الجمعة، 29 يونيو 2012

فجر جميل



كل العوامل رائعة لولادة فجر جميل وعودة للكرامة الإنسانية، وللحرية التي نحن محرومون منها هي والحياة، فلا دماء تراق على الأرض سوى دمانا.... عودة بعد ذلك لكتاب الله برؤية قرءانية لا رؤية رموز سقطت مرارا ونفرت الناس بطريقتها وفهمها ومنطقها ما بين ناس و مميع ومتحجر ومتلون، إلا  من رحم الله ،

كل العوامل..
 الميدان، والشعب الرابض، والأمة المتلهفة حول العالم، ومصر..، والرئيس،  حقا لا أجد كلمات تعبر عن هذه النقلة العظيمة في تاريخ  مصر والمنطقة والعالم كله، وأنا أعي ما أقول، فهذا ليس بوقا كالتي ذقناها في العقود الماضية، 

ولا أجد كلمات تعبر  عن حجم المشاعر، أو شعلة الهمة والكرامة والوعي!!.. والرغبة في الرقابة -وهذا فارق عن مشاريع حماسية مرت بالأمة- المنبعثة حولي في البشر، والتي هي خطوة أولى عملاقة نحو تصحيح مسار الفرد والأمة، أرجو أن يتيسر لها التقويم والتقييم الشرعي والعملي، لتلقي بالأصنام-الفكرية والمادية- في القمامة وتقيم دولة القانون -ابن جني أطلق على الشرع كذلك- الحقيقية المحترمة، التي تحترم روح العدل والنص و مقصد الإجراءات ليس تكئة لها لتطغى وتجور وتحابي! ، 

وتصون كرامة الفرد وذاته، أيا كان دينه وجنسه وجنسيته، ولا تقدس الهيئة والمؤسسة والفرد، وإن كان عميلا حقيرا متشبعا بما لم يعط، لمجرد منصبه ومقعده، لا كهنوت لأهل الدين ولا للولي ولا للحاكم، ولا لأهل الفقه الدستوري والقانوني! ولا للمقاومة! أو لرافعي اللافتة... فقط المرء والأمانة!  وكل الناس رقباء يقظون، على العالم من أين أتيت بما تقول وتفعل، وعلى بعضهم من أين لك هذا، 

وتتوب من فترة سجدت فيها لغير الله فأعماها وأذلها.. ثم يحملون الرسالة بعد أن يتشرفوا هم بها و يكونوا مثالا يحتذى.   
والفجر لا يرتبط بفرد ولا فئة ويزول بفتنتهم أو بزوالهم، فلا تبتئسوا إن خذلكم هذا ولا تغتروا إن صدقكم، فالفجر ذاتي مرتبط بكل منكم بشكل شخصي،  بشيء في صدر المرء، فكل فيه فجره، وفيه أمله ونوره، ولا يضره -إن صدق- من خذله، وإن لقي الله وحده كفاه مولاه

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

1-الرئيس ليس بابا نويل



1-الرئيس ليس بابا نويل
2-الرئيس لا يقيم ولا يقوم-كرئيس- إلا بعد أن تخول له الصلاحيات.
3-الصلاحيات ليس حقيبة ولا ورقة سيعطاها، بل ولاء الأجهزة العلني والعملي!
وعلى الرئيس بعد إعلان الولاء العلني الإعلامي أن يصدر أمرا علنيا!
4-لن يصارع الرئيس المشير في حلبة ثم يخطف منه الصلاحيات،
بل الشارع وأمريكا والخليج والفلول في صراع الضغط والدعم والتأييد والابتزاز،
فمن اشتكى الحر والقر فليهنأ بالذل والفقر، وبفرض النواب والمناصب والمناهج والخطوط الحمر

5-يجب على الرئيس وفريقه ألا يبدؤوا بالانحناء قبل السير!
6-بالنسبة لموضوع القسم الرئاسي يجب أن يسكت المتحدثون نيابة عنه، ويجب ألا يتكلم هو نفسه
قبل تحديد الفريق المتنوع العامل معه، ويبين الرئيس ساعتها أن هذا هو رأي الفريق
المتحالف، لكيلا يعتبر تصرفه انحناء منفردا لصالح تلميع ساسة متفرجين
7-منطق السفينة يجب أن يكون تصوره حاضرا في ذهن الفرقاء، وأن يكون معلنا ليفضح
من يريدون التشويش بالمواقف السيئة ورفض التعاون و تشويه كل شيء
8-غير مأسوف عليك يا جنزوري وحكومتك وإن شاء الله إلى غير رجعة
هذه الطريقة في الإدارة والتواصل والمنظومة الفكرية- اخرسوا هالغي المؤتمر!

9-ترك الميادين ينحدر عن الغباء لدرجة البله السياسي، وربما يكون
 خيانة بكل أسف لرافضي التخوين، فالميدان الأن ليس لتمكين
شخص بل لتحرير أمة من طغمة



10-لا نمانع في العفو عن الأجهزة المترددة والمتورطة، ونقنع الأهالي بقبول العوض لكن : عند المقدرة! وعند بمعنى بعد، التمكن
بالضمانات!ويتم تكريمهم لقاء العفو وحقن دم البلد كلها، وليس كأنهم قبلوا ثمنا لتضحياته،
فلا يجب الخلط بين خيانة من يجادل في وجوب التطهير أو التقييد العملي للمنتسبين الفاسدين لأي مؤسسة! وفي وجوب
تحقيق الاستقلال المؤسسي والرقابة
والشفافية ووجوب التحصين التراتبي للهيئات
وبين مسألة وجوب القصاص للدم والمال والظلم، فنحن لسنا
في مجتمع ينشئ محاباة، بل ننهي عصرا ونبتعد عن شبح تطاحن
وحرب طويلة، وممانعة ملتهبة، أو على الأقل نعرض ذلك كفرصة ، ولو كان العفو عن الأسير جائزا
وإعطاء الفخر لمن يحبه جائزا رغم
المقدرة التامة فكيف وأنت لم تتنفس الصعداء، نضع هذا العرض ضمن الصفقة التي تضمن ماء الوجه
للجميع وبشكل مؤقت وعاجل ثم يرفع العرض لأن الانتظار سم الحراك



11- مطلوب مبادرة محترمة علنية تحرج العسكري والمجموعة التي تؤيده وتدعي المدنية، ويكون
فيها توافق واسع بحيث تكون عاقبة رفضها وخيمة وتعطي زخما للشارع

12- قال الناصحون مرارا كل لحظة لا تستغل وزخم يمر دون مبادرة تبدأ لعبة جديدة لتفكيك
 وتغيير شكل المشهد وهذا ما حدث ويحدث فلابد من تدارك ذلك


13-
"ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها"
أحيانا يصبح الدستور قيدا يقيد به الطغاة عبيدهم،
أو يقيد به العبيد أنفسهم لهم!
أو صندوقا، لا يستطيعون التفكير خارجه،
ووهم يكبلهم بقدسيته، وقدسية تفسيره المتنوع!، وهم أصلا ينقضون القرءان للمصلحة!
المصلحة التي تحددها الدبة!
ويصبح الدستور حالة نفسية، وأسطورة كلعنة الفراعنة، وكعروسة يلقونها في النيل
خوفا من صدق الوهم، وألا يجري النيل..
ويحتاج تمثال الوهم المرعب من يحرقه أمامهم، ويلقي في النيل رماده، ولا يلقي امرأة
ويقول للنيل عندها: نسأل الله أن يجريك..

شيء مقيت أن يجلس-في بيته- جزء من شعب بشري كرمه الله بالخلق كآدمي مفطور على
معرفته تعالى، و على إدراك أن الكل سواسية، وأن الكرامة والحق والحريات تستحق أن
يبذل نفسه لها ..فهي بلا شك أغلى من الدم عرفا وشرعا وفطرة فما دام الدم بل والمال-الفلوس، حقك
وكسبك وعرقك وملكك-يستحقان التضحية فكيف بآدميتك وتصرفك في نفسك ومصيرك !
وعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ،
وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ )
رواه الترمذي ( 1421 ) والنسائي ( 4095 ) وأبو داود ( 4772 )

** في بعض الدول القديمة التي
عبدت الاصنام بأنواعها أتذكر :
"ما كان يغني عنهم من الله من شيء"
عجل دستوري ذهبي معبود
وعجل قانوني صغير ابن الأول
بقرات سمان يفسرن
عجل الشرعية
وعجل النظام والعرف العالمي
وعجل هيبة مؤسسة الظلم، الذي يجعل العبيد يعملون في الشمس الحارقة، لأجل الإله الفرعون، ويظنونه
أفضل لمصلحتهم وأقل مفسدة! ويشكون في كونه حقا متحكما في أرواحهم أم لا..

