما يحب سدها يجب فتحها وتكره وتندب وتباح "

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

مرة أخرى.. انظر إلى الأهم والأعلى والأولى أولا..  وإلى درء الفساد الأعظم قبل غيره...

سد الذرائع ليس لتسكين كل متحرك وتأصيل العجز.. والعبرة بمعايير  واعتبارات الشرع الشريف،  وليست بمقاييس البشر المختلفة المتفاوتة المتقلبة للمصلحة ... ولا بفهم أهل الدنيا للدين! ولا بفهم من فرقوا دينهم وصاروا شيعا..

ولتمييز ذلك اجعل همك معرفة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم…
منهج الفهم الصحيح الكلي والتفصيلي، ومنهج الاجتهاد والتقدير عند تعارض الواجبات وتداخل المفاسد ..

قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مَعَاليَ الأُمُورِ وَأَشرَافَهَا وَيَكرَهُ سَفسَافَهَا» ...
رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ بسند صحيح.

:)

الأربعاء، 24 ديسمبر 2014


سبحان من اصطفى واستخلص واجتبي..:
".... ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ،
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ،
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ،
مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ "
انظر إليه، كيف يعلم ويبلغ ويرشد وينصح وينكر عليهم حالهم بأحسن موعظة وأحكم بيان ...
انظر إليه كيف يحمد الله تعالى على الهدى والعلم، عارفا ومدركا جلال العطاء الأعظم، فيبصر المنة وسط ما هو فيه من المحنة، فلا يضيق صدره أبدا،
ومن أين يأتي الضيق لمن يسبح بحمد مولاه القدوس الوهاب فيثوب إلى تقديم حسن اختياره تعالى له، وإلى سابق فضله تعالى عليه، وسابغ أنعمه وآلائه جل شأنه، والتي تتصاغر أمامها البلايا وتتقاصر أعمال النفوس ....،
انظر..
كيف أنه لم ينشغل أولا سوى بعبادته ثم بألطافه سبحانه،
ولا يهتم في صلب حديثه إلا بما يهم فعلا في هذه الحياة،
ولا يركز في محنته ومصيبته بشكل مرضي وبإلحاح وتعاطف مخل مع النفس ليعذرها في كل شيء سلبي بدعوى أنه مبتلى.. ،
وكيف أنه لا يجعل بليته محور الكون ومنبع كل الغم والاكتئاب فيه، ولا يجعل مصيبته صبغة عشرته ونفس حديثه وقتامة صفته ، فلا تكون محل تضييع الفرص للدعوة ومستهل كل حوار لأي ماكث أو عابر...
..لا يسخط ولا يتبرم، وهو في سجن كئيب، وليس حبيسا يزار ببلده، بل حبس معه غربة موحشة بلا أهلين يتوجعون له ..
وفي ظل تهمة موجعة ...
ومع قسوة الأقربين في الخلفية التي لا يذكرها ولا يحكيها..
ويذكر فقط نعمة الله عليه وعلى والديه ..سبحان من اصطفى واستخلص واجتبي..

الاثنين، 22 ديسمبر 2014

--- --- Sent by WhatsApp


"وكأنه لابد من خلخلة عقدية وفكرية لأجل التوافق وهذا خطأ..شرعا وعقلا بل وتاريخا ووضعا "!

الخدع ليست في الخطاب الديني!
**وليست الخدع في العمل المخالف للعقيدة والشرع!
أن يكون لديك خطاب مزدوج دينيا بدعوى الخدعة فلا....
التورية والتعريض ليست مداهنات ولا نفاقا ولا غشا ولا تضليلا ولا تبديلا للملة ولا مخالفة للمحكمات ..
** هناك فارق بين التحريف والتنازل والتبديل شرعا وبين المناورات العملية التي تخص اتجاه السير..

