الجمعة، 30 نوفمبر 2012

أتحدث عن القرءان

أتحدث عن القرءان في هذه اللحظات الغريبة العصيبة، لأنه ذكر ومرجع لكل شيء، ويجب ألا يفارقنا أيا كان فهمنا للموقف... محن ومعارك وطاعات ووقت فتن ووقت بناء وعمل...، فأيا كان تصوركم لما يجري، وأيا كان دوركم فيه، ونيتكم! أو حتى بعدكم واعتزالكم.. فعليكم بالسكينة ومراجعة النفس على ضوء تعلمه وتدبره ..

"( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) 
لا بد لمن يريد أن يجد الهدى في القرآن أن يجيء إليه بقلب سليم ، بقلب خالص يخشى ويتوقى ، ويحذر أن يكون على ضلالة ، أو أن تستهويه ضلالة ، وعندئذ يتفتح القرآن عن أسراره وأنواره ويسكبها في هذا القلب .
سيد قطب"

"( أفلا يتدبرون القرءان ) فإن كان قد حض الكفار والمنافقين على تدبره ، عُلِمَ أن معانيه مما يمكن الكفار والمنافقين فهمها ومعرفتها ؛ فكيف لا يكون ممكناً للمؤمنين ..
ابن تيمية"




"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ"


لقد واجهتني هذه الآية في هذه اللحظة وأنا في عسر وجهد وضيق ومشقة . واجهتني في لحظة جفاف روحي , وشقاء نفسي , وضيق بضائقة , وعسر من مشقة . . واجهتني في ذات اللحظة . ويسر الله لي أن أطلع منها على حقيقتها . وأن تسكب حقيقتها في روحي ; كأنما هي رحيق أرشفه وأحس سريانه ودبيبه في كياني . حقيقة أذوقها لا معنى أدركه . فكانت رحمة بذاتها . تقدم نفسها لي تفسيراً واقعياً لحقيقة الآية التي تفتحت لي تفتحها هذا . وقد قرأتها من قبل كثيراً . ومررت بها من قبل كثيراً . ولكنها اللحظة تسكب رحيقها وتحقق معناها , وتنزل بحقيقتها المجردة , وتقول:هأنذا . . نموذجاً من رحمة الله حين يفتحها . فانظر كيف تكون !
إنه لم يتغير شيء مما حولي . ولكن لقد تغير كل شيء في حسي ! إنها نعمة ضخمة أن يتفتح القلب لحقيقة كبرى من حقائق هذا الوجود , كالحقيقة الكبرى التي تتضمنها هذه الآية . نعمة يتذوقها الإنسان ويعيشها ; ولكنه قلما يقدر على تصويرها , أو نقلها للآخرين عن طريق الكتابة . وقد عشتها وتذوقتها وعرفتها . وتم هذا كله في أشد لحظات الضيق والجفاف التي مرت بي في حياتي . وهأنذا أجد الفرج والفرح والري والاسترواح والانطلاق من كل قيد ومن كل كرب ومن كل ضيق . وأنا في مكاني ! إنها رحمة الله يفتح الله بابها ويسكب فيضها في آية من آياته . آية من القرآن تفتح كوة من النور . وتفجر ينبوعاً من الرحمة . وتشق طريقاً ممهوداً إلى الرضا والثقة والطمأنينة والراحة في ومضة عين وفي نبضة قلب وفي خفقة جنان . اللهم حمداً لك . اللهم منزل هذا القرآن . هدى ورحمة للمؤمنين . . .

 سيد قطب...

التفريط حتى في الدعوة والبيان

التفريط لم يقتصر على الشريعة، بل امتد للعقيدة والفهم الديني كله، وتم اختزال المطلب، ثم تم التفريط في الجزء الذي بقي عنوانا ولافتة، وبدون بلاغ وبيان للناس بمقتضى وتبعة وعاقبة ما يجري دينيا..وكأن تبرئة الذمة  أهم من الغاية، وتبيين السبب أهم من الواجب...وهذا مسلك متكرر لكن حالتنا كانت  نادرة تستدعي تغيير الخيارات والتصرفات أو التوقف مع بيان معذر واضح مفصل مستبين