الاثنين، 25 يونيو 2012

بخصوص مؤتمر تمكين السجين من الحق في الصحة:


بخصوص مؤتمر تمكين السجين من الحق في الصحة:
هذه عجالة من واقع شهادة عيان لسنوات على السجون الجنائية والسياسية والمختلطة-و لن تكذبها لجنة محايدة تستمع وتصور وتقابل من خرجوا، لأن من دخلوا يصعب عليهم الكلام خشية البطش بعد انصراف اللجان- حالة السجون لا تناسب مقاييس حظائر الحيوانات المقاييس العالمية من حيث فتحة التهوية نسبتها لنسبة مساحة الجدار، والإضاءة ومساحة السنتيمتر المربع للمرء والصرف الصحي والماء المتوفر، و في العيادة الخارجية كثافة المرضى لدى الطبيب المتوفر المنتدب للسجن أو المداوم تصل لأربعين مريضا في ثلاثين دقيقة! وهذا يعلمه القاصي والداني والناسي، ويجب التوقف طويلا لأنه إما أن تعفو أن تهذب، أما أن تعذب وأنت تعاقب فهذا ينشيء خرابا اجتماعيا متجددا، فضلا عن أن موضوع المكتبة والإخصائي الاجتماعي والشيخ وتوفرهم في الحبس وو و...مضحك وهزلي، وورقي، ففي وسط 4000 سجين يتوفر لثلاثة دخول المكتبة، ولعشرة أخذ كتب، وأصلا الزحام يجعل الوضع فوق الحيواني-وينشئ أمراضا بدنية ونفسية وشروخا مجتمعية عواقبها كارثية- وحال المستشفى نفسها التي هي مستشفى من حيث التأهيل والإمكانيات والمعاملة يصعب تصويره- السجون أسوأ من قصص الحرب العالمية -من حيث التسخير وأنه لا حق لك ويمكن سحقك بسهولة تامة-أتحدث هنا عن الجنائي والسياسي فكلهم بشر-حتى وأنت مطيع ومهذب وتتحمل كل هذا الكرب-لو أتتك زيارة فأنت تتعرض لوضع غير ءادمي ومهين من حيث التركيع والإجبار على الجري والمذلة البدنية كأسير حرب دون مواثيق، وانتهاك الخصوصية الجسدية وكل شيء، وأقل عسكري أو سجين ذي نفوذ أو قوة بدنية يفعل بك الأفاعيل، ولا منظومة-فاعلة مستقلة - للحقوق ولا للتوثيق ولا للرقابة..لهذا فالميزانية المقترحة للإصلاح شاملا الإصلاح التعليمي للمشرفين مهولة ويفضل عمل عفو عام بنسبة كبيرة وإعادة النظر فيما يجري، حيث الثقافة السائدة التعامل بشكل يزيد المخطئ جرما وحنقا وشرا وحقدا

العفو العام المشروط بالتعاون التام



لا يجب الخلط بين خيانة من يجادل في وجوب التطهير أو التقييد العملي
! وفي وجوب تحقيق الاستقلال المؤسسي والرقابة
والشفافية ووجوب التحصين التراتبي للهيئات
وبين مسألة وجوب القصاص للدم والمال والظلم، فنحن لسنا
في مجتمع ينشئ محاباة، بل ننهي عصرا ونبتعد عن شبح تطاحن
وحرب طويلة، أو على الأقل نعرض ذلك،  ولو كان العفو عن الأسير جائزا وإعطاء الفخر جائزا رغم
المقدرة فكيف وأنت لم تتنفس الصعداء
                                           
لا نمانع في العفو ونقنع الأهالي لكن : عند المقدرة! وعند بمعنى بعد، التمكن بالضمانات!ويتم تكريمهم لقاء العفو وليس كأنهم قبلوا ثمنا لتضحياتهم
             
مطلوب مبادرةمحترمة علنية تحرج العسكري والمجموعة التي تؤيده وتدعي المدنية ويكون فيها توافق واسع بحيث تكون عاقبة رفضها وخيمة وتعطي زخما للشارع              
ترك الميادين ينحدر عن الغباء لدرجة البله السياسي، وربما يكون خيانةبكل أسف لرافضي التخوين، فالميدان الأن ليس لتمكين شخص بل لتحرير أمة من طغمة


الأحد، 24 يونيو 2012

نطالب الإخوان بشيئين



 التمترس حول نزاهة المؤسسات وقدسيتها وهيبتها دون النظر لأنها بحاجة لتطهير واستقلال هو سيف ضد كل حراك
نطالب الإخوان بشيئين: تفاصيل محددة لهذا التوافق مع المطالب الثورية "أسماء الشركاء وصلاحياتهم وخطوات عملهم تعلن بجدول"-ثم ضمانات" ويكفي فيها مؤتمر علني تعلن فيه ووثيقة يوقعون عليها "
"الثقة والتقدير لا تنافيان التوثيق والضمانات": ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا..وقد أخفى النبي صلى الله عليه وسلم موعد الهجرة وطبيعتها على أقرب الصحابة! رغم عدم وجود شكوك بلا شك..هذه دروس غالية..ولا أريد ان أقول أن ما فعله الاخوان هو ما دفع لذلك وما نطلبه ليس عيبا ولا حراما بل أزيد أن تفويض الأمر لهم فيه عيب ءاخر غير موضوع الثقة هو سوء الإدارة وهذا أقل شيء يقال عما فعلوه من الناحية التنفيذية والإعلامية...الشفافية والمؤسسية والرقابة والتوثيق خارج الجماع فليس الامر الأن أمر الجماعة ولا المكتب ولا الذين سيذبحون منهم فقط بل مصر كلها فلابد من مشاركة وتوثيق ومشورة وعلنية ود البلتاجي يقدم صورة جميلة لكني سمعت الشاطر -وهو رجل شجاع-يقول لا نتخذ قرارات ولا مواقف بناء على كلام في الميدان وو! لما سألته المذيعة البلتاجي قال كذا! يعني هذا تصريحاته للاستهلاك النفسي

دكة انتظار معنوي ودستور يشل التفكير في تغييره


"قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل"

كل وقت يمر يحصدون فيه مزيدا من الكراهية


طائفة على دكة انتظار معنوي، وسواد يستمع في وادي
الظلم لكيد المستشارة القانوني والعقلي واللفظي،
وكأنه خروف في حظيرة جزار يصمت..
إيثارا للسلامة، السلامة التي أوردته المهالك في الدارين، ودفن
في حضنها أبناءه وكرامته وصحته وملته وحريته..
أيا كانت النتيجة، فمن العار أن تكون هذه هي الطبيعة والمقدمة
والاستثناء لمن ليس كذلك
"....عليا، ملزمة" .....
"ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها"
أحيانا يصبح الدستور قيدا يقيد به الطغاة عبيدهم
أو يقيد به العبيد أنفسهم لهم!
أو صندوقا، لا يستطيعون التفكير خارجه
ووهم يكبلهم بقدسيته، وقدسية تفسيره المتنوع!، وهم أصلا ينقضون القرءان للمصلحة!
المصلحة التي تحددها الدبة!
ويصبح الدستور حالة نفسية، وأسطورة  كلعنة الفراعنة، وكعروسة يلقونها في النيل
 خوفا من صدق الوهم، وألا يجري النيل..
ويحتاج تمثال الوهم المرعب من يحرقه أمامهم، ويلقي في النيل رماده، ولا يلقي امرأة
 ويقول للنيل عندها: نسأل الله أن يجريك..

شيء مقيت أن يجلس-في بيته- شعب بشري كرمه الله بالخلق كآدمي مفطور على
معرفته تعالى، و على إدراك أن الكل سواسية، وأن الكرامة والحق والحريات تستحق أن
يبذل نفسه لها ..
وعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
 ( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ،
وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ )
 رواه الترمذي ( 1421 ) والنسائي ( 4095 ) وأبو داود ( 4772 )
"ما كان يغني عنهم من الله من شيء"
عجل دستوري ذهبي معبود
 وعجل قانوني صغير ابن الأول
بقرات سمان يفسرن
عجل الشرعية
وعجل النظام والعرف العالمي
وعجل هيبة مؤسسة الظلم، الذي يجعل العبيد يعملون في الشمس الحارقة، لأجل الإله الفرعون، ويظنونه
أفضل لمصلحتهم وأقل مفسدة! ويشكون في كونه حقا متحكما في أرواحهم أم لا..

السبت، 23 يونيو 2012

وقفات مع وثيقة الأزهر


هنا نقل لتذكير الإسلاميين "بشيء" مما تركوه، ليعلموا -من ضمن ما يقتضيه- أن المسار لم ينته بعد ولا بدأ يوم بدأ بالشكل الصحيح -وأن الوعود التي أعطيت للعوام تلاشت ولا زال هناك الكثير لم يذكر-وهذا لا يعني رفضي للتحرر الجزئي وزوال الظلم، لكن ليس بتخدير الناس بأن هذه هي الوسطية الإسلامية وستدخلون الجنة وقد أديتم ما عليكم..
 
-----------------

وقفات مع وثيقة الأزهر  أ. خالد صقر



هل تلك الوسطية هي التي جعلت الأزهر يصمت صمت الحملان على ستة عقود من الهدم المتعمد للثقافة الإسلامية في مصر، وعشرة عقود من التخريب المستمر في الهوية الإسلامية المصرية؟ هل تلك الوسطية هي التي جعلت الأزهر (يخرس) أمام صفقة الغاز لإسرائيل ومعاهدات الكويز وغيرها، والفساد المقنن المؤسس في السياسة الخارجية المصرية تجاه الدول الإسلامية؟! أم تلك الوسطية هي التي جعلت الأزهر يصمت أمام حصار غزة، ودعم الحكومة العراقية العميلة للاحتلال، ودعم انفصال جنوب السودان والتدخل التنصيري الغربي بدول إفريقيا المسلمة؟!