السبت، 20 ديسمبر 2014

وجدت أنه بعد مراحل الفرز على أساس العقيدة الصحيحة ظاهرا،
وبعد تجارب التمحيص لاستجلاء الصبر والأمانة.. ،
ولمعرفة القوة والكفاءة.... يلزمك قبل البناء والفشل تصنيف ثالث متداخل مع هذين :
الواقعيون المبدعون:  هم الأمل الحقيقي.. اليائسون:  هم الإحباط الطارد لمجرد فكرة النجاح وكلمة البدء وفسيلة الغرس وهم السواد الدائم النافر المنفر من المبادرة…
الهائمون المتوهمون والمتكلسون في التيه والمتربحون:  هم الأمل الكذوب المستهلك بحسن نية أو بخبث طوية..

هناك فارق بين اللطف وبين الاستخفاف،
 المبالغة في الخفة في الكلام، والاندفاع في التعبير ولو في نصيحة علمية واجبة كلها أمور لا تنم عن لطف وظرف وحيوية بل  تنم غالبا عن خفة عقلية وحداثة علمية، وعن زهو بأول درجات السلم،  وتدل عادة على استهتار عام أو رعونة ومراهقة في الإدراك والسلوك...

ومن ثم يستعلي ويعتد بما حوى ويجزم بكل شيء وأي شيء..
وقد يرى غيره منظرين مخدوعين وهو الألمعي العالم العامل بدون مسوغات...

وهذا فوق كونه خطأ وعجلة في ذاته، فهو يحرم صاحبه من تجاوز هذه الدائرة اللزجة...فكل تعديل يضطر إليه يراه رقيا لا علامة ونذير مراجعة وتراجع..

لماذا ننوه لهذا..
لأن الدراية والفهم بلا تؤدة وبلا وقار وتأدب مع العلم ، وبدون تقوى وإنابة وتهذيب تؤدي إلى انتكاسات متعددة ...

وعدم التواضع والتحشم والرقي مع النصح ومع العلم، وعدم التحرز من الخطأ والتحوط مما لا تعلم كلها مداخل غرور...

وترك الباب مفتوحا فيما لا قطع فيه واجب،

وعدم التأدب مع الآخر والظن بأن ما حزته لم يدر به سواك باب شر عظيم يطالك في ذاتك ولا ينقصه عند ربه شيئا...

الخميس، 18 ديسمبر 2014

"فارحم دُعائي واكشف ما يساورني ...     من الخطوب وَنفس كل أَحزاني..

نَوالك الجم يَطويني وَينشرنى    ..  بالمكرمات وَعين اللطف ترعاني..."
"العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب".... :
.... "ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون " ... يروى أن امرأة حمقاء كانت بمكة تسمى ريطة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة كانت تفعل ذلك ، فبها وقع التشبيه ; وقال قتادة : وذلك ضرب مثل ، لا على امرأة معينة .... والدخل : الدغل والخديعة والغش . قال أبو عبيدة : كل أمر لم يكن صحيحا فهو دخل...وقد نزلت نهيا لقوم معينين لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب... ......وكذلك قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 174]، يعني: اليهود الذين كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتبهم التي بأيديهم، ًٌَُُّفباعوا أنفسهم بذلك، واعتاضوا عن الهدى واتباع الحق وتصديق الرسول والإيمان بما جاء عن الله بذلك النَّزْر اليسير، فخابوا وخسروا في الدنيا والآخرة....
والعبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب؛ فالآية الكريمة وإن نزلت في اليهود، لكنها عامة في حق كل مَن كتم شيئًا من باب الدِّين.......

الأربعاء، 17 ديسمبر 2014



لأجل مغنية ضالة فاجرة أخرج ما في جعبته من علمنة لا صلة لها بالخلافات الفقهية

سكتت خوفا..  ثم نطقت فجلدت كلا الطرفين.. لا بأس كلاهما منحرف.. لكن شتان.. لقد جلدت الطرف الأضعف بقوة وسخط ولعن ..وجلدت الطرف الأقوى والأخس والأشد انحرافا  برفق وتورية..

