الجمعة، 14 أغسطس 2009

تهنئتي للدكتور عبد الرحمن السليمان على العالمية -الدكتوراة- الثانية

الصديق والأستاذ الحبيب الكريم

"د.د." عبد الرحمن السليمان

هذا ابن ابي الضياف يعطى ما تمنيت سوقه إليك، وعز على قريحتي وإن جاد به قلبي سخيا نديا

هنيئاً بجُندِ العلمِ أقبَلَ نصرُهُ** وبشرى جُنودَ الجهلِ بالطعنِ والقتلِ


وابن أبي الضياف وثيق الصلة برسالتكم من وجوه، فقد كتب في مجالاتها، وعاش في أرض المغرب الإسلامي الحبيبة

ودم واسلم هنيئاً ما تغَنّتْ** على الأغصانِ وِرْقٌ في رُباها
__________________
طلب العلم فريضة.صحيح مسلم .د. إسلام المازني

الاثنين، 10 أغسطس 2009

أدب السجون ذكرى أخرى


وأذكر الأن شخصا كان يصنع الأقلام المزخرفة بالخيوط، وهذا بعد أن سمحوا بدخول الأقلام..وهذه نعمة عظيمة عظيمة... اه..
كان يلف الخيوط بطريقة عبقرية على القلم، فيصبح مغلفا جميلا مزدانا، ومكتوبا عليه ما تطلب منه
مقابل مبلغ زهيد، يطعم منه زوجته وابنه بالخارج
وهو في الداخل منذ سنوات وبدون تهمة، لا حقيقية ولا ملفقة
أولا
سألته من علمك
قال نحن اخترعناها منذ سنوات، وكنا نلف الخيط حول المحقن الذي نجده ملقى على أرض المشفى
ونكتب عليه كلمة لزوجاتنا أو أطفالنا اليتم..
ثم صيرناها حرفة نبيع للموسرين منا، لنطعم أسرنا التي تتسول في الخارج
والأن صرنا نلفه على الأقلام
واشتريت منه مجموعة قيمة-اقترضت ثمنها في الزيارة من أفراد عائلتي- عليها أبيات شعر لي ولغيري
ثم لما تصادقنا أكثر بعد عدة أشهر
علمت أنه هو نفسه
ولد في الداخل! منذ 26 سنة
حين أخذوا أمه وأبيه بأي تهمة كانت من شعائر الإسلام
وكانت حاملا ثم أطلق سراحها بعد الولادة بأشهر...
لو قواني الله وذكرت بفضله سبحانه
سأضع صورة لقلم منها، فهي أعجوبة فنية، ولها عبق يحسه من أدرك أين صنعت، وكم ساعة تستغرقها هذه الصنعة، وكذلك الكلمات..
وأحد هؤلاء
أقسم بالله أنه كان مهندسا في فرع نادر جدا!
وكان يجلس يخيط الخرز حول القلم كذلك، وتجهد عينه وكل عضلات جسمه ليبيع القلم أو الزخرفة! لينفق على بنيه الثلاثة..

وذات مرة طلب أحدهم بيتا لي
وددت لو كان السمر
أنا وأنت والقمر
واستأذنني أن يغير فيه لأنه سيرسله لزوجتيه
فقال
أضع: أنا وأنتما والقمر...

والثاني كان يكشف عندي وطلب مزج شطر بيت مع شطر بيت من قصيدة الشوق القلق
أذكر الأول
أين المياه زهور الحب قد ظمأت..
ولا أذكر أي شطر ءاخر أراده لزوجته التي مكث معها أسبوعا! ثم جيء به..

وظللنا أسابيع ...أنا أرفض مازحا، وأهلي يلحون في القبول تعاطفا معها وأنه قلم لن ينتشر كثيرا بل مع زوجته فقط " حقوق الملكية الفكرية والأدبية محترمة "
وعاهدني فوافقت في جو باسم حقا، ولما علم صانع الأقلام بموافقتي صنع القلم ..