صدر منذ أيام ما سُمِّيَ بـ"وثيقة الأزهر" التي أعلن فحواها الدكتور أحمد الطيب كأساس لتحديد دور الإسلام والشريعة الإسلامية في صياغة المستقبل السياسي لمصر. والواقع أن تلك الوثيقة -للغرابة الشديدة- تحمل قدرًا غير مسبوق من عناصر "الإرهاب الفكري" الذي لم يعرفه الأزهر طوال تاريخه الطويل إلا في مراحل معدودة، ربما كانت المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر الآن من أصعبها.
وبرأيي أن هذا الإرهاب الفكري الذي تبدى واضحًا في تلك الوثيقة كان سببه الرئيسي المشاركين في صياغة تلك الوثيقة، والذين اقتصر اختيارهم علي التيارات العلمانية واليسارية الأكثر تطرفًا فقط؛ مما أثار تعجب واستفهام التيارات الإسلامية بكافة أطيافها، والتي تم استبعادها بشكل شبه كامل من النقاش حول تلك الوثيقة، والتي أسعى في هذا المقال لإلقاء الضوء على أهم مظاهر الإرهاب الفكري التي تضمنت عليها.
أول عناصر "الإرهاب الفكري" التي تبدت بشكل صارخ في الوثيقة هي وصف التيارات الإسلامية العاملة في مصر جملةً بأنها تيارات متطرفة ومنحرفة، وهذا يعيد إلى الأذهان بقوَّة أسلوب عمل الآلة الإعلامية للنظام السابق. ولا عجب أن يظهر ذلك الأسلوب الفج في الوثيقة التي دعا إليها عضو لجنة سياسات الحزب الوطني السابق وعدد لا يستهان به من رموز "حظيرة" فاروق حسني الثقافية، فقد وصفت الوثيقة التيارات الإسلامية (المختلفة) بأنها "التيارات المنحرفة التي قد ترفع شعارات دينية طائفية أو أيدلوجية تتنافى مع ثوابت أمتنا ومشتركاتها، وتحيد عن نهج الاعتدال والوسطية، وتُناقِض جوهر الإسلام في الحرية والعدل والمساواة، وتبعدُ عن سماحة الأديان السماوية كلها" بنص الوثيقة كما جاء في إعلانها الرسمي.
هذا الوصف العام لفكر التيارات الإسلامية في مصر يفتح الباب أمام عدة تساؤلات عن دور الأزهر السياسي خلال المائة عام الأخيرة، ومقارنة هذا الدور -إن وجد أصلاً- بدور جماعة الإخوان المسلمين على سبيل المثال. أين كان الأزهر يوم أن كان رموز الإخوان يقدمون لمحاكمات عسكرية واستثنائية وتصادر أموالهم؟ أين كان الأزهر عندما كان شيوخ وأبناء الدعوة السلفية يعتقلون بالآلاف في سجون مبارك؟ هل كان الأزهر آنذاك مشغولاً (بالوسطية) المزعومة؟!..
هل تلك الوسطية هي التي جعلت الأزهر يصمت صمت الحملان على ستة عقود من الهدم المتعمد للثقافة الإسلامية في مصر، وعشرة عقود من التخريب المستمر في الهوية الإسلامية المصرية؟ هل تلك الوسطية هي التي جعلت الأزهر (يخرس) أمام صفقة الغاز لإسرائيل ومعاهدات الكويز وغيرها، والفساد المقنن المؤسس في السياسة الخارجية المصرية تجاه الدول الإسلامية؟! أم تلك الوسطية هي التي جعلت الأزهر يصمت أمام حصار غزة، ودعم الحكومة العراقية العميلة للاحتلال، ودعم انفصال جنوب السودان والتدخل التنصيري الغربي بدول إفريقيا المسلمة؟!
إن الاتهام المطلق الذي نصت عليه وثيقة الأزهر ضد كل التيارات الإسلامية بالتطرف -مع غياب أي دور مشهود للمؤسسة الأزهرية خلال الستة عقود الأخيرة- يذكرنا بمحاكم التفتيش الأوربية التي كانت تعاقب العلماء والمجتهدين الذين يخالفون اجتهادات الكنيسة بينما كانت هي في الحقيقة منعزلة عن هموم شعبها ومشاكل أمتها تمامًا آنذاك.
بالطبع البون شاسع بين الأزهر كمؤسسة وبين آحاد الشيوخ الأزاهرة الأجلاء الذين علمونا الدين وعرفونا بسُنَّة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، لكن ما يعنينا في هذا السياق هو الأزهر كمؤسسة؛ إذ إن الوثيقة صدرت من رأس هذه المؤسسة والمتحدث باسمها، وهو شيخ الأزهر.
ثاني مظاهر "الإرهاب الفكري" التي طفحت بها وثيقة الأزهر هو إقرار مبدأ يتنافى بشكل أساسي مع أصول أهل السنة والجماعة ومذاهبهم الفقهية الأربعة، ألا وهو مبدأ "اقتصار الشريعة على النصوص القطعية الثبوت والقطعية الدلالة فقط". ووثيقة الأزهر بإقرارها لهذا المبدأ الفاسد تفتح الباب لعدة مصائب كارثية أوَّلها هدم ما تبقى من حجية المذاهب الفقهية الأربعة في أنفس الناس. وثانيها انتشار الاعتزال الحداثي والمناهج الفكرية الإلحادية. أما ثالث المصائب التي تمهد لها الوثيقة بهذا المبدأ الفاسد هي العلمانية، فإن الباب سيفتح لإنكار كل النصوص المتعلقة بأحكام القضاء الإسلامي وما ترتب عليها من اجتهادات لعلماء الإسلام على مر التاريخ بزعم أنها ليست قطعية الدلالة.

وهذا الإرهاب الفكري ليس غريبًا علي حفنة العلمانيين الذين وضعوا تلك الوثيقة، فهم يجهرون به في الليل والنهار في وسائل الإعلام. لكن الغريب والعجيب أن يوافق على ذلك المبدأ ويقره شيخ الأزهر الذي يعتبر رجلاً عالمًا في الأصول، مفتيًا على مذهب الإمام مالك رحمه الله، ومتمكنًا من أصوله وفروعه! تنص الوثيقة على: "من هنا نعلنُ توافقنا نحن المجتمعين على المبادئ التالية لتحديد طبيعة المرجعية الإسلامية النيرة، التي تتمثل أساسًا في عدد من القضايا الكلية، المستخلصة من النصوص الشرعية القطعية الثبوت والدلالة، بوصفها المعبرة عن الفهم الصحيح للدين". ومعنى ذلك أن ما يستخلص من نصٍّ غير قطعي الدلالة لا يعتبر من الفهم الصحيح للدين!!

كيف يوافق على هذا الهراء إنسانٌ قرأ كتابًا واحدًا في أصول الفقه، فضلاً عن أن يوافق عليه شيخ الأزهر بجلالة قدره..؟! لا أدري!

بالطبع فإن الوثيقة "تطفح" بالعديد من مظاهر الإرهاب الفكري الذي يمارسه العلمانيون منذ سنين طويلة، لكن التوقف عند كل مظاهر هذا الإرهاب الفكري الممنهج يحتاج لصفحات وصفحات، وربما كانت تلك الوثيقة تصلح لأن يؤلَّف عليها كتاب كامل يعني بتوضيح حالة الجهل الشرعي الذي غرقت فيه النخبة المصرية المستغربة. لكن ما يعنيني الآن في سياق هذا المقال الذي أهدف من خلاله لتبصير جمهور العاملين في تيارات الصحوة الإسلامية بحقيقة هذه الوثيقة أن أتوقف وقفات سريعة مع العديد من الأفكار والعبارات والمصطلحات التي وردت في الوثيقة، والتي يجب توجيه السؤال بشأنها لشيخ الأزهر شخصيًّا، الذي تستمد منه تلك الوثيقة سلطتها وحجيتها:

1- ما هي حيثية رموز التيار العلماني المصري من أمثال جابر عصفور وجمال الغيطاني ومصطفى الفقي لتقرير "دور الإسلام" في النظام السياسي المصري؟ ولماذا تم استبعاد كل التيارات الفكرية الإسلامية، التي تمثل الصحوة الإسلامية الحقيقية في مصر، من صياغة تلك الوثيقة؟ على الرغم أن منهم علماء أفذاذًا مثل فضيلة الأستاذ الدكتور مصطفى حلمي، وفضيلة الأستاذ الدكتور أسامة عبد العظيم، وفضيلة الأستاذ الدكتور راغب السرجاني، وغيرهم الكثير من رموز الفكر والثقافة الإسلامية في مصر!

2- نصت الوثيقة على "الالتزام بمنظومة الحريات الأساسية في الفكر والرأي". ما هي هذه المنظومة؟ وما هي القيود عليها؟ وهل تتغير تلك القيود بتغير الزمن أم لا؟ إن كانت تتغير فهي غير متسقة مع أحكام الشريعة الإسلامية الثابتة، وإن كانت لا تتغير فمن أين تستمد مقوماتها؟!