العتاب والحساب بين الدين والسياسة

من الذي ترك الفلول ورفض المواجهة، لا بشرعية الثورة ولا البرلمان، وتلكأ في التطهير القضائي والإعلامي، والعزل السياسي الحقيقي وهيكلة الوزارات، وجلس مع القتلة... فمن حق غيره أن يشك فيه، ويجد ما يأخذه عليه، وعليه تصليح وتصحيح مساره..والطرف الثاني مثله، كان يلعب تحت الطاولة ويناور ويقامر، ويعرقل المسار ويطيله، لرغبته ألا يصل غيره للسلطة وكان يجتمع في الليل مع القتلة كذلك، ويتحالف مع الفاسدين...فاعترفوا بخطاياكم، وليتنح الرموز عن المشهد، وتوثق آلية للمسار الجديد،  بشكل واضح منعا للتأزم..ولم تكن ولا توجد نظريا وعمليا، ولم ولا تعلن حاليا.. مرجعية شرعية واضحة منضبطة لدى الطرفين ولا رؤية ومسار محدد ليكون ويتم يوما، بل حتى يستحيون من الحديث عن مقتضيات وبدهيات النزاع،  فيرجى الكف عن الحديث عن هذه الورقة الشريفة الكريمة بهذا الشكل القاصر...الحق يذكر كما هو وكيف هو..كله...ثم تدرج فيما فيه تدرج منه...

المؤامرات المنتظرة ....والحرائق

هذا ما ذكرته لأخي عبد الرحمن عز بشأن المؤامرات المتوقعة والبلطجية المدفوع لهم للطعن قريبا والحريق، أخي الكريم.. سأضع لك ما ذكرته...مع حرية التظاهر التي نحبها فهذا الحريق المزعوم وبدء الفوضي متوقع وغيره كثير، ممن يخشون الدور من الفلول، ولتعويض الزخم المعنوي المفقود لدى الفلول وحلفائهم الطامعين في اسقاط السلطة والحصول والوصول،  ولفض الناس عن المسار الذي استقر معنويا نسبيا، وان كنت لا أؤيده شخصيا، ولاشعال الوضع ثم تقوم الصحف ووو بالتغطية والبلبلة والتهييج، والسؤال لماذا يتمسك الرئيس بمنصبه وإن تمسك وله ذلك فلماذا يتمسك بكتمان الحقيقة وعدم حرق الورق وإبراء الذمة ، لو كان دون صلاحية والوزارات والهيئات السيادية ضده أو متكاسلة متململة فلماذا يسكت ويتحمل هو التبعة كعصام شرف وتسيل الدماء دون معالم ولا هوية لمسار ولا أرضية، سحقا لاستثمارات ستهرب واستقرار وهمي مهدد، ما دامت المعركة مفروضة قادمة فلتكن بوعي شعبي شامل وشفافية ومعرفة واعلان للتبعة حتى تنظف البلد، وفي النهاية الرئيس لديه مسؤولية سياسية ولديه جهاز امن الداخلية مليون فرد ووزارة دفاع مليون فرد رسميا واحتياط ولجان شعبية ووو..فليصارح بمثل هذه الحال بدل التظاهر بالهدوء، ويبرئ نفسه ويطلب القرار والخيار من شرفاء شعبه.. ولو لم يكن فليواجه البلطجية المعلومين بملفاتهم 160 الف، وبعددهم والمحرضين البارزين ويتصالح مع الشباب فليسوا كلهم فلولا وذيولا  ، ولو كسب الاخوان النقابات بخطاب صحيح وغير المسيسين لتغير الوضع، فأين الدولة وتلفزيونها الرسمي من هذا الخطر المهدد كل أسبوع ببحار الدم ، وأين مبادرات ووسطاء. كيانات مجتمع مدني وأزهر ودروع بشرية وتصوير ورصد وفرق فض عزلاء  وحلول نوعية وشفافية بدل عباءة واسعة وما العيب في اجراء استثنائي وشراكة حقيقية واستشارة نخب دولية متخصصة

التشنج السياسي والفكري والنفسي

التشنج يريد لصاحبه أن تسير الحالة بأي شكل ولو خطأ، والتشنج المضاد يريدها أن تقف ولو كانت صائبة .."كمل واستمر ونخلص ولو غلط" ..
ووقف وعطل ولو صح....العتب على المهرول لمسار سياسي قبل حرث الأرض، وعلى المتغاضي عن وجود السوس، رغم تحذيرنا له، ثم يشكو منه، وعلى مشهد توهم فيه البطولة نموذج يظن اسمه موحيا ملهما، وأنه ليس في الكون نماذج بشرية وسماوية أخرى غير ما علمه، ورأينا هذا في المعارضة والموالاة و"بين بين" "سلفي علماني، وديمقراطي فاشي، ويساري ليبرالي...ثوري فلولي...