..

السبت، 8 أغسطس 2009

من أدب السجون

الحمد لله على العافية

سبحان الله

أدب السجون يهمني جدا ..جدا..قراءة وكتابة وطبابة و..والقدر الخاص بالشرفاء هو أدب الصبر حقا
تجمعت لدي قصص واقعية كثيرة، جعلتني أنتوي كتابة مؤلف في هذا الجناح الأدبي المتميز، بداية من تسميته وتقسيماته وتعديلات أحسبها مطلوبة فيها إحقاقا للحق
وللترويح -مع مزيج من الضيق وعدم الموافقة بلا شك- ما دام المجال متسعا لصنوف البلاء وللمواقف النادرة
أذكر قصة حقيقية لسجين ضاق ذرعا حتى قام بحبس قط من قطط السجن- كان ذكرا اسمه مشمش-، وذبحه وسلخه.. وأعطاه للحارس على أنه أرنب وصله في الزيارة من أسرته
-انتقاما منه- وتفاخر الحارس بأنه يعرف مذاق الأرنب البلدي من غيره، وأن هذا طيب فعلا، وبعد أن التهم ما قدر عليه أروه الفراء في ركن خفي، ليثبتوا له أن هذا هو مشمش، فتقيأ وتعكرت صحته ونفسه شهرا كاملا" من القرف"، ولم يقدر على كثير انتقام، ولا إيذاء لأنه لا يستيطع التبليغ للإدارة، فقبوله الطعام منهم ورؤيته مطهوا وسكوته خطأ مهني-فالسخانات غير قانونية والتعامل يجب ألا يشمل الرشاوي التي تكون علبا من السجائر أو قطعا من اللحم تلقى له لأن المال ممنوع تداوله- ولو اعترف يحاكم محاكمة عسكرية، ويذوق من نفس الكأس التي يشكل حافتها ..

أرجو أن تكون لنا وقفات وعظات ولطائف،

السبت، 1 أغسطس 2009

العلمانية هي "العميانية"

العلمانية هي "العميانية"

وأهلها يريدون تطبيق الفوضى باسم الحرية وفرضها "بالعافية" على الأغلبية رغم دعواهم الديمقراطية "فما رعوها حق رعايتها"

"في قلوبهم مرض"

المرض الداء، والمرظ الجوع

من "الاعتماد في نظائر الظاء والضاد" لابن مالك.

والمَرْضُ، بسكون الراء،مَرَضُ القَلبْ خاصَّة

"الشوارد" للرضا الصاغاني

لماذا يزعم دعاة تمزيق الدين وتقسيمه وتقطيعه وفصل جزء منه وتقليص مفهومه وانحسار دوره أنهم على صواب، وهل العلمانية شيء جديد..أم أنها هي هي مقولة كل المبطلين ومردها في النهاية للبعد عن اليقين والعمل بأن الله تعالى الواحد على الحقيقة ولكنهم يبررون كل هذا وقلما يصرحون به لأسباب مختلفة

لماذا يقولون " إنما نحن مصلحون" وبالتوكيد قبلها

فلم يقولوا "نحن مصلحون"

وكابروا فقد قالوها في معرض الرد على من يشاهد نتاج عماهم

وكان حريا أن يزدجروا ويعودوا لأنفسهم

وتتمة للمال الذي أسقطوه على صاحبهم الذي سب الصحابة والنبي والملة ومن خالفوه قال هم مجانين يجب أن يدخلوا مستشفى المجانين وأقر بأنهم هم الأغلبية من الناس أثناء خواره في حواره المرئي

سطرت

وزارة السياحة " الثقافة"

أعطته جائزة باسم الشعب كله ..

ويعجبني منها تملُّقُ أهلِها *** وقد زادَ حتّى ماؤُها يتملَّقُ

كان المفترض أن تعترض وزارة البيئة! لا الشرفاء..