3- ونصت الوثيقة على "وكذلك الحرص التام على صيانة حرية التعبير والإبداع الفني والأدبي في إطار منظومة قيمنا الحضارية الثابتة". ما هي عناصر (منظومة قيمنا الحضارية الثابتة) يا فضيلة الشيخ..؟ هل تضمن تلك العناصر أفلام السينما الفاضحة التي سكتت المؤسسة الأزهرية عليها سكوت الشياطين طوال الستة عقود الأخيرة...؟ أم هل تتضمن تلك القيم الحضارية الثابتة المسارح والمراقص التي تعجُّ بالمجون والفسق؟ من أين نستمد (قيمنا الحضارية الثابتة) من الشريعة الإسلامية الثابتة المستقرة أم من النسق الفلسفي الحداثي يا فضيلة الشيخ...؟!

4- نصت الوثيقة على "شريطة أن تكون المبادئ الكلية للشريعة الإسلامية هي المصدر الأساس للتشريع". ما هي هذه المبادئ الكلية..؟ ولماذا أُضيفت (المبادئ الكلية) لـ(الشريعة الإسلامية)...؟ هل معنى ذلك أن كتاب الوثيقة يرون أن ثمة تعارضًا بين (المبادئ الكلية) و(الأحكام الفرعية) للشريعة...؟

5- لماذا لم تشر الوثيقة لمذهب الدولة الفقهي الرسمي وهو المذهب الشافعي؟ إن أي وثيقة تهدف لتحديد علاقة الإسلام بالنظام السياسي لا بُدَّ أن تشير في بدايتها للمذهب الرسمي للدولة، مثل ماليزيا وباكستان على سبيل المثال، أم أن هناك (حرجًا) من التقيد بمذهب ثابت ذي أصول معروفة موثقة وفروع محررة...؟

6- تتحدث الوثيقة عن علاقة الإسلام بالدولة، أليس كذلك؟ المثير للدهشة أن الوثيقة خلت تمامًا من ذكر (القرآن الكريم) أو (الأحاديث النبوية الشريفة)، بينما ذكرت (الفن) و(الفنون) عدة مرات، وذكرت كلمة (الحضارة) ومشتقاتها سبع مرات! هل هناك أي تفسير لتجنب الوثيقة ذكر القرآن الكريم والسنة المطهرة ولو حتى مرة واحدة؟!

ختامًا، أودُّ أن أنوه أن ظهور هذه الوثيقة له دلالات عديدة؛ أوَّلها أن ثمة تحولاً جذريًّا في التيار العلماني المصري، هذا التحول يهدف لتمويه الفكري العلماني وذلك بخلطه ببعض المبادئ والأفكار للتيار الاعتزالي الحداثي الذي مثَّله محمد عبده والأفغاني وغيرهم من المذكورة أسماؤهم في الوثيقة؛ فلأن الشيخ محمد عبده -رحمه الله- له حظوة كبيرة عند الأزاهرة وعامَّة الشعب ممن يعرفه عمومًا، فيريد العلمانيون أن يموهوا منهجهم الفكري بتبني بعض المبادئ التي خالف فيها محمد عبده وتلامذته من بعده جماهير علماء أهل السنة والجماعة تأثرًا بالمعتزلة وغيرهم. فلما أحس العلمانيون بالفشل في إقناع الشعب بتنحية حاكميَّة الشريعة تمامًا، تغيَّر خطابهم ولسان حالهم يقول: "لا بأس، نريد الشريعة، ولكن لا نأخذ منها إلا ما أخذ المعتزلة وأحفادهم من العقلانيين الحداثيين".

أما الدلالة الثانية لظهور هذه الوثيقة أن هناك نوعًا من السيطرة الفكرية لرموز العلمانية على قيادات الأزهر، فعندما يرضى شيخ الأزهر بإبعاد كل التيارات الإسلامية عن النقاش الخاص بهذه الوثيقة، بل ويرضى بوصف هذه التيارات -بالجملة- بالتطرف والجهل، فهذا يوضح مدى الحظوة التي يتمتع بها العلمانيون عند شيخ الأزهر. ويبين بوضوح الهوَّة العميقة التي تفصل الدكتور أحمد الطيب عن كل تيارات الصحوة الإسلامية التي ستملك مقاليد الأمور في البلاد -كما تشير لذلك كل التقارير السياسية الحالية في الداخل والخارج- عن قريب بإذن الله تعالى.

الدلالة الثالثة والأخيرة التي تشير إليها تلك الوثيقة الأزهرية أن ثمة نوعًا من الخطاب الموجَّه للغرب من هذا التحالف الأزهري/ العلماني، هذا الخطاب مفاده: "نحن نرضي مشاعر الشعب بالحديث عن الإسلام ولا نضر مصالحكم؛ لأننا مؤمنون بتفوق الحضارة الغربية، والدليل على ذلك استلهامنا لتراث المستغربين؛ ولذلك سنحول دون انتصار الصحوة الإسلامية الأصولية التي تخيفكم".

فهذا الخطاب في جوهره مستمد من الخبرة العملية للقائمين عليه، بين عضو بلجنة سياسات جمال مبارك، لوكيل وزارة فاروق حسني، لوزير سابق للأوقاف في نظام مبارك، إلى آخر (كوكبة المثقفين) الذين شاركوا في صياغة الوثيقة. فالوثيقة تنبه الولايات المتحدة أنه لا يزال ثمة أمل في أن النظام السياسي المصري القادم سيظل محافظًا على الضياع الأيديولوجي والتخلف الفكري والتغريب الثقافي الذي كان مستقرًّا في مصر طوال الستة عقود الأخيرة.
  

الأربعاء، 20 يونيو 2012

القوي التي تسمي نفسها مدنية

القوي التي تسمي نفسها مدنية تريد تحييد وتنحية الهوية لحساب هوية علمانية، تسوقها على أنها هوية المجتمع الوسطية المدنية، وعلى أنها قيم مطلقة عالمية، وأعراف دولية دستورية وحقوق مطلقة وثوابت كونية، رغم كونها منهجا بشريا متغيرا وليد ثقافة وفكر غربي متجدد ومتنوع وغير محايد ولا منصف، وأقل دراسة بعرض الجغرافيا وعمق التاريخ تثبت أنه لا أمة يتم فيها التركيع بحماية الإعلام وضغوط إفشال كل مسيرة بهذا الشكل سوى نحن نظرا للعجز والتشرذم

من الإسلام الحقيقي العملي!


----

نقل شيخ الإسلام في "منهاج السنة" : فجاءه سعد، فقال: يا رسول الله إن كان الله أمرك بهذا فسمعا وطاعة، أو كما قال، وإن كنت أنت إنما فعلت هذا لصلحتنا فلقد كانوا في الجاهلية وما ينالون منها تمرة، إلا بشراء أو قراء، فلما أعزنا الله بالإسلام نعطيهم تمرنا، ما نعطيهم إلا السيف، أو كما قال، فقبل منه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك"-------------------------------------

يحضرني حول المشهد-من الإسلام الحقيقي العملي!- ظلال عديدة، منها في عجالة:

1- حرية الشورى والحديث في الشأن العام والنقاش،
والشفافية والوضوح والمشاطرة! والتواضع
 من النبي صلى الله عليه وسلم! وهو من هو أكرم الخلق..
2-والرفق...، فقد كان صلى الله عليه وسلم  يبالي بما فقد من الدنيا
بل هاجر ولم تبق له دار ولا ادخر ماله ولا ضن بشيء، لكنه
لم يلزمهم بذلك وبالحرب في المدينة ما دام هناك متسع،
فليسوا مأمورين بأمر الله تعالى ولا وحي بشأنه، ثم لما اختاروا
أقر اختيارهم، وهكذا كانوا أصحاب قضية في شأنهم

3- قدر الحرية المتاح حتى قبل البعثة في حياتهم،
الحرية بمعناها الشامل، والشرف بمعنى واسع مقارنة بحالنا،
 والكرامة الذاتية له ولقومه..

الحرية الفكرية التي جعلتهم يفكرون ثم يتركون دينهم ليذهبوا للإسلام ،
وحرية الحياة والحقوق العامة المادية والمعنوية! وحرية التملك..
ولم ينكر عليه هذا الإباء والشمم وتلك الأنفة في غير تيه ولا فخر ولا علو ولا بطر أو ظلم
..تمت الأخلاق وصلحت النية، وصار ذلك لوجه الله تعالى،

ولم يعب عليه الحديث عن الجاهلية، فليس كل ما كان فيها
شرا محضا مطلقا، بل نتمم بذرة الخيرة فيها، ونلغي الشر، والمنطلق الذي
تبنى عليه الرؤية للحياة..