مشهد متكرر سياسيا وإعلاميا


يصعب تصديق أن مشهدا يتكرر..وتفكيك المشهد يظهر أنه غير حقيقي وغير دقيق، وغير واضح للجميع، لا الرموز ولا العامة تتواجه بشكل احترافي مع بعضها، بأي آلية تكشف الحقيقة كاملة.
.....رجاء مراجعة النفس في الحشد باسم الشريعة..أو نصفها...أو حتى النقد فقط لتغيب مفهوم منضبط للشريعة وليس الدين كله فقد نتفق عمليا ونختلف بسبب وصولنا للنتيجة بمسار خاطئ وخيانة قلب، والحشد المقابل باسم مجرد إلغاء إعلان دستوري ودستور قاصر كما يقال غير منضبط كذلك لا في البديل ولا خارطة التغيير، والوصول لدرجة انتقاد هذا بدعوى أنه تغول على الزند وتمرير مواد وووو وكل المبررات الحقيقية والنفسية والدوافع الدينية والفكرية  من الطرفين تدفع لشيء غير الراية والحافز والعلم المرفوع من الطرفين، وغير سائر نحو التحقق بعدل وقسط وإنصاف، ولا نحو الناتج المزعوم، ولا معبر عن المراد ولا مفهوم له، ولا صلة بينه وبين ما يراد منه حقيقة، ولا شيء مما يذاع...أعطوا النقاش اسمه الحقيقي، ولا تضحكوا على الناس، ونحوا الشخصيات المشتعلة، واستمعوا لمفهوم القوى،  حول العناوين المزعومة، هناك تحليل نفسي وعقلي ومنهجي وتحليل شخصيات يفكك نصف المشهد.... هل تغير وتوحد أم هو تحالف عابر ثم تنابز وتجاهل، وحول المواد الأخرى المعترض عليها ثم يكون النظر للوضع ميدانيا ورسميا...المطلب هو المصارحة واستقامة الحوار قبل تجميد المشهد..ما لكم وما عليكم، وما وفيتم وما تركتم، وما المرجعية في هذا الصراع..هل هي إنقاذ البلد من استمرار النزاع..إذا لا تشحنوا الناس تحت عناوين مهولة أو رائعة...قولوا لهم الصورة على حقيقتها لم أدع فقط لحرق الورق بل أعيب مناخ المزايدات والخلل المنهجي وستر العوار من الطرفين..

مفهوم الدين عند المسلم.. والمسار السياسي


الدين عند المسلم شيء كبير،
هو رؤية وتصور للعالم، ولليوم وللماضي، تقيم وتقوم وتحاكم...

الدين عنده نظام ومنهج حياة شامل،
وكذلك هو منطلق، يوجه ويحدد ويلزم، ويحث على المواقف، سواء المبادرة أو المعتكفة الساكنة، الممتدة والعابرة...
الدين محفز ووازع وباعث،