هل دورك مع تطور الواقع أن تغيري مفاهيم الإسلام وأن تزاوجي بينها وبين الجاهليات،

وهل رسالتك أن تعظمي من شأن كل متأخر وافق هواك، وهو مهزوم علميا وعقليا ونفسيا…

وكأن الانحطاط والضعف مسوغان لكل انحناء وانثناء وتسليم للباطل،

تسليم .. لكنه تسليم مغلف بتبديل العناوين،  لكيلا يبدو تحريفا للدين…
  وهو في حقيقته تبديل للمضامين، وليس للافتات والعناوين فقط، 

تمييع وتضليل وتحريك للخطوط الحمراء الثابتة لتزول معالم الدين شيئا فشيئا،  وليبقى دين طائفة ممسوخة الأصل ومجففة السبيل ، وكأنه بوذية حديثة، في غايته وصراطه..

تجديدك طمس لحدود ومحكمات الملة ولخطوطها الحمراء ..

تغيير يصيب لونها في ناظريك..  وما تسمينه اجتهادا هو رد للنص وتبديل للقلب والقالب…هو ترضية لمن يؤثرون هذا النمط المعيشي والكفاح المتأنق، والتعايش في ظلال الممكن بلا استثناء وبلا حدود، وبناء مصير مشترك أبدي بين الحق والباطل، أي نموذج نقدر عليه وكفى...  .. !!

لو صح هذا لم يكن لأصحاب الأخدود معنى… حاشا وكلا.. فلم قصهم الحق علينا…

ولو صح هذا لما كان لاختيار سحرة فرعون الأخير معنى ..حاشا وكلا.. فلم جعلهم الحق قدوة حسنة..
ومثلهم كثير ..
والآفة آفة حسابات نفسية  ودنيوية تبدأ وتنتهي عند موازين الدنيا وأرقامها واصطلاحاتها وتؤثر تحاشي منحنياتها..

كتاب نفيس للاطلاع: 
http://ia600508.us.archive.org/27/items/WAQkalhaq/kalhaq.pdf

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

الخلل في العلاقة مع الرافضة ومع الوطنيين والعلمانيين والقوميين والنصارى قديم وعريض وشامل للدعاة والقادة ، والتميع والتضليل حيال الرافضة  ليسا وليدي اليوم،  ولا خاصين بفرد في جناح،  بل كل الرموز والفعاليات تتخطى الوضوح والتمايز والمفاصلة الواجبة وتهون من الضلالات والخلاف والتباين البعيد ..وكأنه لابد من خلخلة عقدية وفكرية لأجل  التوافق وهذا خطأ، ويمكنهم التحالف على قواسم واضحة دون تشييع نسبة من القطاع وغض الطرف عن كفرياتهم..، وعندما ننتبع خطب ودروس وكتب وأدبيات وسياق الكيانات باليمن والشام كله وغيرها.. تجد إسقاط الجانب العقدي وتهوينه والتلاعب به أحيانا للضغط ، وتجد تحللا من الضوابط على مستوى العقيدة والمنهج ، وإفساح المجال للقول بأن هذه مذاهب معتبرة والغلاة بينهم قلة وفتح الباب للخمينية..

الاثنين، 15 ديسمبر 2014


تغريدات حول شكر المجوس والتعاون معهم في عدة دول بلا ضوابط :
** أن تشكر عدوا لأنه دعمك وهو يغتصب الحرائر من حريم أخيك ساعتها!
تشكره وهو يبيد أهلك بالجوار حينها، خارج حدودك الاستعمارية! وتغض الطرف عن بيان ضلال ملته وعقيدته لكيلا يغضب...!..ما اسم هذا الفعل..
** تشكره وتقبل مؤونته وهو لم يتوقف عن إبادة قومك بالجوار ولم يعلن نيته للتوقف ولا يزال يحارب أخيك على جبهة مشتعلة! ويحرق بيته وبلده ! وأنت هنا تنسق لقبول خدماته وتقبل المنة....
** أن تتحالف مع عدو ضد آخر، ويوقف عدوانه طبقا لذلك، فهذا طبيعي بضوابطه المعلومة.. فتتنفس وتلملم جراحك..
** وأما أن تغض الطرف عن تضليله العقدي والشرعي لكيلا يغضب! فيكون للتحالف تبعات منهجية وعقدية وإعلامية فكرية ...! فلا...
** وأما أن يكون لديك خطاب مزدوج دينيا بدعوى الخدعة فلا.... الخدع ليست في الخطاب الديني!
**وليست الخدع في العمل المخالف للعقيدة والشرع!
التورية والتعريض ليست مداهنات ولا نفاقا ولا غشا ولا تضليلا ولا تبديلا للملة ولا مخالفة للمحكمات ..
** هناك فارق بين التحريف والتنازل والتبديل شرعا وبين المناورات العملية التي تخص اتجاه السير..
** وأما أن تتحالف وكأنك قومجي فتتغاضى عن كونه يغتصب أختك ساعتها، لأنها خارج حدودك البرية! ولا زال يسجن آلاف النساء بمعتقلاته ووثقت الانتهاكات البشعة عالميا، وتباهي هو ونخبته بها بطرق متعددة! وأنت تعلن شكرك له لدعمه إياك....!