4- ويحضرني على هذا الجو الخلقي، المفعم -بعد احتضان الرائد صلى الله عليه وسلم واحتوائه واستيعابه الرائع- بالوعي والحسم والشجاعة
والتضحية "الناس معادن! خيارهم في الجاهلية خيارهم
في الإسلام إذا فقهوا"

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

نصيحة للصالح العام: 19-6-2012


بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة للصالح العام:
*أدعو الإسلاميين- من غير الإخوان - إلى عدم التحرك منفردين..
*و أدعوهم وكل ناشط إلى تكوين كيان مؤسسي علني، للتحدث ولضبط آلية اتخاذ القرار، ولإعلان رؤية، وإدارة تراتبية.. ثم كيان ءاخر جامع لشتى الفرقاء ..الدعوة لذلك على أسس واضحة عمليا لا نظريا كافية لفرز المواقف..
*مطلوب أﻻ يبادروا منفردين عن غيرهم من اﻹسلاميين
وﻻ منفردين عن الجانب الشريف من القوى الوطنية..
*وأدعو الرموز الدينية منهم  لعدم المبادرة مخاطبة الشعب منفردة...داعية لحشد..بل إن اضطر أحدهم أن يتحدث منفردا فليتحدث مخاطبا القوى السياسية بأسمائها، وليس مخاطبا القوى اﻹسلامية فقط..
 * وأدعوهم عند التحدث حول الوضع الراهن، إلى الوضوح والضمانات، وإن كانت شفهية علنية محددة الأسماء والصفات والصلاحيات، وإلى إصدار بيان مشترك يعبر عن تحالف القوى اﻹسلامية والوطنية، هذا كي ﻻ يحدث ما يريده الطرف الآخر..
* والرائد الصحيح –إسلاميا أو وطنيا أو أيا كان-  ﻻ يظهر ويختفي،  وصحته تسمح! أو يتنحى باكرا، وله نواب يتناوبون الظهور متاحون في كل وقت، وله فريق عمل ظاهر، وقادر على الوصول للناس وعلى استقبال تساؤلات الناس..
*وخلط الثورة التي فيها ذبح بالسياسة عك، عندما يكون الحراك دون سقف معلن، وتعويلا على الشعب الذي يشبه السيل بلا مجرى، ما لم تحدث رؤية توافقية عملية ونظرية..

*لا خارطة طريق! ولا عقد ولا عهد جماعي للمسيرة، ولا ضوابط متفق عليها، ولا دستور مستقبلي معلن- "وثيقة حقيقية تزن الصراع، وليس فقط ترضي الحالمين من أي طرف"- لمراعاة الأقليات المتنوعة، وكلنا أقليات إما عددية أو نوعية!
كل هذا واجب تحقيقه... ونشره، مراعاة أثناء المسيرة وفي المستقبل المنظور للبلاد..
 لأن هناك عوامل غير الحراك تعلمناها هي الزمن والتفتيت والتبريد والدعاية..فضلا عن الطعن المادي فيه وتفلت المسؤولية..ثم الطعن القانوني! ولا عذر لأحد الأن أن يقول الناس لم تطاوعني....الفخ كان منصوبا، عرفتم طبع الناس وطبع القوى الوطنية والإسلامية، وطبع المجلس، وطبع الغرب..فحددوا لهم مسارا دقيقا مقنعا "لجلهم" يشتركون فيه ويقرون به،  ويظهر موقفهم منه عمليا بحشد وحملة دعائية عبر الشبكة مثلا ..
عندما ﻻ تتحد المطالب وﻻ سقف التصعيد، وﻻ تعرف السيطرة على الناس، ولا تضمن الفرقاء فكن أنت واضحا قبل وليس بعد...عندما ﻻ تضمنهم في الولاء
أجبرهم على الظهور بصورتهم الحقيقية.. فلم تعد هناك أوراق لتحرق.

الأحد، 17 يونيو 2012

السلطة هي القوة!



السلطة هي القوة، و حين ﻻ تحمي القوة القانون تصبح القوة هي القانون ، وجود المقاومة فقط يخلخل المعادلة..لي عنق النص والتعسف في استعمال الضوابط و المغالطة في الحرب القانونية لتبرير براءة المجرمين ثم إبطال كل خطوة للتصحيح مسلك عالجته الثورات ولم تعالجه المناصب..و التطهير مؤلم دوما و البله و المجانين يغيرون رأيهم بعده وليس قبله..فهم مع الغالب الراكب صانع الرأي العام المزعوم

--
بمناسبة الصمت الغبي المستنسخ، فوق تجربة عبثية زائفة، يحضرني قول من ﻻ يرد حديثه وهو أحسن الحديث: "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله..." -- "قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم ءالهة"
ثم عبدوا عجﻻ!! بعد أن أراهم سبحانه زوال فرعون..ذهبوا لهيئاته ومؤسساته و أعوانه وقانونه! --يعني كأن المشكلة كانت في شخص فرعون ذاته! ....ولم تكن في البناء الباطل كله و المرجعية التي شرعنت و قننت الفساد

--
تمثيلية طويلة تزداد وعورة وﻻ يشغلني الوعورة المادية بل الخلقية والمعنوية.. سيرك مستقيما ووضوح بيانك يحققان النصر

النفسي ووضوح الرؤية والسبيل

--
الدستور والقانون لم يوضع أي منهما لذاته و ﻻ ليقدس و ﻻ ليطبق تطبيقا حجريا يتنافي مع روحه و المراد منه و ﻻ ليتم تقديس من يقوم عليه و
ينظر فيه
---
.ما أفهمه: ليست هذه حركة إسلامية فقط، بل حلف الفضول يضم الشعب أجمع، لرفع الظلم والفساد ورد المهانة عن العرض ووقوف دون المال، و بناء بلد ﻻ يظلم فيه أحد، و يختار أهله طريقهم بحرية ، وبشكل علني. .مطلوب من الجميع للجميع تنحية الجزء القذر من النخبة..خطوة
تقارب فوري مع " النصف المعتدل من القوى الوطنية بكل فروعها ومع المعتدلين الثوريين من المسيحيين" و نزول الشارع بﻻ عودة و تعيين مجلس قيادة من مجمل هذه التوجهات بتمثيل معتدل 1- -- ) ﻻ نتعارك عليه ، فكل قرار سيكون علنيا
-.. مجلس جديد مختلط شريف!. .حبذا شباب مستشاروهم كبار. .لديه رؤية شاملة التصعيد و العفو عن أتباع النظام، شريطة انحيازهم.. يقود من اﻷرض الشارع و يشاور الشارع على المﻷ ﻻ بطريقة البقر و الغرف المغلقة و التليفونات. والكبير يغهم و الدليل اللغز الطلسم المشفر....مجلس مستعد أن يموت ويخلفه غيره مرات..و مضحي بأهله و مستقبله السياسي -- و عدم الاستماع لكبار السلفية و اﻹخوان وتغييرهم مع كل احترام فهم و نوابهم سيخذلون و يتغابون و يجبنون و الثورة تهور بالنسبة لثقافتهم وفهمهم و الثورة ليست مفروشة بالورود بل هي طريق طويل و دامية أحيانا و غالية.. وفي بلد غالية كمصر فهي أغلى..وليست الحرية ليائس ذليل قصير النفس..و كان العرب قبل الرسالة يسترخصون عمرهم في سبيل مرادهم و أنفتهم و عصبيتهم وجاء الدين فهذب الشجاعة والصبر ووجه الطاقة للعدل




لابد من اختبار في الإملاء، وفي القراءة عموما لكل المناصب


لابد من اختبار في الإملاء، وفي القراءة عموما لكل المناصب،
واختبار لصحة القوى العقلية وكمالها، 
وكذلك اختبار لقياس الزمن! هؤلاء خرجوا من جحر ذهبي، كانوا في حلزونة اللصوص
المغلقة، في مكاتب مافيا المنصب لسنين تجمدوا وتكلسوا ، 
في الرتابة اليومية مع الترف واللذة والسرقة والأبهة القديمة والدعارة، 
منذ 1978 دون تطور مطلقا، ولا اطلاع على العالم، ولا حتى قراءة جرائد..
ليتحدثوا بلغة وفهم ووضع الثمانينات مع العالم الحالي! وهذا واضح في 
طرق مكرهم، وفي طرق كرمهم معنا، وفي كل أدائهم المضحك، وتصوراتهم عن الناس
والعالم والشباب وطرق الكذب، وفي حديثهم الشفهي، هم في غيبوبة متخلفة بعيدة، ويريدون الحكم بنفس الأدوات والثقافة، لجيل سيتمكن من إحراجهم إن شاء الله بكل سبيل
----

عيب على رجل في الثمانين أن يكذب على رؤوس الأشهاد، ويلوث شرفه

وعيب عليه أن يهدد وينحاز للظلم الذي اشترك فيه بعد 
أن صار على شفير القبر ورأى الناس تصلح بعض ما خرب
بقلة أدبه وجبنه وفتوره


----

العلمانية والمدنية والإسلام متابعة "1"