الدين ليس عبادة وخلقا قويما فقط...هو عقيدة وعبادة ومعاملة، وخلق وحدود وإجراءات، واجتهادات على أصول ومحكمات وثوابت، حكم وولاية ومحبة ونصرة ومناسك...
معنى الطاعة والشهادتين والكتاب والسنة يتجسد واقعيا في فرد، وفي مجتمع وأمة، وفي دولة تسير برسالة للأرض بهوية وصبغة ومرجعية وغاية فوق الرفاهية والكفاية.....
الدين رؤية وتصور، والعقيدة ليست منفصلة عن الحياة اليومية، ولا عن الخلق والعبادة، والعبادة ليست الشعائر، بل كل حركة مرضية لله تعالى،  وكل قول وعمل ونية، وكل صمت وسكوت وسكون بنية!، وكل إثبات موقف واحتجاج ...وكل مغادرة وزوال وترك وانسحاب كشهادة من موطن أمر الله تعالى ألا يجلس فيه المؤمن ولا يقعد معهم حتى يخوضوا في حديث غيره، ويعرض عنهم إذا حضرهم ورآهم....
الدين ..... الدين يدور حول معاني أسماء الله تعالى والذكر والسيرة لتصبح مدار القلب والبدن، ومدار التعاون والسعي الفردي والجماعي، ومدار الخلوة...
الدين
فيه علم وروح وعمل، وكفاح ومسيرة فرد، ومسار مجتمع، ورسالة مجموعة داخله أو تسيره..
في التاريخ يواكب أو يعتزل، يظهر أو يكتم كمؤمن آل فرعون، لكنه كان دوما مختلفا في قيمه ونظرته وتصرفاته في مساحة ما...
اكتب وتكلم، وادفع الناس للتعايش والدعم،
أو ادفعهم للرفض والتأبي، كيفما ترى، لكن وضح  بأي منطلق..
لكن قل لهم حجم القضية وأهمية الموضوع، وصلته دينيا بالمفهوم العام للعالم، وبمسار حياتهم وحجم ما يسمى المرجعية الفكرية والقيمية والثقافية، التي هي في إطار الدين عند المسلم، الدين الذي يسمح- ويشجع- انفتاحه على الحضارات بوعي وتمييز وميزان، لكن صارحهم بالحقيقة وبالعاقبة والنتيجة، والتبعة عند الله تعالى، صارحهم بالمطلوب والواجب، صارحهم بحالهم وحقيقتهم، وأمر الله لهم وحقه عليهم... صارحهم بمعنى ما يفعلون وليس فقط بسببه،  صارحهم وقل أقلية أو أكثرية...قل ما هي الحياة، ومن أنت، وما المجتمع وما الكون.....هل عرفت الله تعالى...
هل فهمت المصير والمنشأ!
إذا شعر قوم يريدون الحياة ..الحياة الدنيا كما في الكتاب العزيز
" واطمأنوا بها"
أو الحياة الظاهرية النباتية البيولوجية الحيوانية، الحياة بمعنى عكس الموت، فمعيشة النعيم أو الذل أهم غاياتهم ورغباتهم واهتماماتهم، ومحركهم في كل تصرفاتهم، أن يظلوا أحياء،  "أحرص الناس على حياة"
فيبخلون ويضنون بأنفسهم ...
ولا ثوابت لديهم بالخوف ساروا خلف من يشعرهم بالطمأنينة

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

مطالبة ب...تطبيق الشريعة

بالنسبة لمطالبة التأسيسية بالشريعة وعدم التميع وترضية الجميع، قلت..أخي الكريم، هذه المطالب غاية المنى، وهي مشروعة ومباركة، ولكن يجب توضيح آلياتها، للرد على السائلين عن مرجعيتها التنفيذية حاليا، من سيقضي ويفتي ويقنن وما اختياراته وأصوله العقدية والفقهية ومساحة الاختلاف لديه وكيف يديرها، وعاقبة رفضها، بمعنى بيان واضح: من الناس وما ينظم فكرهم ورؤيتهم للواقع، ويجب تعريف الخلق بأهمية الشريعة وصلتها بالتوحيد وثمنها، وأنها بصورتها الحقيقية مرفوضة محاربة من النظام العالمي، ومن مؤسسات النظام القديم الباقية، وربما تؤدي لصدام مع جزء من الشعب، فكيف تتم دون راية واضحة، بشكل مزدوج -وسطي بين بين متلون-أو يحصرها، ومن يريدها دون قوة واقعية له، ويحسب أنه سينالها بحق التصويت واستفتاء شعبي ويظنه هذا سيسلمه بلدا بمسلك شرعي، يعيد تجاربا عملت خارج السنن الكونية، فالتوعية والبيان ثم اختيار حر للناس ونظر بعده للمعطيات ثم تعايش أو تدافع على بينة.. وبصيرة..
بارك الله عليك، معاذ الله أن يكون كذلك، ليس الموضوع عراقيل، بل هو تجاوز العراقيل و توضيح للسبيل الصحيح مهما تكلف من بيان وسنان، حسبما أعتقد، تعلن فهمك للشريعة وتظهر كوادرك ثم تنظر من معك وما معك، وهذا ليس صعبا ولا معقدا، هكذا قامت وتقوم، ولن يسمح بكتابتها -بشكل صحيح- دون قوة حامية أو قناعة جماعية ضاغطة، فهذه معركة بين الحق والباطل، المشكلة في اختزال مفهوم الشريعة والعقيدة وحصره وقصره في مبادئ وبعض أحكام لا تجعل الكتاب والسنة مرجعية مهيمنة محركة للمجتمع والدولة والمناخ، ولا العقيدة حاكمة على النظام السياسي والتعليمي والتربوي والحريات ، وهذه صورة مخلة، والصواب والله تعالى أعلم هو توضيح الحق كما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وعدم تبعيضه والسير إليه بالنفس والنفيس، كي لا تكون لافتة وعنوانا فقط..وبداية المسار بالبيان للفهم الصحيح الغض وتمايز الناس

النصيحة والهوى للإخوان

نعم.. هناك ذئاب ومرتزقة وشبيحة ومضللون، وهذا معلوم وليس جديدا، وليس عذرا...
وهناك كذلك سخط وعدم انتظام وتململ من الشرفاء كذلك

واضطرار ءاخرين للوقوف على مضض ليس إلا..