**كيف تكون مناضلا وأنت تقبل المنة ممن ينتهك عرض أخيك ! الذكر.. وعرض أختك! ويهتك سترهم ويهدم بنيانهم ومسيرتهم ويفني ذراريهم بالكيماوي....
تشكره وتعلي قدره وتثني عليه لعطائه وخدماته لك! ولنصرته إياك..
** تشكره وتقبل دعمه وتلمع صورته بقبولك وهو في ذات اللحظة ينحر أطفالك في مخيماتهم ويقتلهم قصفا وجوعا... وهو يغتصب حريم أخيك وجارك الجنب وحريمك إن كنت تعي وتفهم وتعلم..وتشكره على دعمه لك!
** في ذات اللحظة نساؤك حبالى من الاغتصاب في سجونه ورفض الإفراج عنهم ويبيد أطفالك في الشارع..فلم اخترت طريق الصمود إن كنت ممن يحسبها بالخسارة المادية.. هل يجوز لغيرك بيعك في سوق النخاسة إذا!
**أي مقاومات تقف ضد التيار في العالم كله وتضحي ولا تتنازل عن المبدأ..ولا تبتلع العار...
إن كانت المرونة تتسع لهتك الأعراض وإبادة مليون وتشريد عشرة ملايين فكان أولى عدم السير في هذا المسار والصمت أولى من قوال الزور والنطق بالأضاليل..

الإسلام ودعاة التجديد بالتبديل والتحريف…مفهوم تجديد الدين...تجديد الإسلام

دعاة التجديد بالتبديل والتحريف…


 بعض الكتاب رغم كبر سنه ودنو أجله لا زال يجري خلف الهوى،
ولا زال يسير خلف ركب يحلل له ما يشتهيه ، ويمشي خلف ما يرى بعقله حسنه…



يدعي الإسلام ويمشي وراء ركب علماني ملتح بكل أسف، ويحسد من خاض فيما يسمونه  الليبرالية الوسطية  بتونس على خياراته العلمانية وعلى نتائجه اللادينية… فالإسلام عنده مجرد كلام.. ،

وتصوره -الصوفي العلماني - ثابت ، قبل وبعد الثورات،  وقبل وبعد الترشيحات...لا صلة له بالضرورات المتوهمة،


بل خلاصته:   لا شيء اسمه توحيد ومنهاج وشريعة على الحقيقة.. كلها أمور بسيطة!  ..فقه يا جماعة.. ممكن نترك أثرها العملي مجتمعيا ومؤسسيا وننحيه، ونجعله دينا للفرد فقط.. وليس لبدن الفرد وحركته, بل لقلبه... والباقي أخلاق ..


وهم لا يصمدون دقيقة أمام أي مناقشة علمية موضوعية ، سواء في الأصول وفي تصورهم عن  الإسلام ، أو في التفاصيل والتنازلات والإباحات والرخص الباطلة والتحليل بالرأي وبالتحايل،





 وذكرني كلامه بمجموعة كتب للرد على من يسمونهم العقلانيين والعصرانيين والوسطيين بالباطل ، مشايخ الديمقراطية والتفلت، وكلها تفند عقلا ونقلا كل الترهات التي أتوا بها.. ، لكن الأزمة ليست بحثية، فيمكنك إفهامه وإفحامه علنا.. ، لكنه ينكص ويعود مقلدا عندما يعجز عن الرد.. ،  ويختار بالتلذذ من يقلده!    عندما تضيق الخناق عليه.. ويحدثك عن اختراع الطائرة وأنها لم تكن موجودة قديما، وكأنه ملحد قح يرى عدم مناسبة الدين للعصر..