سأضع  القدر الذي اتفق معه من حديث أستاذ فهمي هويدي؛ و أرجو أن يتأمل هو في حقيقة الدين الحق و غايته و تصوره في القرءان وأن يكون مصدر حديثه عن الملة هو الكتاب و الرسول صلى الله عليه وسلم و الفهم نتناقش حوله علنا ...وأرجو أن يتأمل في حقيقة العلمانية التي ﻻ ولم ولن تتوافق معه بل مع جزء منه و جزء من غايته ورسالته فقط وتشترط إلغاء وترك نصف الدين....حتى النموذج الغربي و التركي تعتبر دالة على العكس على الصراع و حذف دور القرءان و ظاهره و حقيقته...و ممارسات النموذج خارجيا و داخليا و تحت الطاولة و ثقافيا و قضائيا و دوليا و مواقفه بينة....راجع لطفا مقالتي سريعا مع أردوغان والحديث عن العلمانية..ومقالة المشروع اﻹسﻻمي الحقيقي.....قال أستاذ فهمي."ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻤﺼﺮﻯ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﻛﺎﺷﻔﺔ ﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻰ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ 25 ﻳﻨﺎﻳﺮ، ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺜﻼ‌ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﻠﻄﺖ ﺍﻟﻀﻮﺀﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ، ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺗﺸﻜﻴﻠﻪ ﺑﻌﺾ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻓﺮﻏﺖ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻣﻦ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﺤﺼﺮﻯ ﻟﻪ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺃﻋﻄﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻰ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻵ‌ﺧﺮﻳﻦ ﺑﺈﺟﺎﺯﺗﻬﻢ ﺃﻭ ﺇﻗﺼﺎﺋﻬﻢ. ﻓﻨﺤﻦ ﺣﺘﻰ ﻋﻬﺪ ﻗﺮﻳﺐ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻫﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺗﺘﺤﺮﻙ ﻓﻰ ﺇﻃﺎﺭﻩ، ﻓﻰ ﺣﻴﻦ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺗﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ. ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻘﺎﺑﻼ‌ ﻟﻠﻌﺴﻜﺮﻳﺔ.  ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺻﻴﻐﺔ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻫﻮﺍﻩ ﺇﻟﻰ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ. ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻰ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺪﻯ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻰ. ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻨﺪﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ  ﻭﺍﻧﺤﺰﺕ ﺇﻟﻰ ﺻﻔﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻘﺎﻻ‌ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ: ﺩﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻰ. ﻭﻛﺎﻥ ﻇﻨﻰ ﻭﻻ‌ﻳﺰﺍﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻻ‌ ﻋﻼ‌ﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻷ‌ﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ، ﺇﺫ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺃﺳﻬﻤﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺪﻭﺭ ﺑﺎﺭﺯ ﻣﺆﺳﺴﺔ «ﺍﻟﻮﻗﻒ» ﺍﻟﺬﻯ ﻧﻘﻠﺘﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ.  ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻓﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷ‌ﻗﻄﺎﺭ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺫﺍﺗﻪ ﻓﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ. ﺃﻋﻨﻰ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺣﺪﺙ ﻓﻰ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻃﺎﻟﺒﺎﻥ، ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻜﺮﺭ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﺳﻮﺃ ﻭﺃﺗﻌﺲ ﻓﻰ ﻇﻞ ﺣﻜﻢ ﺍﻷ‌ﺳﺪ ﺑﺴﻮﺭﻳﺎ ﻭﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﻓﻰ ﺗﻮﻧﺲ، ﻭﻫﻤﺎ ﻳﻨﺘﺴﺒﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷ‌ﺻﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ. ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻹ‌ﺧﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﺍﻷ‌ﻭﻝ، ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺑﻄﻠﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹ‌ﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ، ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺧﻼ‌ﻝ ﺍﻷ‌ﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺍﻷ‌ﺧﻴﺮﺓ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷ‌ﻭﺳﻊ.  ﻭﺗﺨﻠﻴﺺ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﻴﻦ. ﻭﻫﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻣﺮﺕ ﺑﺄﻃﻮﺍﺭ ﻋﺪﺓ ﺗﺘﻌﺪﺩ ﻓﻰ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ، ﻟﻜﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻷ‌ﻗﻠﻴﺔ ﻧﺤﺖ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻰ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ، ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﻬﺘﻤﺔ ﺑﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﻻ‌ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻤﺮﺟﻮﺓ ﻣﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻧﻘﻴﻀﺎ ﻟﻠﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻓﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺷﻮﻩ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻭﺃﻓﺮﻏﻪ ﻣﻦ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻰ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻰ. ﻭﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺃﺣﺪﺛﻮﺍ ﻗﻄﻴﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻨﻰ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻰ. ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﺴﺘﺴﺎﻏﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﻤﺪﻧﻴﺔ ﺃﻳﺔ ﺟﻬﺔ ﻣﻨﺘﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ. ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻷ‌ﺯﻫﺮ ﺟﺮﻯ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﻗﻮﻯ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻰ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﺬﻯ ﻗﺪﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ 15 ﻋﺎﻣﺎ ﺑﺤﺴﺒﺎﻧﻪ ﺣﺰﺑﺎ ﻣﺪﻧﻴﺎ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺎ ﻟﻪ ﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻪ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ، ﺭﻓﺾ ﺿﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ. ﻭﻋﻨﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺗﺮﺷﻴﺤﺎﺕ ﺍﻷ‌ﻋﻀﺎﺀ ﻓﺈﻥ ﺣﺰﺏ ﻏﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺭﺷﺢ ﺃﺣﺪ ﺍﻷ‌ﺷﺨﺎﺹ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺿﻤﻦ ﺣﺼﺔ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ.  ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺮﺷﻴﺤﻪ ﻗﻮﺑﻞ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ، ﻭﺣﻴﻦ ﺃﺛﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﺩﻫﺸﺔ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻗﻴﻞ ﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻫﻤﺴﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺮﺷﺢ ﻣﺸﻜﻮﻙ ﻓﻰ ﻣﺪﻧﻴﺘﻪ، ﻟﻤﺎﺫﺍ؟ ــ ﻷ‌ﻥ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻓﻰ ﺍﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺘﻪ.!ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﺮﺏ ﺑﺎﻹ‌ﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺍﺋﻦ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﺟﺎﺀ ﻛﺎﺷﻔﺎ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻯ ﺍﻻ‌ﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﻫﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﺭﻯ ﺑﻤﺼﺮ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻟﻪ ﻋﻼ‌ﻗﺔ ﺑﻤﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﻣﺠﺮﺩ ﻗﻨﺎﻉ ﻳﺨﻔﻰ ﻭﺟﻬﺎ ﺁﺧﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ. ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺼﺪﺩ ﺻﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺪﻧﻰ ﻭﺩﻳﻨﻰ، ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻰ ﺟﻮﻫﺮﻩ ﺣﻠﻘﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻘﻼ‌ﻝ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪﺓ. ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻓﻘﻞ ﺇﻥ ﻫﺪﻑ ﺍﻻ‌ﺷﺘﺒﺎﻙ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺎﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺇﻗﺼﺎﺀ ﺃﻭ ﺇﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ  ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﺣﻀﻮﺭﺍ ﻭﻳﻜﺘﺴﺐ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻓﻰ ﻇﻞ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪ. ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻯ ﺩﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺃﻭ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺘﺴﺒﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷ‌ﺧﻴﺮ، ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻠﻒ ﺁﺧﺮ ﻟﻪ ﻛﻼ‌ﻡ ﺁﺧﺮ، ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻨﻰ ﻫﻮ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻻ‌ﻟﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﺬﻯ ﻇﻠﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺣﻴﻦ ﺍﺧﺘﺰﻟﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﻫﺎ ﻗﻨﺎﻋﺎ ﻟﻬﺎ. ﺃﺩﺭﻯ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ.  ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺃﺩﺭﻛﻮﺍ ﺧﻼ‌ﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷ‌ﺧﻴﺮﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﺳﻴﺊ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺳﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﺧﻔﺎﺋﻪ ﻓﻰ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ، ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺳﻘﻄﻮﺍ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ ﻭﺻﺎﺭﺣﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻜﺎﻧﻮﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﺪﻗﺎ ﻭﺷﺠﺎﻋﺔ،"

محاسبة النص الأدبي

حين نكتب كمن يحاول أن يكون أديبا، ليبث الخير أو التباريح الحلال، أو نعقب-على غير الجدال العلمي- فلنتذكر أن النصوص الأدبية "حمالة التلميحات والإشارات والمرتبطة ببطن القائل والمقام" لا استدراك فيها..لا في العلوم الدنيوية ولا الفقهية، لأنها ليست تعريفات أو مراجع تقنية، الاستدراك حين تحدث مخالفة بينة، أما ما يحمل على التقصير في الشمول أو على الاحتمال فلا، هذا خاص بالتعريفات الجامعة المانعة الدقيقة..وهذا لا ينسحب على المخالفات الظاهرة والفحش، أو الاستخفاف إنما على طرح القضايا والخطب والمواعظ والسجال وغير ذلك ببلاغة وبيان مجازي أو موجه بديعيا صوب حالة ، وإلا ما سلم قول لقائل، وكتب التاريخ الإسلامي شاملة شاهدة على كثير مما لو اقتطع من سياقه وحوسب على ما يلزمه، أو حوسب كأنه شارح من الألف للياء لصار باطلا، وهناك استثناء، هو المفسدة، وكون حال المخاطب لا يحتمل فهما، وهذا مرتبط بالسياق ويقدر بقدره..