وعندما يطالبكم البسطاء باستعمال قوة زعمتم ولاءها وتظاهرتم بها وفيها حتفكم وليست موالية لغير شيطانها..

وكم من مرة قيل لكم كفوا عن البناء على الماء والمكاتب والغرف،
العصر تغير...والموقف ليس كما تتصور ..

أو : لا تتحدثوا باسم الثورة وغاياتها وأهدافها وقولوا نحن منهجنا محدد مختلف مسقوف....
عندما يقال أنه لا هوية ولا مسار واضح جلي مطمئن،
ولا مكاشفة بالمستهدف وبالثمن والمبيت..،
وينبغي أن يلي المكاشفة والتأسف اختيار حر، ووثيقة تعايش بين الحلفاء ذوي القدر المشترك...

أو تصارح بأننا عبيد القانون القديم، وعبيد السياسة والعرف العالمي وتقديس شكل الدولة وتعظيم كل راكب ووارث ومشتر لمنصب...

ونقبل نعل الطغيان باسم الشرعية والمصطلحات..

هذا ثمن تسيير الجماهير للعرس الديمقراطي، قبل أوانه،

والتفرد لابسا ثوب الشراكة الوظيفية والمحاصصة الولائية،  وتطمين الفرقاء بخطاب مزدوج..
والتغرير بمسار سهل لحصد نتائج الحلم،
تربية الذئاب وتوليف الضباع والدخول في شرايين الحضارة والنظام المتوحش...
عدو يومك حليف أمسك وشرعية تتكئ على مساومات وتطمينات وتسويات جزئية...
و حفظ ماء وجه شبه الدولة وحفظ ماء وجه أجهزة ومؤسسات وسلطات وهيئات معادية...
وتحاشي صدام قدري منطقي بدهي..والزعم بأنه مسار ثوري...

وأن هناك ثورة سلمية حضارية بيضاء جميلة تنحني لها أعناق العتاة لتشنقها، وخزائنهم لتفتحها، ويتم فيها ترويض الثعابين وترعاك أنظمة الدنيا وتبارك نهضتك...

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

دفن الرؤوس

دفن الرأس في الرمال لا يصح، وكلنا يعلم خطأ تفويض القضاء ومنحه حق انتقاء النائب واستقلاله وحصانته قبل هيكلته وتطهيره وتغيير لوائحه وشخوصه وعقيدته، ومثله إعلامنا وغيره..لا شيء اسمه رقابة ذاتية وسلطة للمؤسسة ومسؤولية لها عن نفسها وفوق الرقاب قبل التغير الشامل الكامل فيها، بشرعية الثورة وليس بأعراف الدول المستقرة، وبشرعية تحالف قوي ثوري واضح ينتقي الشرفاء ولا ينفرد، ولديه شفافية لا جلسات مغلقة ثم بيانات، ولديه آلية واضحة ومعايير، لا مفاجآت ولا مناورات ثم هجمات مرتدة، ويتخذ موقفا من الفلول ولا يعينهم ولا يبقيهم، ولا يقبل نصف حل ونصف سلطة ويفضل الميدان على القصر لو اختل الميزان، ولا يقر بمسار به عوار
ودخن، وقسم عند قدمي كهان ليشرع وجودهم ويشرعوا وجوده، ولا يهرول نحو سباق انتخابي سياسي ومرجعية ملوثة وغنائم قبل تمام المواجهة الثورية الذي يتسبب قصوره في الدوامة والمتاهة وإعادة التدوير والتوريث القضائي والمفصلي والثغرات، ولا عبرة بمقاربات دون مواجهة مع النفس الجمعية لكل كيان تعترف بالحق، ولو على زعامتها ونفسها ومعينيها وحلفائها..ولا بالكثرة..العبرة بالثبات، وبتقديم المثال شهادة مشرفة....مراجعة للنفس من الطرفين واستقامة ومصارحة بخارطة طريق،  تحرج من يصطاد في ضبابيتك وغموض استراتيجيتك وسقف التغيير وخارطته وطريقة إدارتك وآليتك في التقرير

استقطاب وتناوش شعبي

فارق بين استقطاب -مبرر -وبين ما يمرر...
العوار واضح في الشخصيات والمناهج من كل جانب،
والعناد يدفع للتعصب هنا وهناك...
..لكن النتيجة لتحيز استقطابي واضح مندفع-مبرر-  هل هي تصويت لدستور دون مصيبة داخله !
وهل هي آلية واضحة محددة محصنة لتحقيق كفاية وعدل وحرية تضمن كرامة!