الإسلام ودعاة التجديد.. من الوريد إلى الوريد!
"منذ عشر سنوات مضين"
د. إسلام المازني



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين



هذه كلمات خطتها دموع القلم على شاطئ التجديد، مقرة بأن تجديد الدين هو دليل محبتنا لرب العالمين، هذا حق.. لكن كيف يكون؟


قال الكميت:

هل للشباب الذي قد فات مردود * أم هل لرأسك بعد الشيب تجديد




وهذا يرينا أن التجديد هو الرد إلى الأصل الأول،

 أما فلاسفة التجديد .....بالذبح من الوريد إلى الوريد! فيرونه تصرفا في الأصل.



لهذا هتفت بدعاة التجديد الجدد:

بل هو تجديد الحزن بعد أن يبلى!
وحسبنا الله، نعم.. حسبنا الله

وَعندَها لَذَّ طَعمَ المَوتِ شارِبُهُ * إنَّ المَنيَّةَ عِندَ الذُّلِّ قِندِيدُ!




أي أن الموت هنا كمشروب ممتع وغاية المنى ...

نسأل الله الوفاة على الإسلام غير مبدلين ولا مفرطين، فقد ركب قوم مركب التجديد، وخرقوه ليغرقوا أهله، وصيروه مركبا للتبديد والتقويض، بدلا من التجديد والتنشيط، وأعادوا بتجديدهم ذكرى أخس العبيد، أمثال الجعد بن درهم، والجهم بن صفوان، وأياما حزينة عاشتها الأمة على أيديهم وبأقلامهم، وتنكأ ذاكرتها كل حين بأحفادهم ...

إنها دموع القلم، على شاطئ لم يكن ينبغي أن يكون شاطئا للأحزان أبدا، لكن حيزت لهم المنابر...





تجديد الحزن يكون باستعادته كما كان شجيا، فكيف يكون تجديد الدين، أيكون بتغيير صفته؟ إذاً لكان تجديد الحزن فرحا وسرورا! وهذا ما لا يقول به عاقل، فليرجعوا لأنفسهم مقرين بأن التجديد هو الإحياء، وفعلهم هو الإطفاء! محاولة لإطفاء النور بالأفواه



وهي وقفة مراجعة مع النفس، كي يرى كل منا أمجدد هو؟
أمتبع لمجدد هو؟



وأذكر أن شيخ الإسلام كان يقول: أجدد إسلامي وما وجدت لي إسلاما حسنا!

فهي محاولات ليكون إسلامنا غضا كما أنزل! وليس كما نرغب ..

وقد بلينا بمن لديهم ردود معدة سلفا، فيقولون متشدد حنبلي لكل من طالبهم بالصواب

فليسأل كل منا نفسه:
هل أنا على ما كان عليه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- في العقيدة والنسك والشعائر؟ في الخلق والسلوك؟ في الفهم والتقدير للأمور؟ في المرجعية المخبتة لرب العالمين؟

هل أعلم أصلا ما كانوا عليه من مصادر موثقة؟ أم أتلقى ديني حيثما اتفق من كل ما يقال حولي دون تمحيص؟

ونحن نعاني من فتاوى كالزوابع والصرعات ... ولم تعد فتاوى فقط بل تشريعات!

وليتذكر كل منا أن المهدي عليه الصلاة والسلام تجديده إحياء وبعث للثوابت! عل في هذه التذكرة بلاغا يقيه جراثيم المدعين.

وهذه ومضات عاجلة حول تلك الفتنة السائرة، عل فيها خيرا وصيانة من مغالطات قد ترن في الآذان، عبر المذياع وغيره:



يباع الأن مفهوم تجديد الدين كل مائة عام، ويقف القوم حيارى، بين كفي المجدد وفكي المبدل ...