لقد شاهدت الرجل وهو يريد بالقوة فرض منطقه، ويتناقض حين يرفض حتى الشعائر التي قال إن "عميانيته" ستتركها للناس أحرارا، ويتكلم بحنق شديد وغيظ وقرف وهو أصلا لا يشرف العلمانيين بحضوره، ويريد "بالسطو" أن نكره ما يكره ويذكرني في هذا بالمعتزلة

الذين أرادوا بالسيف فرض منهجهم رغم أنهم يزعمون دعوتهم لحرية العقل

وهكذا العلمانية والعولمة والديمقراطية الغربية تريد أن تسحق الكل ليكون تابعا ولا أقول ليكون مثلها..

والقمني ذرة رمل في هذه العاصفة الترابية، وهذا المنهج الذي يمتلئ بالمغالطات، ويسخر مقدرات البلاد لدعم ما يريد دون إقناع أو حرية كما يزعمون هو العلمانية "بالعافية!

وحين يتحاور ويكتب يفترض أن العلمانية شيء واحد

وأنها نجحت حيث ولدت وانتشرت

ويتجاهل أنها تختلف في نظرياتها وفي تطبيقها، ويعبث ليمرر جملة ترك الدين كله وليس ترك التشريعات فقط" وهو بلاء كاف "، ويتجاهل أن الناتج النهائي منها مختلف عما حسبوه من خير وبركة، بعد تجربتها هذه السنين وتطورهم، وندم مفكريهم في كتبهم المرجعية، وشعورهم بضرورة المراجعة وبالهوة التي سقطوا فيها، والفراغ الزمني الذي وقعوا فيه، وحالة مراهقيهم ونسائهم وعناء مسنيهم، وتغول اقتصادهم على حساب العامة الذين يسددون ثمن الأزمة المادية للخاصة..

ويتجاهل أن العوامل الجديدة كرأس المال العملاق والإعلام الإجرامي النافذ بشكل لم يحدث قبلا غيرت كثيرا من تطبيق ما ينادى به هؤلاء نظريا وعمليا, ومن ناتجه، وأن البعد عن الدين وتقليصه أدخلهم في دوامة فظيعة، وانظر تقاريرهم الرسمية، ومشكلاتهم التي تضع لها الوزارات تصورا قبل أن تفور أكثر

وصار الأمر في النهاية ملهاة بيد المنتفعين، وتشترى الأصوات والدعايات حتى في أم الغرب!، ويسدد ثمنها الرئيس حين يصل للحكم من قوت الناس ومصالحهم وأرواحهم لحساب الشركات العملاقة التي تجرب فيهم وبهم وتمتصهم، ويقلص هو لصالحها حقوقهم الصحية، أو يعبث بكل مقدراتهم، والتبريرات جاهزة دوما، والاعتذارات كذلك

وفي النهاية يقول لهم أنا اختياركم، أنتم أحرار، وهم أصلا حرموا من الفهم ووجهوا كالنعم، ويعانون أزمات مادية ومعنوية، ويذبحون شعوبا عن بكرة أبيها، ويفقرونها ويضللونها ليأكلوا هم خيراتها

ثم يقولون أنها تجربة بشرية ناجحة حضارية

وهم يرون النجاح أن يتمتع بعض الشعب بالتقنية واللهو على حساب مسحوقين منه ومن غيره، في عالم الرأسمالية التي لا ترحم

ثم يعانون هم أنفسهم من أمراض حضارتهم الفكرية والنفسية الروحية، واندفاعهم لما لا يؤمنون به ليحافظوا على مكتسباتهم وانظر شكاواهم من صمت المثقفين! عندهم ...

ويسحقون الأمم الأخرى لكي لا يفسد التوازن الفاحش الذي حققوه

ثم يسبون الإسلام! الذي حقق ما عجزوا عنه نظريا وعمليا حين طبقه بنوه..

قالوا فسادُ الهواءِ يُردي ** فقلتُ يردي هوى الفسادِ

كم سيئاتٍ وكم خطايا ** نادى عليكم بها المنادي

د. إسلام المازني