ولتطهير ومؤسسية وشفافية وتغيير نوعي في شكل وأداء حكومي !
والقطب الثاني لا ينظر لوقف الخلل ومصلحة الثورة والبلد، بل لوقف المسار كله، وتشويهه كله، وحرقه، وكفى أن يصل هو أو نغرق معا لحريق، المهم إفشال غيره وبث كراهيته، وأن يعرقل الخصم، وينجي رقبة حلفائه هو، رجال أعماله ومتهميه من ساسة وإعلام وكبار في سلطات الدولة القضائية والسيادية والقوية وو..ويخدع الشباب بخليط من حق وباطل..

ويراهن من يراهن هناك على خداع للثوار وللمتدينين معا، بوعود مزدوجة وهمية متعارضة مستحيلة، وتطمينات لنفس المتضررين ومقاربات....
بصراحة لابد من مكاشفة بينكم وتصحيح، أو بزوغ فجر جديد،
وقد تركت المجاملة والرمادية لضيق المقام، وهذه قراءتي التي لا تحتاج تحليلا،  والله المستعان..

كان الشعب مجتمعا محتشدا للتقوي به، فصير الوضع بصرف الجمع للبيوت ووقف الشرعية الثورية لصالح الشرعية السياسية والقانونية، ومن ثم المواجهة المنفردة والجزئية والمنقوصة والمرحلية، دون خارطة معلنة مطمئنة لجدول وآلية الهيكلة والتطهير، مما أدخله في صراعات دفعته للتقوي بطرف موال دون كل الشعب، ومعه وزارات متأبية ظاهرها الدعم تتراخى وقد تناوئ....وفلول متحدون وهذه الضبابية عزلت عددا من التيارات الشبابية بل ضمت بعضها للطرف الثاني أو للوقوف ضده بشكل يزيد المشهد كآبة...والحل بتغيير أداء المؤسسة فورا..

الاثنين، 26 نوفمبر 2012

تأييد الرئيس???

، تأييد بقدر...أما اصطفاف لمحرقة فرعية لا يصح..لانها ليست القصة، ولا هي منتجة ما نريده، وسيخرج دستور سيء، والمسودة بدت، ولن تنتهي المشكلات المختلفة ومطالب الثورة بهذا المسلك السياسي أو النصف ثوري المتكئ على الجيش والداخلية ونصف الشعب فقط،  لان المسار يمسك العصا من وسطها، أما اصطفاف ومراجعة وتغيير ظاهر ناجز موثق فنعم، ليس مثل اعتذار ووعود البلتاجي لنا ثم اختفائه بعد النتيجة رغم أيمانه أنه لن يفض الحشد قبل إلغاء المكبل الدستوري، عموما  لقد أيدت إعلان الرئيس الحالي بشكل متحفظ، ووضحت أنه اضطرار كمعركة مرسي وشفيق، لكن عليهم تغيير منهجية العمل، فقد تراهم يتركونك غدا ويبيعونك وينسحبون هم من الميادين ككل مرة، بعد قضاء وطرهم هم، ولا يبقى ثمن للدم ولا مواثيق للمسيرة، ولا ضوابط للغاية، عنوان فقط يروجونه ويتملصون منه...ويحبط الإسلاميون وغير الإسلاميين،  ولا يحددون بتوافق الشباب متى نتوقف، وسقف المعركة، فلو أعلنوا شراكة صريحة محددة مع الجزء الشريف من التيارات والفئات المختلفة، شراكة تشاطر استراتيجية قادمة للمرحلة،  وظيفية لا ورقية، وشفافية، وتوسيدا للمؤهلين الموهوبين، وموقفا من المشروع الغربي وطلباته...