والحقيقة الغائبة هي أن احتياجاتنا في الدنيا قليلة، وهذا ما نكتشفه حين نرى أغنى أغنيائها يأكل الخبز والجبن مثلنا، ولكن توهمنا أنها احتياجات كبيرة، ولجوئنا فيها لغير بارئها يجعلان البعض يبيعون الكثير بالقليل في لحظة الضعف، ويتنازلون عن الحق مقابل بعض هذه الأطعمة والأشربة، والنقود القليلة البائدة...
ويبقى الأمل في بعض أخر، قدّموا ما ينفعهم في ظلمة القبر الطويلة الباردة، وعزلته القاسية...





ولقد قدر الله تعالى أن يكون هناك خير وشر، وأن يتلون الشر بلون الخير أحيانا (مؤسسة الشر الخيرية قد تكون في شكل مسجد! كمسجد الضرار أو فضائية دينية، أو جريدة، أو موقع إنترنت...)، وأن يدعي الخير من ليس من أهله، وألا يدعي الشر أهله،




وربما أقسم صاحب الشر بالله أنه من الناصحين {وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين}، فقد كان إبليس - ظاهريا - من المحبين لأبينا، ولم يطلب أجرا لقاء النصيحة الزائفة...





والحقيقة أن التجديد يساء فهمه، ويظن به أنه التغيير والتدهور (بدعوى التطور)، ولكن ربما في حديث (جددوا إيمانكم) لمحة عن ماهية التجديد...


قال الرسول صلى الله عليه وسلم جددوا إيمانكم،
* قيل: يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟
قال: أكثروا من لا إله إلا الله
رواه أحمد



فلم يكن التجديد هنا سوى ذكر أصل الإيمان (الذي صار - الأن - لفظة باللسان) ليتذكر المرء (ممن فهموا معناها) غاية وجوده، ومهمته على ظهر الأرض، وهي إشارة إلى أن التجديد هو إزالة كل الغفلة والران والصدأ من على القلب، والتراب من فوق العقل كذلك، والعودة بالشيء لأصله، فيكون كالجديد تماما.

فأمر بالعودة للأصل الناصع الذي تنبثق منه كل الفروع، ليكون تذكرة وتهيئة جديدة للنفس، ولتدخل المعاني الكريمة ثانيا في شغاف القلب، وفي حنايا النفس وأعماق الروح، فينتج عنها كل تصرف جميل، وتزول كل العوالق التي تقسي القلوب وتطمس على العقول {فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم}




*والمسألة ربما تكون واضحة كذلك في رواية يجدد لها (أمر) دينها:

(إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها) رواه أبو داود وصححه العراقي.

فهو يجدد أمر الدين وليس الدين

وعلى الثانية يحمل المعنى على التأصيل والتنقية، والتصفية من كل ما علق، فيعود كأنه جديد غض طري كما أنزل

وعلى الأولى يحمل على عودة القضية حية في النفوس، وعودة المعاني فوق رأس أعمال العقول، وعلى عودة الرسالة هي الهدف الأسمى والأنبل، بدلا من كونها شيئا ما في ركن فاتر من الكيان البشري.





أما تغير الفتيا بتغير الواقع فهذا ليس تجديدا، بل هو عمل بالأصل، فهو يتم طبقا لقواعد فيه تحفظ مقاصده وثوابته، وهو مسألة مرونة ذاتية، ولا تشمل الأسس ولا تغير النصوص القطعية، ومن يحفر فيها ليوسع بها الأمر إلى منتهاه عابث
 {وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا}،

ويستوي مع المحرف المخرف
 {تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا}

ويبقى صنف مدحه الحق {والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة...}
والمقصود يمسكون بما فيه... بلا شك!