"الخيرية لأمة أو لجند ليست وراثة مقدسة،

"الخيرية لأمة أو لجند ليست وراثة مقدسة، أوشعبا مختارا-شعب الله المختار!-،                                         أو أبناء الله وأحباؤه! -تعالى الله عما يقولون -بل كلكم.. "أنتم بشر ممن خلق"،                                      و "ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به" ،                                                  والخيرية مرتبطة بشروط لا بجنسية ولا باسم أو لافتة دينية أو ادعاء يفعل مثله المنافقون والمضلون،  تسمية مستعمر ووطني تصبح أحيانا تسمية قاصرة، حين تبني الروابط على أساس بقعة الأرض والطين فقط ، وهي عصبية لا معنى لها، لأن البشر لا يتمايزون حقيقة بهذا، فكلهم أبناء أب واحد،                                                                                                                                لا اختيار لإنسان يقرر به من هما أبواه، ولا البلد التي يولد فيها،                                                 وليست الأرض أرضنا، بل أرض الله وهي لله تعالى يورثها من يشاء،                                              والخيار هو المنهج، وبهذا فاسم المستعمر قد يسوقونه غصبا على مؤمن توحد معك في خياراته وروحه، وحررك من سجانك الوطني، ومن يسمونه وطنيا قد يكون فرعونا طاغيا، لا ينتمي لشيء سوى لذته وقوته، ويسخر عرق وعمر وأنفاس وأبدان الناس ليظل فوق رقابهم إلها، ويطعمهم القاذورات مادة ومعنى، ويعمل لصالح  الأول الغريب الذي يضايقك لكونه بعيون زرق" 

السبت، 16 يونيو 2012

عندما تحدث أحداث جسيمة بالشام واليمن


عندما تحدث أحداث جسيمة بالشام واليمن، ومذابح تفضح المجتمع الدولي الغربي والشرقي
الذي يصدر لنا قيم المدنية والحرية وحقوق الإنسان، والآخر الذي يدعي
صحبتنا ضد الامبريالية الغربية، وهو يذبح الأطفال معها، ويدك العواصم
المجاورة له، وعندما تحدث أحداث جسيمة داخلية في بعض البقاع
 تبين للناظر  أن البنية الدستورية والقانونية
والمؤسسية هواء وهباء وهراء، وروح العقل وروح العدل وروح الشرف والنزاهة
والمنطق والضمير مفقودة  أو خبيثة، و أن هذه الهيئات وكلامها
سائل يتشكل بلون الإناء، وأن المؤسسات الدينية تتلون، والكيانات
التي تدعي الليبرالية تتحالف مع الفاشية، والتي تدعي اليسارية
يعميها الحقد وتتحالف مع الرأسمالية، ضد خصمها لصالح
حرق البلد وتسليمها للصوص نكاية، والكيانات التي تدعي الإسلام
تبيع كل وعودها وتركع لعدوها، ولا تعلن من إسلامها عقيدة صريحة، ولا
تحدد تعريفا لشريعة، بل تارة تكون الشريعة هي المصلحة عندما يخاطبون
 المدنيين الليبراليين، وتارة تكون هي الخلافة عندما يخاطبون الشباب المتحمس
كل هذا جميل جدا، لأنه لم ينشأ شيء فاسد، بل كشف الله للمبصرين
عما خفي على بعضهم، ولعلهم يتدبرون ويفيقون، بدلا من الثقة المطلقة
 في الكبار، والتفويض دون تدبر للأمر،  والتقليد المستمر الذي أوردنا
 القاع في الدين والدنيا، وهذه فرصة، رغم الفتن والبلبلة، لتكوين تصور
 صحيح على أساس انكشاف عوار المناهج والأشخاص، وتكوين طرق
للتقويم والتقييم والمحاسبة، وخارطة للمستقبل

الأربعاء، 13 يونيو 2012

بين النخبة والأزهر والسلفيين!


..بخصوص النزاع على حصة المؤسسة الدينية ورأسها، وهل صار علمانيا أو مدنيا أو ليبراليا أو بروتستانتيا  أو صوفيا خلوتيا؟
أو سمها ما شئت، من الذي قال ذلك؟ 
وهل فقد الأوليات أم أنه محق؟
هل يفهم الإسلام حقا ما هو ؟ ومن هو المسلم؟ وما هو المجتمع القرءاني المسلم؟  وكيف ينشأ؟
وكيف تنشأ الأمة المسلمة الشاهدة على الناس؟ 
وما هي الدولة الإسلامية! وكيف تنشأ؟ " لا الدولة التي دينها الرسمي الإسلام " الكيان المؤسسي الإسلامي؟؟
وهل يفهم التشريع ما هو؟
من الذي يختزل الإسلام في التشريع، ويختزل التشريع في المنظومة العقابية وحكم الربا، ويختزل المنظومة العقابية في إطار مصلحي وضروري مطلق ليلغيها! وفي شروط تعجيزية وانتهى الأمر،
إذا ماذا تريدون؟ ليس هناك شيء أصلا..
 ومن الذي سيقوم على هذه الدساتير التي تظنونها تغني شيئا، وتنفع الناس، أم يريدها بعض الناس كمسكن؟ أم قد أمر بها الله تعالى؟ هل سيقوم عليها المحكمة العليا؟ ويتم توزيع منشور على القضاة تم تغيير القانون والدستور فاحكموا بالشرع! هكذا خلصت القضية؟
وهل هذه الخطوة الأولى؟
 وصلت الرسالة؟
 على أية حال على الجانب الآخر من الضباب المؤسسة الدينية الرسمية، ورأسها وهو يقول:
 دع  ما  لقيصر لقيصر وما لله لله..
ويفسرها:
  دع لله التبتل والترنم والصلوات ولا تحكم بما أنزل الله تعالى، واحكم بما تراه صالحا،
وأنتم أعلم بشؤون دنياكم،
ويفسرها:
إن شئتم غيروا العقيدة والمنهاج والهوية الفكرية والسياسية، وكل جوانب الهوية والتعليم والثقافة والإعلام والمنظومة السلوكية والتربوية والشعار الحاكم، حسبما ترون صالحا، وبأي صبغة تريدون، وسنبحث لكم عن المسوغات الشرعية لاحقا..
 ويقول:
 حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله.
 ويفسرها:
 حيثما وجدت المصلحة فاشتروا بآيات الله ثمنا قليلا، والعبرة بالمبادئ العامة لكل الأديان حتى البوذية-العدل والسماحة والكفاية والإحسان-، والقرءان حمال أوجه يعني:
 اجعلوا القرءان عضين، وءامنوا ببعض الكتاب واكفروا ببعضه-تفسيرها تطبيق وليس يقين قلب مجرد-، كما شئتم، الشريعة وجهة نظركم يا حمقى، وهو محق في نقطة! أنهم يعرضون الإسلام كأنه الشريعة! والشريعة كأنها المنظومة الفرعية وضبط المخالفات فيها، والضوابط للضرورة ولممارسته ولاستحلاله ما يريد من الأصول والفروع عجينة بين يديه هو! النائب أو الشيخ!
 والدولة كأنها نصوص متراكبة، لا شعب يحمل رسالة يعيها وسلعة يريدها ويدفع لها ثمنها الكبير، ومن سيحدد المرجعية؟ إذا كان التنازع حول تفسيرها؟ هل أهل التحلل التام؟ أم أهل الجمود والقصور وضيق الأفق؟ هؤلاء يرون أولئك كارثة وهم محقون، والعكس صحيح، هل هناك وسطية عميقة رسالية صاحبة قضية؟ لا متحجرة ولا متميعة؟ أم أن وسطية لابد أن تحمل دلالات التسهيل بسقف مفتوح؟ والتلطف في إخفاء الحقيقة، والوعد بالنعيم الدنيوي القادم كأن الرسل بعثوا للتبشير بذلك فقط دون أمانة تحمل ورسالة لا يخشون فيها إلا الله؟   

لكل غاية يرمي إليها ** ولا تخفى وإن أبدى اكتتاما


لكل غاية يرمي إليها  **       ولا تخفى وإن أبدى اكتتاما
وكيف يعارضون لكل رأي **        وكيف يسددون لنا السهاما
وما كنيل الذي أبدى امتناعا    **    عن التصويت هل بلغ المراما
وماتصريح شنول في أويا  **       سوى تهديد من ينوى الصداما
ستسمع بعضنا يدعو إلى ما   **      دعى المحتل لا تبد اهتماما
فللمستعمرين دعاة سوء      ***   يعدون السموم لنا طعاما
لقد باعوا الضمائر واستعاضوا  **       بها الألقاب والرتب الفخاما

دع الأقوال خلفك ثم راقب **         بعينك كي ترى المحن الجساما
فذي برقا يقولون استقلت     **    تأمل هل ترى إلا كلاما
فوالى الأمس معتمد مقيم **        ينفذ ما يريد ولن يلاما
وما منحوه بالدستور شكلا    **     أتي المنشور يأخذه التهاما
وكل وزارة بل كل قسم    **     به منهم مشير قد أقاما
كمثل الفاطمي بأرض مصر **        تأله فاستحل بها الحراما

"يسوسون الأمور بغير عقل  **       تعمد من تجاهل أو تعامي...
بهذا صار أمر الشعب فوضى  **       منظمة تثير الابتساما"
"فظنوا أنهم بلغوا مناهم   **      بهذا الفعل أو خدعوا الأناما...
ولكن الحقيقة إذ تبدت    **     أماطت عن خداعهم اللثاما"


هذه الأبيات عمرها عشرات السنين! للشاعر إبراهيم بن عمر من ليبيا-، وقد أقام بمصر منذ ما يقرب من قرن، وناضل لتحرير بلاده وعاد إليها.. وكتب سيرته مصطفى المصراتي في كتاب شاعر من ليبيا "