أي نموذج دولي ينفع تكرره

ولا أي نموذج دولي ينفع تكرره، المعطيات مختلفة تماما، لبنانيا أو باكستانيا أو تركمانيا أو جزائر التسعينات...وكف عن مناشدتك، ولا تلقي الشباب لتجرب، ولو رفعت راية معلومة للوطن وبينت قولا فصلا وخطوطا حمرا لهان الخطب، أما وأنتم تعيدون وتجملون وتسوون، فلا...فيم التعارك.....ولن يتحمل أحد هنا المسؤولية، ولن يحمي جهاز أو كيان ملوث أحدا، سوى النخب، ولن يوقف الخلل والتجاوز، ولن تتحمل مؤسسة مسؤوليتها ولن تقوم بدورها ولن توقف السلسلة المتدحرجة ، ما لم تطهر ولم تستقل وتهيكل المنظومة حولها بشكل واضح، لتنصف وترعى وتحمي، تحملوا أنتم بوعيكم وأنفسكم، لا تتركوا القاطرة تسير كما رسم لها ويموت الشباب من الطرفين وقودا، دون سبب واضح وغاية محددة، وفي سبيل قيمة من دين وعرض وكرامة ...بل فوضى ومسار محبط للطرفين، لحلم الطرفين، ولن يلبي طموحات أيهما..وندفع الفاتورة مضاعفة وبطول المدى، والنتيجة واحدة محددة، والمحايد يتفرج على اعتداء ويسميه موقعة، ويشهد على الجريمة ويترك القاتل ليذهب إلى وكره....هذا وقت مكاشفة واختيار وتوضيح وانحياز وعلنية الحوار.... 

فقرة من حوار حول البرادعي

فقرة من حوار حول البرادعي، المسافة بعيدة جدا..، وبلا شك موقفي من مرسي مكتوب، فليس معنى انتقاد أحدهما علو الثاني،                                                                            والتصريح للبرادعي أعلاه في رويترز كارثي المضمون والمنطوق والتبعات، وحول الجيش مثله، كأننا وصلنا لنهاية المطاف،                                                                      وأختلف جذريا مع فهمه للإسلام كما يحكي،                                                      وكلامه المقارن بين ابن تيمية وابن رشد بالغ المغالطة والسوء والتجني على ابن تيمية، بوصفه بأوصاف تطلقها نوال السعداوي والأمريكان، وأي باحث قرأ لابن تيمية عن العقل والمنطق والفلسفة والحكمة والقلوب وأصول الفهم والفقه يفهم قدره والظلم المفترى عليه، أما من قرأ عنه فلا،                                                        ومقتضيات هذا التنوير المزعوم رهيبة، ووصمه لفئة ضيقة الأفق في فهم الدين والدنيا بتعميم حالها، ثم تقديم البديل الثالث -وليس الثاني- وهو الإسلام المرضي لمؤسسة راند وأطلس، بدلا من التوسط الحقيقي، يحتاج علاجا لفهم جذور التنوير والتغريب، وعمرهم في بقعتنا العربية،  وحقيقة معالم وجوهر الإسلام الغائب حقيقة-وهذا ما نتفق عليه معه-  روحا ونصا،                                                      ومواقفه تحتاج مطولات، ولست في مقام تقييم شخص، إنما وثقت الكلمات الانجليزية التي هي بدون تحوير لا تقبل،                                                           وليسوا هم عالما أول راقيا مدنيا حرا "إلا ماديا وللجنس الأبيض"، ولا ضميرا للكون والحقوق، ولا رعاة حريات، بل مواقفهم متدنية وهم رعاة القمع والديكتاتورية بعملائهم وموكليهم من حكامنا، ورواد القتل والتدخل السافر وغض الطرف عن الصهاينة والروس وووحين تتحد الصفقات، فهم ازدواجيون ، وأنت تعلمين كيف يدار العالم والأمم المتحدة ومواقف النظام العالمي والمجتمع الدولي كله ومجلسه الأمني، فلا يأتين ليقول بقولته، ونحن ننظر لرؤية أفضل مما هم عليه

الأحد، 25 نوفمبر 2012

إثبات الموقف للتاريخ...وتكشف نماذج كانت مستورة


أتفهم أن يقدم شخص محترم على موقف رمزي، بطولي راق محترم للتاريخ، وهو لن يحقق نتيجة عاجلة..
لكنه يؤدي شهادته..
 أما أن يقدم شخص سيء على موقف مخز، لإثبات ولائه للباطل قبل زواله..
الأول يعلم أنه يثبت موقفا صائبا وحقا خالدا،
وموقن أنه لن يغير الواقع،
 لكنه يقول كلمة الحق الخالدة، ليؤدي ما استطاع ويثبت حالة أصيلة فطرية..،
ويزرع بذرة الصواب التي تنبت بعد حين وتكتب له في العالمين،