*وهناك لمحة أخرى:
وهي أن المُجَدد هو دين الأمة، وليس الدين نفسه (أي إضافة لفظ الدين إلى الأمة، كمضاف ومضاف إليه)

وهذه أيضا تشير لأن المطلوب تجديد صلة الأمة بالدين، وليس طبيعة هذا الدين.. وإلا فما الذي يميز هذا الدين عن أي دين؟ لو أن أهله ألفوا كل مائة سنة دينا وياسقا جديدا؟

والنصوص كلها متقاربة في بيان التجديد الحقيقي، الذي يختلف عن التزوير والتحريف عافاكم الله تعالى




* فحين نقول:
جدد وضوءه!
فهل تجديد الوضوء هو تغيير صفته؟ أو موقفنا منه؟ لا ... بل هو الوضوء نفسه يفعل فيصير مجددا! حتى لو لم ينتقض يجدد بأن يكون حديثا في نفس صفته، ولا نترك غسل يد مثلا أو نغير سنة فيه!

بالمثل تجديد الدين... إذن تجديد الدين هو أن نجدد الروح فينا نحوه، ونوقظ العقل به ونرقق القلب معه، فتكون فينا حماسة من وجد ما فقد.
فمن يرى التجديد تحويرا وتحريفا إما لديه خلل في النية أو في القوى العقلية.





*وبالمثل حين نقول: تجديد العهد

فحين أقول لك:

جدد العهد وجنبني الكلام * إنما الإسلام دين العاملين

هل معناه أن تخترع عهدا جديدا بيننا وتنكث الأول؟ أم أن تفي بما كان، وتصدق القول بالعمل؟ وتلتزم بنفس قوة التزامك يوم شددنا الأيدي؟




هذا... والإسلام مع التجديد في نواحي الحياة العملية والعلمية، التي تسير وفقا للشرع
(تعلموا، وسيروا، وانظروا، واضربوا فى الأرض، واغرسوا الزرع .... بما يرضي الله تعالى)


وقد ذكرنا آفة العبث بالأحكام حين تخصص بلا قرينة، وتقيد القواعد المطلقة بلا بينة، وهذه طريق لنسخ الشريعة كلها بالهوى والاستحسان (طبقا للضغوط أو الأحلام)

فقد سمعت من يقول سنة بيئية! وعادة عربية! ومسألة وقتية زمنية! ليبرر ترك واجبات (وليس نوافل) بدعوى أنها خاصة بالعرب أو بزمن مضى وانقضى!



وينسون أن التغير البشري لا يشمل تغير الثوابت الأصلية، وهي الرغبات والنوازع وغيرها - ففي عصر الذرة تبقى النفس هي النفس، والقيم هي القيم - ومن ثم كان الشرع ثابتا خالدا صالحا، والشكل الدنيوي التقني متغيرا، والله أعلم بعباده ... فها نحن نرى البشرية بحاجة لتربية ولأخلاق، ولضوابط تحميها من أمراض الحضارة، وبها نفس العيوب والمصائب السالفة، وذات الجرائم بنفس المنشأ، واختلفت فقط في الشكل.

فابن آدم عليه الصلاة والسلام قتل بالحجر، وبوش يقتل باليورانيوم المنضب أو المخصب.. وكلاهما بحاجة لتربية إسلامية ربانية، تترك له مجال التقدم، وتضبط له توجيهه لخير البشرية، بإيمان وأخلاق وتشريعات ربانية مضيئة



أما من يغير الشرع ليوائم كوندوليزا فليهنأ هو وهي بدين جديد



فنحن لا نريد (بولس) مصري أو شامي ليبدل الإسلام ....
كفى ما بنا
نحن أصلا لسنا على الأصل الأول حتى نبدل بدعوى التجديد، فكيف إذا انتقض القليل الباقي؟


وهي فتن تعرض (في الحديث: تعرض الفتن كعرض الحصير عودا عودا)، أي كما يظهر على جلد من نام عليه مثلا...


حين طبع الحصير على جسد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو زاهد في الحرير! كانت العلامات الطابعة على جلده الشريف في سبيل الله، أما هذه الفتن فهي تطبع على القلوب لا الجلود! كما أخبر.. بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم

وطبع الفتن مؤثر وفتاك، نسأل الله العافية

فمن قلب يصير كوزا صدئا، بل ومقلوبا! يعني: مقزز شكلا ومعنى، ولا قيمة له ولا وظيفة، بل يعكر الماء ويسمم الشاربين

إلى قلب يضيء ويطفيء!