الاثنين، 11 يونيو 2012

تطهير القضاء


كلمة تطهير ليست عيبا، و القاضي الذي تجرح أحاسيسه تلك، و ﻻ يراها ضرورة يومية، و ﻻ يرى أن الجواب عليها حتمي بالمناظرة العلنية، ﻻ يمثل
العدل ولا
محاولة المجتمع الكريم غير الطبقي للعدل... القاضي الذي ﻻ يجرح مشاعره أن يقول بأنه
 يحاكم أوراقا..أوراقا مزورة أو قاصرة مهينة معيبة.. و لم يطالبه أحد بأن
يقضي بعلمه الخاص بل علمت الدنيا و لمست و رأت و سمعت لكنها لم
تجد من ينصفها ويرفض الاشتراك في الخطأ ،
..حتى لو كان القضاء شرعيا فليست كلمة تطهير القضاء عيبا وﻻ تنافي قدسية الشرع

الأربعاء، 6 يونيو 2012

‎"وما تدري نفس ماذا تكسب غدا" ...لا أحد يدري


‎"وما تدري نفس ماذا تكسب غدا" ...لا أحد يدري ما سيحدث مهما غلب ظنه ..كل شيء يتغير في لمح البصر ولا بقاء لحال مهما طال ومهما ظن أهله السكون والاستقرار وتشبثوا به كأنه كل شيء وكأنهم خالدين فيه أبدا ولا قيمة للتنازع على فتات رخيص وأشكال تختفي وتتغير

الثلاثاء، 5 يونيو 2012

الأستاذ حمدين والدكتور عبد المنعم:


الأستاذ حمدين والدكتور عبد المنعم:

* الشارع بحاجة إلى نفسه وتضحياته وبحاجة إليكما للتكاتف
على مطالب يجمع عليها كل الشارع، وهي مفتاح كثير من الحلول،
فما لم يحدث توافق بين غير الفلول فالأمر خطير، وركزوا في الطلبات الأساسية المجمع عليها، وسيكون العيب على الإخوان وليس عليكما في الخطأ لو حدث، والثمرة نتيجة تركيزكما في المطالب التي لا يجرؤ على رفضها أحد!

*هل ستعملون ثورة منفردين عن فصيل كبير..ﻻ بأس..لكن لميس الحديدي- وأمثالهأ-تؤيد نصف ما تقولون!

*اقلقوا ممن ينفخ في مساركم...

*ﻻ ينفع نصحح نصف المسار، ﻷننا سندخل المتاهة ثانيا، ﻻ تتكئوا على شيء لو صحت نيتكم ولم تكونوا تستهلكون الناس فيما ﻻ تدركون، ﻻ تتكئوا سوى على بيان الثورة الذي ألقاه المستشار فؤاد منذ فبراير، أما نصف تصحيح فسيلعب بكم، وستستغلون لصالح تشرذم المشهد..

* أي ثورة يكون لها كيان حام منفذ وليس حاميا فقط!، يعلن وﻻءه لقيادتها، فليعلن المجلس ذلك، أو عينوا مكانه إن كنتم تعقلون!.......

*إذا لم تمهد اﻷرض وتسوى فستسند ظهرك للقضاء والإعلام والداخلية! والمجلس العسكري! ومفاصل الوزارات و الفلول المليونيرات الممولين للبلطجة! و مالكي اﻹعلام الخاص الجرائد والفضائيات! ما لم تحبسهم أو توقفهم..فأين كيانك المنفذ ؟ ..هل سيصبح لدينا مساران في مصر أم ستتوحد مع غيرك أم ستصمد في الشارع بحق، أم ستترك الشباب لتذهب للتفلزيون "لماذا لا يأتيك في الشارع"، لتكون ءاخر من يرجع من الشارع أو الميدان إلى النصر أو القبر أو السجن أو المستشفى ...

*ومن سيعترف بالمجلس اﻹنتقالي من الدول و سفاراتنا ؟ ومن عجب أن بعض مؤيدي المجلس الرئاسي هم من سيحضر لقاء المشير! رغم كونه يعتبر خلعا له و لشرعيته..و يطلبون منه كمالة الدستور..

إذا أفق وطهر صفك وحدد وجهتك ولكل وجهة مسار وطريقة ولكل مطالب ثمن وتضحيات، فلا ينفع دمج مسار قانوني مع مسار ديمقراطي سياسي مع مسار ثوري ، الشارع في لحظة حساسة ويجب الإفادة منه، بشكل واضح محدد للكافة، أو تركه في حاله.

**
من نصب نفسه رئيسا فليصدر المائةقرار ليريح الشعب و ليعلم أنه ألغى البرلمان والمجلس اﻷعلى واﻹعﻻن الدستوري ونحن مسرورون ونتمنى الصدق و لتركيز!

**
لم أقل إن موقف اﻹخوان سليم بل سيء.. لكن كي تحافظا على الزخم بالشارع مجديا حيا حددا مطالبا ﻻ يستطيعون هم رفضها أمام الرأي العام و أمام أنفسهم

الاثنين، 4 يونيو 2012

يخيرون الاخوان بين سبعة خيارات:..


 يخيرون الاخوان  بين سبعة خيارات:-


1-  وصمة عار تصبح كالهولوكوست أو كمعاداة السامية، فمن أنكر خيانتكم أدين،
2-أو مجلس رئاسي لكم نسبة لا تحسم أمرا فيه،
3-أو شفيق وبعده حريق ربما تتهمون به،
4-أو رئيس مراسم بنواب فاعلون من غيركم،
5-أو إعادة مع حمدين وتجييش التوك شو وووو... لصالحه،
6-أو حرق مقرات حزبكم من مواطنين شرفاء غاضبين وسلسلة نكبات،
7-أو بيع الدستور الأن على أمل الوفاء لكم بالرئيس...

"جزء" من المشهد:

يقال أن الطرف الثاني
“الذي يحرك نصف النخبة وجل الإعلام ونصف الطرف الثالث، ومعه ربع الشارع الحقيقي! فضلا عن أبناء مبارك “
  يخيرون الاخوان-نتيجة حماقة شاركوا فيها أوصلت لهذا- بين:-

1-  وصمة عار تصبح كالهولوكوست أو كمعاداة السامية، فمن أنكر خيانتكم أدين،
2-أو مجلس رئاسي لكم نسبة لا تحسم أمرا فيه،
3-أو شفيق وبعده حريق ربما تتهمون به،
4-أو رئيس مراسم بنواب فاعلون من غيركم،
5-أو إعادة مع حمدين وتجييش التوك شو وووو... لصالحه،
6-أو حرق مقرات حزبكم من مواطنين شرفاء غاضبين وسلسلة نكبات،
7-أو بيع الدستور الأن على أمل الوفاء لكم بالرئيس...
في حين أنهم متهمون مرة بالصفقات التحتية والرضا والتواطؤ  على ما يعلنون رفضه علنا، ومرة بالعناد والغباء السياسي، ومرة بالجبن..
وبعض منهم يرى أن أي نزول لهم هم خاصة سيكون مبررا لتحميلهم تبعة بداية كل شيء متوقع".."، وتحطيمهم هم ..
ويبقى جانب الشعب في المعادلة وليس القوى الخارجية...
وطبعا هناك أطراف تقول على الإخوان كقواعد الخروج على المرشد، وأطراف تقول على الشعب خلع نصف النخبة الانتهازية التي لا تقل هي تعنتا وصلفا عن الاخوان وعن المجلس العسكري، وعلى الشعب تحديد رموز جديدة وإرسال رسائل للجيش ومن خلفه، بل على الشعب تحديد ما يريد وفرضه كما يريد نظاما ودستورا ومؤسسات بإدارات يعينها! وكيانات مطهرة!،
 وهناك أطراف تعول على وصولهم ومراضاتهم النسبية لبعض الأطراف كما هو الحال، ثم استمرار العراك الجزئي والإنهاك، ويصبح الكتاتني ومرسي والحكومة التوافقية في النصف والدستور الذي فلت، والمجلس الذي معه نصف البرلمان وكل الإعلام والطرف الثالث....واللعب بحل المجلس وحل الرئيس نصفين وحل الحزب بالقضاء وو.....هذا لو وصلوا...لا أدري ما حقيقة ذلك الجزء، وما بقية المشهد، ورأي الشارع عادة يظهر عمليا في الشارع...وكل تضحية تتم في الشارع لا تذهب هدرا، حتى لو ذهبت لبرلمان ضرير بطيء خائر لا يقدر نفسه حق قدرها، ويدعي أن منجزاته تم تجاهلها ، وهي فعلا تم تجاهلها ، لكنها ليست منجزات تستحق الفخر ولا هي لها الأولوية ولا كانت في التوقيت مناسبة ولا في الحجم ولا كانت هي المتوقع بل عارا وإحباطا، و التضحيات في الشارع عموما  تبقى مؤثرة ولها نتيجة معنوية أو مادية في المسيرة..على الأقل في العام الأخير.. المهم أن يركز الشارع على خياراته وما يريد، وسقف رد فعله لو جرى له ما جرى قبلا، لو تم تجاهله ليتفتت بمرور الأيام، أو تم البطش به عن طريق قطاع الطريق المؤجرين بالحرام وتجاهل الرقيب، أو تم الرد عليه رسميا، أو تعويق المسار كله بأي فتنة قانونية، وعليه ألا يتنازع وألا يمل التواجد، فالبلد بلده والأرض أرضه، وأن يبتكر في التصعيد، فكل لقمة لم تأت إلا بالكبد والكد، حتى تزول الغمة، أو تنكشف الوجوه والمواجهة بين أسود وأبيض