أما أن يقدم شخص -أو فئة -سيء فاسد عاجز، جان ومجرم مجاهر، أو مشارك
ساكت متواطئ، أو مدع للنضال المقنن المحسوب، وهو ليس علما فريدا عميقا بل نموذج يقدس نفسه ودوره وهو شبعان
واكتفى حينا بذر الرماد في الأعين أعواما،
أن يقدم مثل هذا على قول كلمة باطلة، في ظرف لا يتحمل، بل هو ظرف  يحتاج صادعا بالحق لا يخاف لومة لائم،
فكيف يقدم على إثبات موقف لا يختلف عليه عاقلان، موقف متدن أو  متبجح يائس، لن يغير شيئا، فهذا عجيب
 لعله وفاء لابتزاز أو لإغراء وتعلق بقشة قبل الغرق أو حنق وعقدة دفينة لم يعلمها إلا الله تعالى

-----



نسأل الله أن يعلمنا ويرزقنا التقى والفرقان... قال الأحنف الشاعر، مبينا المعارضة والحيوية الحضارية الضاغطة للتغيير، والحرية المؤثرة قبل الماجنا كارتا بقرون :
وفي قاضي القضاة عيوب سوء ** تمعزل واستحل المال غاره...
وأمّا ذا الوزير فمن أوانا ** وحسبك إن فطنت إلى الإشارة ..

حرفة التصعيد وإشعال وتوظيف السخط المنطقي بسبب خطاياكم

نكرر،
حرفة الحريق واتخاذ أيقونة دم رمزية من علوم الثورات التي تدرس في الخارج...
يجب كشف وتحديد البادئ بالعنف، والمفرط والمتجاوز، والجهات الرسمية وغير الرسمية المتخاذلة، والتي تدعي الصمم..والتي باعت بعضها بأناقة، ولم تقف بقوتها..

وكبح سيف مال السوق والإعلام وهما يلعبان بالنار...ومن يتركهما، ومن يساهم في استمرار الغرق، ولا يعترف بأن جيوش المنطقة ومؤسساتها ومعارضتها ووو لا سمو ولا رفعة لها دون تغيير حقيقي شامل ملموس في بنيتها وعقيدتها، ومواقفها! وولاءاتها..، ولا بناء على الماء، ولا على الدخن..ولا تثق في أحد..فقد يغرزونك ويغررون بك ويتركونك...ثم يلتهمونك...

وألمح لضبابية مفهوم التغيير، ووضع العصا في العجلة، باستنكار بعضهم للتضحيات كأنها عار وحرام وعيب، وبتعطيل بعضهم  لأي مسارات لا تلبي المطامع لمؤسسات رسمية، ولإقطاعيين وفرق باطنية عالمية ومحلية، وتؤمن المتربصين والكيانات والشخصيات سليلة القداسة والطهر،

وأن كل عصابة باتت سيدة قرارها، وبعضهم عبدوا الوهم، الذي أفهمهم أن هؤلاء آلهة يعظمون، وأن الذل قدركم تحتهم، وأن مؤسسات القوة ليس لها دخل بتاتا، وحيادها واجب، وليس هناك أبدع مما كان، من لهاث منذ عامين، نحو الطاولة، والشكل  قبل المضمون، وإيثار للسلامة على الكرامة، ثم الفشل حتى في الحوار والتواصل والبناء لمن رضي بالفتات، ورفض المصارحة...

النخب المتكلمة في الدين

المضني هو أن يكون في النخب من صدق فيهم " تعرف منهم وتنكر" فيفتن الناس بالجانب الجيد الجميل ويبتلعون العوار، والعامة ليس لديهم مرجعية متكاملة  للتقييم، بل يتلقون فكرهم ومنطقهم ودينهم من خليط مصدري سطحي ملوث صناعة غربية معربة بوكالة حكومية، وهناك فريق كبير من النخب كتبت عنه الجدارية أمس " الذين يبرزون في لحظات حرجة "

.. ونعوذ بالله من تقليد في الكبير والصغير، يلبس ثوب اتباع وهو انقياد دون بصيرة وتدبر للدين.. ولا للدنيا ، وهذه فتن بسيطة مقارنة بهول التفريط لدى بعضهم، والمسار به عوار، لا هو حر ولا هو رباني ولا مستقر ولا نقي،  ولو خلي بين بعضهم ورفعت الضغوط، لما فعلوا  خيرا مما وقعوا فيه، وهذه فرص حالية وسابقة وحولنا في العالم، وجزئية لا نزاع معهم حيالها، وداخلهم وباختيارهم.. ما ذهبوا فيها بمسلك سليم دينيا أو دنيويا...والمشهد يحتاج نظارة ومستويات فهم غير مكلفة بشرط تحرر العقل وحسن الأسوة، كما كان الصحابة رضي الله عنهم