ويبقى قلب المؤمن يزهر وينير كالسراج

والتصفية النهائية تكون على قلبين! كما قال من لا يكذب، صلى الله عليه وسلم:
على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباداً، كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه
رواه الإمام الحبيب العلم الرائع: مسلم أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم النيسابوري



وإذا العقائد بالضلال تخالفت ... فعقيدة المهدي أحمدَ أحمدُ

هي حجة اللّه المنيرة فاعتصم ... بحبالها لا يلهينّك مفسدُ

إن ابن حنبل اهتدى لما اقتدى ... ومخالفوه لزيْغهم لم يهتدوا

ما زال يقفو راشداً أثر الهدى ... ويروم أسبابَ النجاة ويجهدُ

حتى ارتقى في الدين أشرف ذروة ... ما فوقها لمن ابتغاها مصعدُ

نصر الهدى إذ لم يقل ما لم يقل ... في فتنة نيرانها تتوقّدُ

ما صدّه ضرب السِّياط ولا ثنى ... عزماته ماضي الغرار مهنّدُ

فهناه حبٌ ليس فيه تعصّب ... لكن محبة مخلص يتودّدُ

وَوِدادُنا للشافعي ومالك ... وأبي حنيفة ليس فيه تردّدُ

اجتماع الجيوش لابن القيم رحمه الله.



كما قال عنترة في قصيدته:

يا عَبْلُ أيْنَ منَ المنيّة مهربي ... إذْ كان ربِّي في السماء قضاها



ولقد وقي الله البيت السني في مجمله من تقديس الشيوخ، كما لدى الصوفية فيكون المريد كالميت بين يدي مغسله، ويبيح له الخروج عن الشريعة لما يسميه الحقيقة!
أو كما لدى الرافضة حيث يقدسون الأئمة المعصومين، ويخطئون الوحي!

أما أئمة أهل السنة فكلهم حرم التقليد الأعمى ولله الحمد
ووضعت أصول الفقه لتكون عنصر التجديد والبناء والتعامل مع المستجدات، وأسس علم الحديث ليكون صمام الأمان من التخريف!


وأشدّهم كُفراً جَهُولٌ يدّعي ... عِلْمَ الأصول وفاسقٌ متزهدُ




فَهُمو وإن وهنُوا أشدّ مضرّة ... في الدين من فأر السفين وأفسدُ





فبداية من عبد الله بن عباس وهو يعلم الناس أن الحجارة تسقط على من ترك الدليل لقول أحد كائنا من كان.. إلى جميع الأئمة الذين عرفناهم وسطا لا يجفون ولا يغالون لكنهم ينتقون أين ومتى وعمن يتحدثون.

ولم يقل أئمة أهل السنة بعصمة أحد من الصحابة أبدا فضلا عمن بعدهم، لكنه الأدب والاحترام والوقوف عند الحد.

أما الأحداث والأقوال والأفعال فكلها قيد البحث، وكلها قيد التحقيق بالضوابط الشرعية.. التي منها أحيانا كف الأيدي والألسن لاعتبارت منجية دنيويا وأخرويا ...

وتبقى السنة - صلى الله على صاحبها وسلم - سفينة النجاة، دون تعصب ودون جمود لكن بالتزام وفقه بالأصول منضبط وإلا لضاعت الدنيا




فكيف يستقيم فهمهم للتجديد بأنه الابتداع والاختراع مع قول العزيز الكريم: {والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة} سورة الأعراف.

ومع قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا!)
فهل هو تمسك بالكتاب أي بالأوراق؟ أم بالوصايا الربانية الجليلة المسطورة بها؟
أم يصيرون كمثل الحمار يحمل أسفارا؟
هل هو تمسك بالأواني أم بالمعاني؟

إذن هو الإحياء، وهو الإنعاش، وهو نفض الغبار وإزالة الران ...

إلهي.. إن كنت مددت يدي إليك داعياً، فطالما كفيتني ساهياً

إلهي.. لا أصل إليك إلا بك فقربني ولا تفتني